إضافة إلى قتيلين منذ الاثنين والجيش يهدد بـ"تدابير صارمة" ارتفاع قتلى فض اعتصام "دوار اللؤلؤة" إلى 4 والجرحى قرابة 90

إضافة إلى قتيلين منذ الاثنين والجيش يهدد بـ"تدابير صارمة"
ارتفاع قتلى فض اعتصام "دوار اللؤلؤة" إلى 4 والجرحى قرابة 90

العرب اليوم



صدامات بين المتظاهرين والشرطة البحرينية في المنامة
المنامة ـ طارق الشمري
ارتفعت حصيلة قيام الشرطة البحرينية، فجر الخميس، بفض اعتصام "دوار اللؤلؤة"، وسط المنامة إلى أربعة قتلى وجرح نحو 90 آخرين من المحتجين الذي يطالبون بإصلاحات سياسية وتحويل الحكم إلى ملكي دستوري ووقف "التجنيس السياسي"، ما يرفع حصيلة الاحتجاجات التي بدأت الاثنين الماضي إلى ستة قتلى ، فيما أعلن الجيش البحريني، الذي انتشر بكثافة في العاصمة، انه سيتخذ " تدابير صارمة ورادعة " لحفظ مصالح البحرين. وقال شهود من كانوا في الاعتصام ان شرطة مكافحة الشغب تدخلت فجأة لتفريق المعتصمين مستخدمة الغاز المسيل للدموع و"الرصاص المطاطي والانشطاري"، في مقابل إعلان مصادر حكومية عن العثور على أسحلة وسكاكين وسيوف مكان الاعتصام، وهو ما عرضه التلفزيون الرسمي.
وفي ما أعلنت وزارة الصحة البحرينية أن عدد القتلى في مواجهات فجر الخميس ثلاثة، أكد نائب شيعي معارض الخميس ان حصيلة قتلى تفريق المتظاهرين المطالبين بالاصلاح في دوار اللؤلؤة من قبل الشرطة بلغ أربعة. وقال النائب علي الاسود العضو في جمعية الاصلاح ان "عيسى عبد الحسن البالغ من العمر ستين عاما تقريبا اصيب بالرصاص برأسه واعلنت وفاته في مستشفى السلمانية".
وذكر الناشطون الداعون الى التظاهرات على موقع "فيسبوك" ان القتلى الاربعة هم عيسى عبدالحسن وحسين زايد ومحمود مكي وعلي خضير. وذكر الاسود ان 95 شخصا على الاقل أصيبوا بجروح بينهم من اصاباتهم خطرة.
وكان فاضل احمد (37 عاما) "لقد هاجموا الدوار حيث امضى مئات الاشخاص ليلتهم تحت الخيم". وقال اقارب اثنين من الضحايا ولكنهم لم يوضحوا ظروف مقتلهما، ليرتفع إلى أربعة عدد قتلى هذه الاحتجاجات التي بدأت بمبادرة اطلقت على "فيسبوك" وجهت خلالها الدعوة الى تظاهرات للمطالبة باصلاح سياسي واجتماعي في البحرين، وذلك بعد الانتفاضتين في تونس ومصر.
وقال المتحدث باسم حركة الوفاق الشيعية المعارضة مطر مطر انه بالاضافة الى القتيلين سقط "ما لا يقل عن 50 جريحا، بينهم 10 بحالة الخطر".
واعتبر الشيخ علي سلمان الامين العام لحركة الوفاق الشيعية المعارضة، الخميس ان قيام قوات الامن البحرينية بفض الاعتصام الذي سقط فيه قتيلان و50 جريحا بانه "اعتداء وحشي وغير مبرر ضد معتصمين مسالمين".
وقال الشيخ سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية "الذي حصل هو هجوم بدون انذار مسبق ومفاجىء للمعتصمين" مشيرا الى ان فض الاعتصام حصل "في حدود الساعة 3,00 (00,00 ت غ)" صباح الخميس.
