كتائب القذافي تقصف اجدبيا ومعركة النفط تشتعل
طرابلس تتحول إلى مدينة تناقضات مع استمرار الثورة الشعبية
أشرف أبو جلالة
فيما سقطت مدن الشرق الليبي في يد الثوار المطالبين برحيل النظام، يواصل الزعيم معمر القذافي إحكامه السيطرة على العاصمة طرابلس، التي باتت تتحول لمدينة تناقضات في ظل انقسام سكانها بين مؤيدين ومعارضين لما يجري.
القذافي في اخر ظهور له على الإعلام
أشرف أبوجلاله، وكالات: مازالت حالة من الضبابية تهمين على المشهد السياسي في ليبيا، مع استمرار تشبث العقيد معمر القذافي بالسلطة، وبدا من الواضح أن العاصمة، طرابلس، باتت مدينة تناقضات.
فبينما يتحدث البعض عن هدوئها، هناك فريق آخر يحذر من خطورة التجول هناك بالنسبة للأجانب، حيث تعيش البلاد الآن في خضم ثورة شعبية، وتبدو طرابلس وكأنها واحة، مع وجود علامات محدودة على أن هناك سخط في وقت تشهد فيه العاصمة موجة اضطرابات.
وفي هذا السياق، أشارت اليوم مجلة "التايم" الأميركية إلى الأجواء الحاشدة الداعمة للقذافي في الساحة الخضراء بقلب العاصمة، حيث الاحتفال بالذكرى السنوية لإعلان القذافي أن ليبيا "دولة جماهير".
ولفتت أيضاً إلى الشعارات الموجودة على أنقاض القلعة الحمراء التاريخية في طرابلس للتنديد بالسياسات الإعلامية التي تنتهجها فضائيتي الجزيرة وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". ونقلت التايم في هذا الشأن عن مواطن يدعى بشير، قوله :" تقوم الجزيرة بنشر أكاذيب عن ليبيا. كما أنهم ينقلون الأكاذيب التي يقولها الناس لهم دون أن ينظروا لأنفسهم".
ووفقاً للمجلة فان أنصار القذافي في طرابلس يُحمِّلون وسائل الإعلام الأجنبية مسؤولية تفاقم الاضطرابات الحالية. كما أنهم يتهمون المقاتلين الأجانب، وتحديداً المنتسبين لتنظيم القاعدة، بأنهم المسؤولين عن إثارة الفوضى في البلاد.
وقال رجل أعمال يدعى صالح " هؤلاء الأشخاص الذين يقاتلون ليسوا ليبيين. بل أنهم أجانب يحاولون خلق المشكلات في بلادنا". ونقلت المجلة كذلك عن مواطن يدعى خليفة يمتلك مقهى خاص بالشيشة، قوله :" كل الشعب الليبي يحب ويدعم القذافي".
لكن المجلة شددت على أن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا حريصين على إعلان تأييدهم لقائدهم، كانوا أقل حرصاً على إعطاء أسمائهم بالكامل. وهو ما جعل المجلة تقول إن هؤلاء الأنصار غير مدركين، طوعاً أو كرهاً، على ما يبدو أن مساحات شاسعة من بلادهم قد باتت تحت تصرف القوى المناهضة للقذافي.
ورأت التايم أن القذافي نفسه، وعلى عكس ما يقوله مؤيدوه، على دراية تامة بحقيقة الوضع الراهن، وخير دليل على أنه مدرك لتأزم موقفه، تلك التصريحات التي يدلي بها وتناقض تصريحات مؤيديه، ويؤكد فيها إنه سيقاتل حتى آخر رجل وامرأة للدفاع عن ليبيا.
في هذه الاثناء، عاودت الكتائب التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، اليوم الجمعة قصف مواقع قرب مستودعات للذخيرة في أجدابيا الخاضعة لسيطرة الثوار بشرقي البلاد، وسط أنباء عن عمليات إنزال في حقول النفط بمدينة البريقة المجاورة, في بداية ما أطلق عليها معركة النفط.
وقال ثوار في أجدابيا لرويترز إن طائرة قصفت منطقة خارج أسوار القاعدة العسكرية التي تسيطر عليها المقاومة المسلحة في أجدابيا "لكن الطائرة التي أطلقت صاروخين لم تصب هدفها". وقريبا إلى الغرب في مدينة البريقة النفطية أعلن الثوار حالة التأهب لصد هجمات وغارات جديدة متوقعة من جانب كتائب القذافي, وذلك بعد ساعات من قصف جوي استهدف مواقع الثوار والطرق المؤدية للبريقة.
ووردت أنباء عن إنزال جوي لقوات من كتائب القذافي في حقول النفط بمدينة البريقة، لكن لم يتأكد ذلك بعد. وتعد البريقة بوابة منطقة الشرق الليبي، ولا سيما حقول النفط وموانئ تصديره.
وأكد فرج المغربي -صحافي من البريقة- أن الثوار يسيطرون على المدينة في ثالث يوم تتعرض فيه لقصف من الكتائب التابعة للقذافي. كما أكد استعداد الثوار لصد أي هجمات قد تشنها تلك الكتائب، مشيرا إلى رفض أي حوار مع القذافي لا يفضي إلى رحيله.
في سياق متصل، حذرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة من ان الحدود بين تونس وليبيا خاضعة لسيطرة "قوات موالية للنظام ومدججة بالسلاح". واعلنت ميليسا فليمنغ احدى المتحدثات باسم المفوضية امام صحافيين "باتت الحدود من الجانب الليبي خاضعة لسيطرة قوات موالية للنظام الليبي ومدججة بالسلاح".
واضافت "الاشخاص الذين تمكنوا من عبور الحدود قالوا لنا انه تمت مصادرة هواتفهم النقالة والات التصوير على الطرقات". واوضحت ان "العديد من الاشخاص الذين عبروا الحدود كانوا خائفين ورفضوا الكلام". وفر عشرات الاف الاشخاص هربا من اعمال العنف التي تشهدها ليبيا منذ بدء الانتفاضة وهم يعيشون ظروفا صعبة.
وكان الهلال الاحمر التونسي اعلن ان قرابة المئة الف شخص عبروا الحدود التونسية الليبية منذ 20 شباط/فبراير. ومن اصل 12500 شخص لا يزالون عالقين على الحدود التونسية بانتظار ان يتم اجلاؤهم، هناك اكثر من عشرة الاف اصلهم من بنغلادش، بحسب فليمنغ. واقامت الدول الاوروبية الخميس جسرا جويا لاجلاء الاف المصريين الذين فروا الى تونس هربا من ليبيا.