ثورة قادمة في الاعلام المصري.. ونجوم الجزيرة السابقون يستعدون لقيادة التغيير
فضائية مصرية جديدة تقارع 'الجزيرة' و'العربية'.. واعادة هيكلة للتلفزيون المصري
لندن ـ 'القدس العربي' ـ من أنور القاسم: تمور الساحة الاعلامية المصرية هذه الايام بحراك لم يشهده الفضاء الاعلامي منذ اجيال، مع عودة اسراب الاعلاميين المبعدين، والوجوه التي ناصبها الحزب الحاكم المنحل أمرّ العداء، عن طريق الاقصاء والالغاء والملاحقة وتهديد الفضائيات الخارجية في حال استضافتها، اضافة الى تحول الاعلام المصري بعد الثورة الى حديقة للاراء المختلفة التي تاق وتعطش لها المشاهد المصري والعربي.
فقد علمت 'القدس العربي' ان هناك توجها في مصر لانشاء محطة اخبارية تلفزيونية خاصة تبث على طريقة قناتي 'الجزيرة' و'العربية'، يتولى المسؤولية فيها احد نجوم 'الجزيرة السابقين'، ويعكف رجال اعمال الان على دراسة ميزانيتها واستراتيجيتها.
وذكرت مصادر مصرية لـ'القدس العربي'، ان هناك توجها لمناقشة كل القضايا المحظورة سابقا في التلفزيون المصري، مثل الاوضاع في المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الاخرى، علاوة على ليبيا والجزائر وغيرهما، وهي موضوعات لا تقترب منها الفضائيات الخليجية غالبا.
واكدت المصادر نفسها ان هناك خطة لاستقطاب كفاءات تلفزيونية مصرية تعمل حاليا في محطات خارجية، مثل 'العربية' و'أبوظبي' و'الجزيرة' و'بي بي سي' العربية، سواء للعمل في المحطات الحكومية، او في المحطات الخاصة الموجودة حاليا، مثل 'المحور' و 'دريم' و'الحياة' التي يملكها مليارديرات، مثل نجيب ساويرس.
نجوم المستقبل الاعلامي في مصر الجديدة سيكونون من الكفاءت المهنية العالية، التي تخرجت من مدرسة 'الجزيرة' غالبا، وغادرتها بسبب خلافات مع رئيس الشبكة السيد وضاح خنفر، وهم حسين عبد الغني، مدير مكتب 'الجزيرة' في القاهرة، ومؤسس اذاعة الثورة المصرية في ميدان التحرير، وحافظ الميرازي مدير مكتبها السابق في واشنطن، ويسري فودة صاحب برنامج 'سري للغاية' الشهير، ومدير مكتب 'الجزيرة' السابق في لندن، اضافة الى قطب الاعلام الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي ذهب الى قناة 'الجزيرة' بعد ان سدت في وجهه ستوديوهات المحروسة، وبعد ان منع من الظهور على قناة 'دريم' او اي قناة مصرية اخرى.
الرجل عاد الان الى الفضائيات المصرية بقوة، ولديه 84 مليون مشاهد من مواطنيه، اي اكثر من ثلث مشاهدي العرب، الامر الذي سيوفر له فرصة الظهور في بلده، حيث يتوقع ان يكون تأثيره داخل مجتمعه اكبر.
اما صاحب 'قلم الرصاص' حمدي قنديل، الذي اوصد النظام المصري القديم كل ابواب الاعلام الداخلي في وجهه، كما طالت يده لمنعه من الظهور بمحطات خليجية وعربية خارجية، مثل المنار والفضائية الليبية، سيجد الباب مشرعا له ليأخذ مكانه في كل الاعلام المصري الجديد.
كل ذلك يسير بموازاة توجه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، الذي تحول في عصر مبارك والفقي إلى عزبة ومكبر صوت للحزب الوطني للتبرؤ من تداعيات السياسة الإعلامية في عصر مبارك، واعلانه أن التلفزيون والإذاعة ملك للشعب، وانه بعد انتصار الثورة لن يقدم للجماهير سوى الحقيقة.
ولم يخف معظم الاعلاميين المصريين فضل الاعلام العربي الخارجي كـ'الجزيرة' في مؤازرة عملية التغيير الكبيرة في مصر، ومناصرة الثورة التي واجهت حربا شعواء مما يسمى بالاعلام الحكومي، الذي قاده وزيرا الاعلام الاسبق والسابق صفوت الشريف وأنس الفقي.
اذا هي طلقة انذار بأن الاعلاميين المصريين الذين عيروا كثيرا بمسألة الريادة الاعلامية قادمون، وبأنهم مثلما كانوا روادا في المحطات العربية الخارجية يمكن ان يكونوا كذلك منافسين اقوياء جدا داخل الاعلام المصري، في ظل توفر شروط الحرية الكفيلة بصعود نجم اي اعلام، فما بالك ان كان اعلاما بحجم ومكانة الاعلام المصري بعد ثورة الشباب.