واضاف "استخدمت في الهجوم كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ومن الرصاص المطاطي والانشطاري" موضحا ان "الهجوم تم من عدة جهات في وقت واحد مما جعل المغادرة صعبة على المعتصمين".
ومن ناحيته، صرح العميد طارق حسن الحسن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بان "قوات الامن العام قامت صباح اليوم (الخميس) باخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم".
واوضح في تصريح لوكالة الانباء البحرينية (بنا) ان "الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين والمتواجدين بالدوار من اجل فض تجمعهم بالطرق السلمية للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات".
وقال الشيخ علي سلمان ايضا ان ما حصل هو "اعتداء وحشي غير مبرر ضد معتصمين مسالمين" مؤكدا ان "هذا يشكل بلطجة رسمية في التعاطي مع الاعتصام".
واضاف "اعتقد ان هذا قرار خاطىء وكارثي على استقرار البحرين" موضحا انه "لا حاجة لمزيد من القتل فالمعالجات الامنية لا تحل الازمات بل تزيد من تعقيدها".
واكد الامين العام لحركة الوفاق الشيعية ان "المسيرة التي تعتزم حركات المعارضة تنظيمها يوم السبت تضامنا مع المحتجين ستستمر كما هو مقرر لها"، متوقعاً "ان يبادر المحتجون الى تنظيم انفسهم والى الاعتصام في اماكن اخرى".
وعند مدخل مستشفى السلمانية، اكبر مؤسسة استشفائية في المنامة، تجمع اقارب الضحايا فيما تواصل نقل المصابين بعد ثلاث ساعات على تفريق المتظاهرين.
وعمدت الشرطة فجر الخميس الى ازالة الخيم التي نصبها المتظاهرون في الدوار. وسمعت اصوات انفجارات على بعد مئات الامتار من الدوار الذي سدت المنافذ المؤدية اليه وكذلك سمعت صفارات الانذار وتحليق مروحية.
وبدا دوار اللؤلؤة فجر الخميس شبه خال باستثناء بعض الاشخاص الذين تستجوبهم الشرطة. وشاهد الصحافيون المتظاهرين يغادرون المنطقة وقوات الامن تطاردهم.
وكان آلاف المحتجين تظاهروا الأربعاء في دوار اللؤلؤة لليوم الثالث على التوالي تلبية للدعوات التي أُطلقت عبر الإنترنت للمطالبة بإصلاحات سياسية وبالإفراج عن معتقلين شيعة ووقف ما وصفوه بـ "التجنيس السياسي"، فيما نصب المحتجون عشرات الخيام في الميدان الذي بات يطلق عليه المتظاهرون اسم "دوار الحرية" أو "دوار الشهيد"، وحشدت الشرطة نفسها قرب الساحة إلا أنها لم تتدخل، ربما حرصًا على تجنب المزيد من العنف.
وجاء استمرار الاحتجاجات على الرغم من اعتذار وزير الداخلية لسقوط القتيلين مطلع الاحتجاجت وتوقيف "المتسببين" في قتلهما، وكذلك تشكيل الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة تحقيق وزارية والتعهد باستمرار الإصلاحات.
كان ناشطون على موقع الشبكة الاجتماعية " فيسبوك" دعوا إلى قيام "ثورة 14 فبراير في البحرين" للمطالبة بالاحتجاج سلميًّا من أجل الإصلاح السياسي، إلا أن البعض منهم بدأ ينشد مطالب أكثر تشددًا منذ سقوط القتيلين، بما في ذلك الدعوة إلى "إسقاط النظام".
