الجزر اليابانية مزيج من جمال الطبيعة ومخازن السلاح

Admin عدد المساهمات : 3461 تاريخ التسجيل : 20/07/2010

الجزر اليابانية مزيج من جمال الطبيعة ومخازن السلاح

في الوقت الذي ظهرت فيه بوادر على تحسن علاقات طوكيو وبكين في أعقاب توترها بسبب حادث تصادم قارب صيد صيني بزورق خفر السواحل الياباني قرب جزر “سنكاكو” المتنازع عليها بين البلدين قبل شهرين، عادت المظاهرات المعادية لليابان في شوارع بكين وأمام السفارة اليابانية هذا الأسبوع، وتحولت أحيانا إلى أعمال عنف ومصادمات مع الشرطة. وتقول صحيفة “ابل ديلي” اليومية التي تصدر في “هونج كونج” إن الحكومة الصينية هي التي نظمت تظاهرات طلاب الجامعات وسمحت لهم بأن يتعدوا حدود التظاهر السلمي، بل وإنها شجعتهم على ذلك. وفي الوقت الذي وصف فيه رئيس الوزراء الياباني المظاهرات الصينية بأنها “مثيرة للأسف”، قالت وزارة الخارجية الصينية: إنها تتفهم موقف المتظاهرين.
وتأتي تلك التطورات بعد أشهر قليلة من استقالة رئيس الوزراء الياباني “يوكيو هاتوياما” لأنه فشل في الوفاء بتعهده بنقل القاعدة الأمريكية في جزيرة أوكيناوا، وسط مشاعر عدائية ضد الوجود العسكري الأمريكي في اليابان، لتغير المزاج الياباني مرة أخرى باتجاه الاعتراف بأهمية التحالف العسكري الياباني الأمريكي والسبب هو تصاعد حدة الخلاف بين طوكيو وبكين مؤخرا.
كان هذا الحادث بمثابة جرس التنبيه الذي أيقظ اليابانيين من غفوتهم. حيث أدرك الكثيرون ممن كانوا يعارضون بقاء القواعد الأمريكية في اليابان أن وجودها ضروري لحمايتهم وأن العلاقة الدفاعية الإستراتيجية بين واشنطن وطوكيو لا تهدف فقط لتحقيق مصالح أمريكية أو لحماية اليابان، ولكنها تساهم بقدر كبير في الحفاظ على الاستقرار في منطقة بحر الصين وعبر شرق آسيا.
فخلال الشهر الماضي تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين طوكيو وبكين بعد أن اعتقلت قوات خفر السواحل اليابانية ربان قارب الصيد الصيني، الذي تقول طوكيو إنه تعمد التصادم مع زورق البحرية الياباني مسببا تلفيات به. وتخضع تلك الجزر غير المأهولة للسيطرة اليابانية حاليا ولكن الصين تطالب بتبعيتها.
وقد ذاقت طوكيو خلال الشهر الماضي طعم الحرب الاقتصادية حين جمدت الصين صادرات بعض المعادن النادرة التي تعتمد عليها اليابان في صناعاتها المتطورة. بل إن الغضب الصيني المتصاعد بشأن تلك الحادثة دفع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى القول صراحة إن الاتفاقية الأمنية الأمريكية-اليابانية تمتد لتشمل جزر “سنكاكو” وإن الولايات المتحدة ستدافع عن اليابان ضد أي هجوم مسلح تشنه دولة أخرى.
ويعتقد المراقبون أن الشقاق الذي بدا في الأفق بين الولايات المتحدة واليابان حول القاعدة الأمريكية في جزيرة أوكيناوا كان السبب وراء تجاسر الصين على رفع درجة التوتر مع طوكيو والسبب في حادثة قارب الصيد كبالون اختبار لمعرفة مدى رد الفعل الأمريكي ومدى اتساع الصدع بين واشنطن وطوكيو. ويرى هؤلاء أيضا أن نمو القوة العسكرية الصينية يتطلب مزيدا من التنسيق العسكري الأمريكي في المنطقة وبقاء القواعد الأمريكية في جزيرة أوكيناوا للحفاظ على استقرار الأوضاع في المنطقة بأكملها.