ويعتقد متابعون للمشهد الاعلامي المصري والتطورات الاخيرة التي طرأت عليه، بعد سقوط الرئيس حسني مبارك ونظامه، ان المال لن يكون العائق في المستقبل لجذب الكفاءات المصرية للعمل في القنوات الخاصة الحالية، او التي يمكن ان تتأسس في المستقبل القريب، بسبب وقوف مليونيرات خلف هذه المحطات اولا، ووفرة الاعلانات التجارية.
وفوجئ المشاهدون قبل ايام معدودة بالسيد انس الفقي وزير الاعلام المصري السابق يكشف ان مرتب الاعلامي محمود سعد يصل الى ثمانية ملايين جنيه مصري، اي ما يعادل مليوني دولار امريكي، اثناء اتصاله بالاعلامي المذكور هاتفيا. وهناك من يقول ان راتب السيدة منى الشاذلي صاحبة برنامج 'الساعة العاشرة' الشهير في قناة 'دريم' يصل الى عشرة ملايين جنيه استرليني، وهي مرتبات ضخمة تتواضع امامها رواتب كبار المذيعين في محطتي 'الجزيرة' و'العربية'.
السيد هيكل بات ضيفا دائما على قنوات الاعلام الرسمي والخاص في مصر، وكذلك الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء الذي أم المصلين يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير، ونقلت خطبته معظم القنوات المصرية الى جانب قناة 'الجزيرة'، وتردد انه تلقى عرضا من محطة مصرية لتقديم برنامج اسبوعي مماثل لبرنامج 'الشريعة والحياة'، الذي يقدمه حاليا كل يوم احد عبر شاشة 'الجزيرة'.
تأثير الاعلام المصري بعد تحريره ربما يمتد ايضا الى القنوات الفضائية اللبنانية التي تسللت الى الاسواق الخليجية والسعودية بشكل خاص، للحصول على حصة من الكعكة الاعلانية.
مجالات المنافسة ستمتد ايضا الى قطاع الدراما التلفزيونية، وهيمنة الدراما السورية ربما تتراجع في ظل عودة الدراما المصرية الى عهودها الذهبية مثلما يتوقع الكثير من النقاد. ففي مصر ممولون وكفاءات عالية تملك تراكما عميقا في هذا الميدان، وتستطيع ان تبدع في ظل وجود مناخ الحرية.ثورة قادمة في الاعلام المصري.. ونجوم الجزيرة السابقون يستعدون لقيادة التغيير
فضائية مصرية جديدة تقارع 'الجزيرة' و'العربية'.. واعادة هيكلة للتلفزيون المصري
2011-02-20
لندن ـ 'القدس العربي' ـ من أنور القاسم: تمور الساحة الاعلامية المصرية هذه الايام بحراك لم يشهده الفضاء الاعلامي منذ اجيال، مع عودة اسراب الاعلاميين المبعدين، والوجوه التي ناصبها الحزب الحاكم المنحل أمرّ العداء، عن طريق الاقصاء والالغاء والملاحقة وتهديد الفضائيات الخارجية في حال استضافتها، اضافة الى تحول الاعلام المصري بعد الثورة الى حديقة للاراء المختلفة التي تاق وتعطش لها المشاهد المصري والعربي.
فقد علمت 'القدس العربي' ان هناك توجها في مصر لانشاء محطة اخبارية تلفزيونية خاصة تبث على طريقة قناتي 'الجزيرة' و'العربية'، يتولى المسؤولية فيها احد نجوم 'الجزيرة السابقين'، ويعكف رجال اعمال الان على دراسة ميزانيتها واستراتيجيتها.
وذكرت مصادر مصرية لـ'القدس العربي'، ان هناك توجها لمناقشة كل القضايا المحظورة سابقا في التلفزيون المصري، مثل الاوضاع في المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الاخرى، علاوة على ليبيا والجزائر وغيرهما، وهي موضوعات لا تقترب منها الفضائيات الخليجية غالبا.
واكدت المصادر نفسها ان هناك خطة لاستقطاب كفاءات تلفزيونية مصرية تعمل حاليا في محطات خارجية، مثل 'العربية' و'أبوظبي' و'الجزيرة' و'بي بي سي' العربية، سواء للعمل في المحطات الحكومية، او في المحطات الخاصة الموجودة حاليا، مثل 'المحور' و 'دريم' و'الحياة' التي يملكها مليارديرات، مثل نجيب ساويرس.