وأعلن قادة حزب الوفاق، وهو أكبر حزب سياسي شيعي ، أنهم لن يعودوا إلى البرلمان حتى يوافق الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهو سني، على تحويل البلاد إلى ديمقراطية ملكية دستورية مع حكومة منتخبة، على الرغم من أنها لا تملك أي سلطة رسمية على المتظاهرين، وقال الزعماء السياسيين إنهم كانوا على ثقة المجتمع أن تلتفت دعواتهم لوضع حد للاحتجاجات إذا لم تلب مطالبهم الأساسية. حذروا ناخبيهم من أن الأمر يحتاج إلى وإرادة الصمود، طالما أن الأمر سيستغرق وقتًا، مؤكدين أنهم مع النظام الملكي.
وقال خليل إبراهيم المرزوق، النائب الأول لرئيس البرلمان وزعيم كتلة الحزب في البرلمان (18 نائباً)، إن الحزب "يقبل الأسرة الحاكمة" ولا يطالبون بـ "إسقاط النظام" ككل، معلنًا في الوقت ذاته عن تنظيم مظاهرة تشارك فيها جمعية الوفاق يوم السبت المقبل في دوار اللؤلؤة.
وأضاف أن "ما يحدث في البحرين شأن داخلي"، نافيًا المزاعم القائلة بأن الاحتجاجات بتحريض من إيران، فالأمر "ليس له علاقة بطهران".
أعلنت قوة "دفاع البحرين" الخميس انها ستتخذ " تدابير صارمة ورادعة " لحفظ مصالح البحرين. وقال ناطق باسم القيادة العامة لقوة الدفاع البحرينية انه سيتخذ "كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار حرصا على مصالح الوطن ومقدراته".
واشار الى ان ما تم اليوم هو "أن قوات عسكرية أخذت بالانفتاح في محافظة العاصمة بدواعي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف."
وناشد الناطق "كافة المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة لما يسببه ذلك من تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية، ما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم."
وفي ردود الفعل الدولية، دعا البيت الأبيض السلطات في البحرين إلى احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية، وقال المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما، غاي كارنين، إن واشنطن تتابع عن كثب الوضع في هذه المملكة الصغيرة في الخليج بعد مقتل شابين شيعيين خلال قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة الاثنين والثلاثاء.
وأضاف كارني، أن الرئيس أوباما يعتقد أن البحرين، مثل كل دول المنطقة، ينبغي أن تحترم الحقوق العالمية لمواطنيها في التظاهر وإسماع معاناتها"، مؤكدًا أنه" على الطرفين أن يمتنعا عن اللجوء إلى العنف".
وتعد البحرين حليف الولايات المتحدة، حيث تؤوي المملكة مقر الأسطول الخامس الأميركي وتشكل مرفأ وسيطًا للسفن الحربية الأميركية التي تقوم بمهمات في المنطقة، ولم يشأ المتحدث باسم البيت الأبيض توضيح ما إذا كانت المظاهرات التي تهز البلد سيكون لها تأثير على الأسطول الخامس أم لا.
بدورها دعت بريطانيا "جميع الاطراف" في البحرين الى "التحلي بضبط النفس وعدم اللجوء الى القوة" اثناء التظاهرات المناهضة للحكومة
تتزامن تلك الأحداث في البحرين، مع تجدد أحدث موجة من الاحتجاجات والمعارضة التي تمتد من شواطئ الخليج إلى أقصى الغرب حتى ساحل البحر المتوسط، حيث اندلعت للمرة الأولى في ليبيا مظاهرات خلال الليل في مدينة بنغازي، فيما خرج مئات المتظاهرين والمعارضة في العاصمة اليمينية وسط تعزيزات من الشرطة لليوم السادس على التوالي، إلي جانب التقارير الواردة عن تجدد الاشتباكات في إيران بين القوات الحكومية والمتظاهرين.
كان في وقت سابق من يوم الثلاثاء، تدفق الآلاف من المتظاهرين البحرينيين على الساحة المركزية لميدان "اللؤلوة" الشهير في العاصمة المنامة، في اجتماع حاشد صاخب يبرهن على قوة الحركات الشعبية التي تعمل على تغيير المشهد السياسي في الشرق الأوسط حاليًا..