قراءة من زاويتين
نحن أمام إبداع من نوع آخر، نص منسوج من زاويتين مختلفين، والممتع ها هنا
كيفية انتقال أسلوب النص من أسلوب أدبي شعري، إلى آخر بمفاهيم فيزيائية وكيميائية،
مع الاحتفاظ بمضمون النص كما هو، استمتعوا بقراءتها.
الفقرة الأدبية الشعرية:
حدثنا رجل عن معاناته وتجاربه في مدينة صنعاء، حيث ذكر أن الناس هناك
صنفين: سفهاء وعقلاء، وبما أنه غريب عن المنطقة فلا زاد ولا مأوى على حد السواء،
بدأ يتجول في المدينة علَّه يجد حلا لما حل عليه من أرزاء.
وبينما هو كذلك إذ أبصر واعظا ينصح الناس في لطف وإخاء، فاقترب ليسمع مواعظه الآمرة
بالخير والناهية عن كل الأدواء، فاتعظ واتعظ غيره، حيث كان أسلوب الوعظ يخاطب
القلوب ويهز الحوباء، فلم يكن عتابا أو هجاء، لئلا يُنفِّر الناس من الاستفادة والإصغاء، لكن بفضل مواعظ
الشيخ عاد الناس إخوانا بعدما كانوا أعداء، متحابين بعدما نُزع من قلوبهم الغل والبغضاء،
فوجد صديقنا آنذاك من يستضيفه ويكرمه في مدينة صنعاء.
الفقرة الفيزيائية الكيميائية:
حدثنا رجل عن تحاليل تجاربه بأنبوب صنعاء، حيث ذكر أن الناس محلولين هناك
السفهاء وهناك العقلاء، فبدأ يتحلل جزيئة جزيئة دون أن يمتزج بأي المحلولين لأنه
جاء بلا شحن موجبة بل خالي الوعاء، وبعد فوران دام مُددا بلا إحصاء، عثر على جسم
خالص قابل للتجانس والإخاء، فتحلل بسماع تفاعل بعض الجزيئات التي أثرت على ذراته
لقوة الكيمياء، فتفتتت هذه الأخيرة بمعادلة الوعظ بلا تمغنط على حد السواء، فكان
ذلك منبعا حراريا لباقي الأجسام قصد تدفئة الحوباء، فنتج عن ذلك إزالة لون المحلول
الأسود عن القلوب المليئة بغاز السوء وأكسيد البغضاء، فبقيت نسبة تلك الحرارة في
توسط حتى تفاعلت الأجسام فيما بينها بمسحوق الوعظ ونترات النصح في ذاك الوعاء، ولم
يستعمل أوكسيد العتاب والهجاء، لان نسبة التأكسد فيه قد تؤدي إلى انفجار بسبب ضيق الأنابيب
في القلوب مما قد يحدث اختناقا وارتفاع نسبة غاز الجفاء، وبتلك المعادلة المعقدة أصبحت
الأجسام متجانسة مترابطة بمحلول الإخاء، فاكتشف صديقنا محلولا يجانسه في أنبوب
صنعاء.
محمد أوالطاهر
أواسط العام الدراسي
2006-2007