نجوم المستقبل الاعلامي في مصر الجديدة سيكونون من الكفاءت المهنية العالية، التي تخرجت من مدرسة 'الجزيرة' غالبا، وغادرتها بسبب خلافات مع رئيس الشبكة السيد وضاح خنفر، وهم حسين عبد الغني، مدير مكتب 'الجزيرة' في القاهرة، ومؤسس اذاعة الثورة المصرية في ميدان التحرير، وحافظ الميرازي مدير مكتبها السابق في واشنطن، ويسري فودة صاحب برنامج 'سري للغاية' الشهير، ومدير مكتب 'الجزيرة' السابق في لندن، اضافة الى قطب الاعلام الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي ذهب الى قناة 'الجزيرة' بعد ان سدت في وجهه ستوديوهات المحروسة، وبعد ان منع من الظهور على قناة 'دريم' او اي قناة مصرية اخرى.
الرجل عاد الان الى الفضائيات المصرية بقوة، ولديه 84 مليون مشاهد من مواطنيه، اي اكثر من ثلث مشاهدي العرب، الامر الذي سيوفر له فرصة الظهور في بلده، حيث يتوقع ان يكون تأثيره داخل مجتمعه اكبر.
اما صاحب 'قلم الرصاص' حمدي قنديل، الذي اوصد النظام المصري القديم كل ابواب الاعلام الداخلي في وجهه، كما طالت يده لمنعه من الظهور بمحطات خليجية وعربية خارجية، مثل المنار والفضائية الليبية، سيجد الباب مشرعا له ليأخذ مكانه في كل الاعلام المصري الجديد.
كل ذلك يسير بموازاة توجه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، الذي تحول في عصر مبارك والفقي إلى عزبة ومكبر صوت للحزب الوطني للتبرؤ من تداعيات السياسة الإعلامية في عصر مبارك، واعلانه أن التلفزيون والإذاعة ملك للشعب، وانه بعد انتصار الثورة لن يقدم للجماهير سوى الحقيقة.
ولم يخف معظم الاعلاميين المصريين فضل الاعلام العربي الخارجي كـ'الجزيرة' في مؤازرة عملية التغيير الكبيرة في مصر، ومناصرة الثورة التي واجهت حربا شعواء مما يسمى بالاعلام الحكومي، الذي قاده وزيرا الاعلام الاسبق والسابق صفوت الشريف وأنس الفقي.
اذا هي طلقة انذار بأن الاعلاميين المصريين الذين عيروا كثيرا بمسألة الريادة الاعلامية قادمون، وبأنهم مثلما كانوا روادا في المحطات العربية الخارجية يمكن ان يكونوا كذلك منافسين اقوياء جدا داخل الاعلام المصري، في ظل توفر شروط الحرية الكفيلة بصعود نجم اي اعلام، فما بالك ان كان اعلاما بحجم ومكانة الاعلام المصري بعد ثورة الشباب.
ويعتقد متابعون للمشهد الاعلامي المصري والتطورات الاخيرة التي طرأت عليه، بعد سقوط الرئيس حسني مبارك ونظامه، ان المال لن يكون العائق في المستقبل لجذب الكفاءات المصرية للعمل في القنوات الخاصة الحالية، او التي يمكن ان تتأسس في المستقبل القريب، بسبب وقوف مليونيرات خلف هذه المحطات اولا، ووفرة الاعلانات التجارية.
وفوجئ المشاهدون قبل ايام معدودة بالسيد انس الفقي وزير الاعلام المصري السابق يكشف ان مرتب الاعلامي محمود سعد يصل الى ثمانية ملايين جنيه مصري، اي ما يعادل مليوني دولار امريكي، اثناء اتصاله بالاعلامي المذكور هاتفيا. وهناك من يقول ان راتب السيدة منى الشاذلي صاحبة برنامج 'الساعة العاشرة' الشهير في قناة 'دريم' يصل الى عشرة ملايين جنيه استرليني، وهي مرتبات ضخمة تتواضع امامها رواتب كبار المذيعين في محطتي 'الجزيرة' و'العربية'.
السيد هيكل بات ضيفا دائما على قنوات الاعلام الرسمي والخاص في مصر، وكذلك الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء الذي أم المصلين يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير، ونقلت خطبته معظم القنوات المصرية الى جانب قناة 'الجزيرة'، وتردد انه تلقى عرضا من محطة مصرية لتقديم برنامج اسبوعي مماثل لبرنامج 'الشريعة والحياة'، الذي يقدمه حاليا كل يوم احد عبر شاشة 'الجزيرة'.
تأثير الاعلام المصري بعد تحريره ربما يمتد ايضا الى القنوات الفضائية اللبنانية التي تسللت الى الاسواق الخليجية والسعودية بشكل خاص، للحصول على حصة من الكعكة الاعلانية.
مجالات المنافسة ستمتد ايضا الى قطاع الدراما التلفزيونية، وهيمنة الدراما السورية ربما تتراجع في ظل عودة الدراما المصرية الى عهودها الذهبية مثلما يتوقع الكثير من النقاد. ففي مصر ممولون وكفاءات عالية تملك تراكما عميقا في هذا الميدان، وتستطيع ان تبدع في ظل وجود مناخ الحرية.