ومن المعروف أن اليابان لا تمتلك جيشا وأن الدستور السلمي الذي وضعه الأمريكيون لليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية ينص على أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية تبقى محدودة للغاية في قدراتها ومهماتها. وعليه تصبح الولايات المتحدة القوة الوحيدة القادرة على الحفاظ على الاستقرار الأمني في شرق آسيا.
يذكر أن حجم القوات الأمريكية في اليابان يبلغ 2800 جندي بالجيش، و5800 من الأسطول، و12500 بسلاح الجو، و16500 بمشاة البحرية. بينما يصل إجمالي عدد الجنود وأسرهم إلى نحو 85 ألف أمريكي يتوزعون في ثلاث مناطق. وهذا الرقم لا يتضمن عدد جنود الأسطول السابع المتمركز في ميناء يوكوسكا بمحافظة “كاناغاوا” الذين يعتبرون رسميا في حالة انتشار بحري تابع للقيادة الأمريكية الأم. وتتسع دائرة مسؤولياته لتتضمن جزر الكوريل شمال هوكايدو وحتى القارة القطبية الجنوبية ومن خط التاريخ الدولي غربا حتى الحدود الهندية الباكستانية شرقا.
ويعد ميناء “يوكوسكا” القريب من طوكيو مرفأ لإحدى عشرة قطعة بحرية أمريكية من بينها حاملة الطائرات المتقدمة جورج واشنطن. كما تعد جزيرة أوكيناوا مركزا مهما وواحدا من ثلاثة مراكز تجمع لمشاة الأسطول الأمريكي في العالم، والمركزان الآخران هما في كاليفورنيا وكارولينا الشمالية.
هذه المنظومة الدفاعية الأمريكية المرنة هي ما يعتبره المراقبون أفضل مظلة للدفاع عن اليابان، فضلا عن أنها سلاح الردع المطلوب بشكل دائم لمواجهة النمو العسكري والطموحات الصينية.
من الناحية التاريخية لم يكن اختيار جزيرة أوكيناوا جنوبي اليابان كمركز للقوات الأمريكية لأسباب عسكرية بحتة، بل حتى عام 1956 كانت قوات مشاة الأسطول الأمريكي تتمركز في محافظتي “غيفو” و“ياماناشي”، وقد قررت القيادة الأمريكية نقل تلك القوات إلى أوكيناوا بسبب المعارضة الشديدة لوجودها من قبل المواطنين اليابانيين، بينما كانت أوكيناوا تابعة للولايات المتحدة رسميا ولم تسترجعها اليابان إلا في عام 1972.
ورغم وجود حالة من خيبة الأمل لدى مواطني أوكيناوا بعد فشل رئيس الوزراء السابق “هاتوياما” في إقناع الأمريكيين بالانتقال من قاعدة “فوتنما” بوسط أوكيناوا، إلى موقع آخر. ومع زيادة التوتر أخيرا بين طوكيو وبكين، سيصبح أكثر صعوبة إقناع الأمريكيين بأن وجود قواتهم على الأرض اليابانية أمر غير ضروري من الناحية الإستراتيجية العسكرية، إلا إذا تغير موقف اليابان الدبلوماسي في التعامل مع جيرانها، أو قررت أن تتحمل مسؤوليات الدفاع عن نفسها وهو ما يتطلب تعديل الدستور، وزيادة الإنفاق على التسليح، وهو حاليا لا يتعدى 1% من إجمالي الإنتاج الوطني.

» "ذي غارديان": المغرب مزيج من ثقافات مختلفة
» العندليب والبلبل والهدهد .. جماليات نادرة تزخر بها الطبيعة العمانية
» باليرمو تنفح نيويورك بالسحر مزيج من الرّوح الصيفية والدفء الشتوي
» تقدمهم لم يمنع حفاظهم على الموروث الشعبي..الأكلات اليابانية تقاوم الوجبات الغربية
» قصيدة (عرس الطبيعة) للمرحوم الشاعر / محمد عبد المنعم الغرباوى