مع تزايد الإحباط من إحكام القذافي على السلطة
المتمردون الليبيون يدرسون طلب شن غارات جوية أممية
أشرف أبو جلالة من القاهرة
يناقش قادة المتمردين الليبيين في بنغازي إمكانية طلب شن غارات جوية غربية تحت راية الأمم المتحدة أم لا، بسبب تمسك الزعيم الليبي معمر القذافي بالسلطة.
في علامة على تزايد مشاعر الإحباط بين قادة المتمردين حول الإحكام المتضائل والعنيد أيضاً للزعيم الليبي معمر القذافي على السلطة، بدأت تدور الآن مناقشات بينهم في بنغازي حول ما إن كانوا يطلبون شن غارات جوية غربية تحت راية الأمم المتحدة أم لا، طبقاً لما نقلته اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن أشخاص مطلعين على المداولات.
ومن خلال طلبه المساعدة من الأمم المتحدة، يسعى مجلس قادة المعارضة المؤلف من محامين وأكاديميين وقضاة، وشخصيات أخرى بارزة، إلى التمييز بين مثل هذه الغارات الجوية وبين التدخل الأجنبي، الذي أعلن المتمردون أنهم يعارضونه بشدة.
ونقلت الصحيفة في هذا الجانب عن عبد الحفيظ خوجة المتحدث باسم المجلس، قوله: "لقد دمر الجيش، ولدينا الآن طائرتان أو ثلاث طائرات". كما رفض خوجة القول إذا ما كان هناك أي إعلان وشيك بشأن مثل هذه الغارات، لكنه أراد أن يوضح المسألة، واكتفى بالقول: "إذا كان الأمر مرتبطاً بالأمم المتحدة، فهذا ليس تدخلا أجنبيا".
ومع هذا، أكدت الصحيفة أن كثيرين لا يدركون الفرق بين مثل هذه الغارات والتدخل الأجنبي، وأوضحت أن توجيه أي دعوة للحصول على مساعدة عسكرية أجنبية تحمل بين طياتها مخاطر كبيرة. ورأت النيويورك تايمز أيضاً أن أي تدخل، حتى وإن كان من جانب الأمم المتحدة، من الممكن أن يقع في أيدي العقيد القذافي، الذي وصف الانتفاضة بأنها "مؤامرة أجنبية" من جانب قوى غربية تسعى إلى احتلال ليبيا.
وقال أحد قادة المتمردين: "إذا سقط من دون أي تدخل، فسأكون سعيداً. لكن إن كان سيُقدِم على ارتكاب مجزرة، فإن الشيء المهم بالنسبة لي الآن هو أن أنقذ شعبي". ورغم ذلك، لفتت الصحيفة إلى عدم وجود أي مؤشرات تدل على أن أعضاء مجلس الأمن سيوافقون على مثل هذا الطلب، أو أن معظم الليبيين الذين يسعون للإطاحة بالعقيد القذافي سيرحبون به.
وقالت الصحيفة إن تلك المناقشات بدت على ما يبدو وكأنها إشارة إلى حركة التمرد التي نفذ صبرها بشأن الجمود العسكري الذي أصاب البلاد بحالة من الشلل. وعبّر مؤيدو الغارات الجوية عن أملهم في أن يتمكنوا من طرد القذافي من المعاقل الحاسمة، بما في ذلك المجمع المحصن في العاصمة طرابلس.
وتبعاً للمعلومات التي كشفها الأشخاص الذين اطلعوا على تلك المناقشات للصحيفة الأميركية، بعد أن طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لعدم اتخاذ قرار رسمي بشأن المسألة بعد، فإن المجلس يدرس شن غارات فقط على المجمع وأصول مثل محطات الرادار. في وقت اعترفت فيه الولايات المتحدة بالحساسية المتعلقة بالتدخل الخارجي.
وكانت التوترات قد تزايدت في بنغازي يوم أمس الثلاثاء، بعد يوم واحد فقط من مهاجمة الطائرات الحربية الحكومية لمواقع تقع في جنوب المدينة واستعادة قوات خاصة لإحدى مصافي النفط التي تخضع لسيطرة المتمردين في رأس لانوف في وسط ليبيا. كما قام جنود متمردون بقيادة قافلة شاحنات خفيفة مزودة بمدافع مضادة للطائرات في شوارع بنغازي، ورحب الضباط بالصحافيين في قاعدة قرب المطار، حيث كان يتلقى المتطوعون تدريبات لتعلم الطريقة التي يمكنهم أن يشغلوا من خلالها الأسلحة.
لكن أكثر ما يثير قلق المتمردين، بحسب ما ذكرت الصحيفة، هو القبو المسلح للعقيد القذافي، الذي يعرف باسم باب العزيزية ويقال إنه يحتوي على أنفاق يمكنها أن تساعده على الهروب بسهولة. وأوردت الصحيفة هنا عن رمضان جربوع، الكاتب الذي يقدم المشورة لمجلس المتمردين، قوله: "هذا القبو مصمم لمقاومة هجوم ذري".