القذافي: لن أهرب وسأموت على أرض ليبيا
أعلنت مصادر ليبية أن الزعيم الليبي معمر القذافي لن يهرب من البلاد في حال تطور الأوضاع، وأنه مصر على الموت على أرض ليبيا.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر، اليوم الأحد، عن تلك المصادر التي تنتمي لعائلة القذافي، أن مدينة البيضا، الواقعة شرق البلاد، تشهد أعمال شغب وعنف واسعة النطاق تقودها ميليشيات مسلحة، بدأت باقتحام السجون وإخراج نزلائها، وانتهت بمحاصرة كتيبة من الجيش تابعة للنجل الأصغر للزعيم الليبي، فيما أكدت أن المظاهرات في مدينة بني غازي التي تطالب بإسقاط النظام سلميًّا تتم بحراسة الجيش والشرطة.
وقالت المصادر: "الميليشيات تسيطر على مدينة البيضا وتقتل كل من يقف أمامها"، مضيفة أن الميليشيات اقتحمت السجون وأخرجت نزلاءها ومارست أعمال عنف بحق السكان، وكذلك أعمال سلب ونهب، مشيرة إلى أن تلك الأعمال بدأت عقب مقتل اثنين من أفراد الميليشيات حاولا اقتحام مبنى الأمن الداخلي وحرقه.
وأشارت إلى أن الجيش فقد السيطرة على الأوضاع بالمدينة واضطر للانسحاب منها، إلا أنها قالت إن "كتيبة تابعة لخميس (النجل الأصغر للقذافي) يطلق عليها (جحفل 36) ما زالت محاصرة داخل المدينة، ومن يقع في يد الميليشيات من أفرادها يقتل ويمثل بجثته".
وأوضحت المصادر أن أغلب عناصر كتيبة (جحفل 36) هم من "التبو" الذين يقيمون بمنطقة الكفرة، ويتسمون بالبشرة السوداء، وعندما دخلوا إلى البيضا اعتقد السكان أنهم أفارقة مرتزقة جندتهم الحكومة للقتال معهم فقتلوهم ومثلوا بجثثهم. وقالت المصادر: "المظاهرات في البيضا منذ أول يوم لم تكن سلمية مثل بقية المدن، فمن أول يوم أحرق المتظاهرون مراكز الشرطة والأمن الوطني والداخلي ومراكز تابعة للجيش، حتى العيادات والمستشفيات لم تسلم من اعتداءاتهم.. من يريد إسقاط النظام كما يقولون لماذا يخرب البلد، هؤلاء الأشخاص لا توجد لديهم ثقافة التظاهر التي كانت موجودة في تونس ومصر".
إلا أن المصادر أكدت أن الوضع مختلف في مدينة بني غازي التي تشهد مظاهرات سلمية تطالب بإسقاط نظام القذافي الذي يحكم ليبيا منذ عام 1969، حيث تقوم الشرطة والجيش بحراسة المتظاهرين، دون اشتباكات بين الطرفين، مضيفة أن مدينة طرابلس ما زالت هادئة حتى الآن رغم أن القلق يسود سكانها الذين يؤيد أغلبهم القذافي.
وقالت المصادر: "العقيد القذافي ما زال يرفض إرسال قوات خاصة من الجيش إلى مدينة البيضا؛ لإنهاء أعمال العنف التي تسود هناك، لأن هذا الأمر سيخلف الكثير من الضحايا، وهذا هو آخر شيء يريده القذافي"، مضيفة أن القذافي لم يكن يقود مظاهرة ضد الحكومة كما صورت بعض وسائل الإعلام، "ولكن بعض مؤيديه ذهبوا للقائه في مقره فخرج إليهم ليحييهم.. هذا كل ما هناك".
ونقلت المصادر عن القذافي تأكيده أنه لن يهرب خارج بلاده لا هو ولا عائلته، "كلنا مصرون على الموت على أرض ليبيا".
وأضافت الشرق الأوسط أنه تم استدعاء جميع أفراد عائلة القذافي الذين يقيمون خارج ليبيا بسبب الدراسة أو العمل، حيث عادوا إلى ليبيا منذ يوم الخميس الماضي، وكان أغلبهم يقيم في دول أوروبية.
كما نقلت الشرق الأوسط عن شهود عيان في مدينة البيضا معارضين للقذافي، تحدثت معهم عبر الهاتف، أن "الوضع في المدينة أصبح صعبا، المسلحون ينتشرون في كل مكان، ومن يقاوم أعمال التخريب التي يقومون بها يتعرض هو وعائلته للقتل.. الجثث منتشرة في الشوارع ، ومنذ 3 أيام هناك 3 جثث لجنود من الجيش شنقوا ما زالت معلقة في الشارع".
وكانت تقارير من ليبيا تحدثت، أمس السبت، عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين في اليوم الرابع للاحتجاجات المطالبة بسقوط القذافي.