وسط انتقادات حادة من حزب العمال
روبرت مردوخ يقترب من شراء شركة بي سكاي بي
روبرت مردوخ وزوجته ويندي دينغ في حفل الأوسكار
لندن ـ ماريا طبراني
اقترب الملياردير روبرت مردوخ كثيرًا من شراء شركة بي سكاي بي "BskyB" وضمها إلى إمبرطوريته الإعلامية، وذلك في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية عن دعمها للمقترحات التي تدعو إلى فصل قناة سكاي نيوز عن الشركة واعتبارها شركة مستقلة، حيث قال وزير الثقافة البريطاني جيرمي هانت: إنه يميل إلى قيام شركة نيوز كوربوريشن التي يملكها روبرت مردوخ، بتفعيل الصفقة وذلك بعد أن تقدمت الشركة العملاقة في عالم الإعلام بعرض تقوم فيه بفصل قناة سكاي نيوز وجعلها شركة منفصلة ومستقلة مع دعمها ماديًّا طوال فترة عشر سنوات، ووصف المعارضون تراجع الوزير البريطاني بأنه "هزيمة نكراء"، بينما وجه أنصار حزب العمال اتهامًا إلى الائتلاف البريطاني الحاكم بأنه يتنهج أسلوبًا طائشًا وغير مدروس في التعامل مع القضايا .
وتسعى شركة نيوز كوربوريشن إلى تحاشي إجراء تحقيق واستعلام تام حول خططها الرامية إلى شراء نسبة 61 في المائة من شركة بي سكاي بي وذلك في أعقاب التصريحات التي أدلى بها الوزير البريطاني خلال شهر شباط/فبراير، والتي قال فيها إنه ينوي إحالة أمر الصفقة إلى لجنة المنافسة، وفي ضوء التصريحات الجديدة فإن الأمر سيستغرق 15 يومًا كفترة للمناقشات العامة، إلا أن حليفًا للمؤسسات الإعلامية الأخري ألمح إلى أنها على استعداد لاتخاذ إجراءات قانونية لمنع الصفقة.
ولم تتفق شركة نيوز كوربوريشن بعد على سعر الشراء، وذلك بعد أن تم رفض عرضها المبدئي، والذي تحدد بمبلغ 700 بنس لكل سهم أي ما يعادل "12.3" مليار جنيه استرليني، وكان الطرفان قد اتفقا على تأجيل تحديد السعر حتى يمكن التغلب على الصعوبات الأخرى التي تعترض الصفقة، إلا أن تقاريرًا صحافية أشارت إلى أن السعر الذي يرغب في دفعه مردوخ من المحتمل أن يقل عن 900 بنس لكل سهم، وهو سعر يتوقعه الكثيرون من مستثمري شركة بي سكاي بي .
وقال جيرمي هانت الذي جاء قراره الأخير بعد نصحية تلقاها من جهاز التنظيم، إنه على وعي تام بالجدل الدائر حول الصفقة إلا أنه من شأن الإصلاحات أن تبدد المخاوف المثارة حول مسألة التعددية وعدم الاحتكار، وذلك في حال إتمام الصفقة، وأضاف قائلا أمام البرلمان البريطاني إنه على وعي تام بشكوك الناس في دوافع السياسيين عند اتخاذ القرار بشأن هذه الصفقة ولهذا فقد قام بطلب النصحية والمشورة في هذا الأمر من جهة محايدة ومستقلة، وقال إن هيئة الاتصالات البريطانية أوفكوم أكدت له بأن التعهدات التي تم الحصول عليها يمكن أن تعالج المخاوف المثارة حول مسألة التعددية وعدم الاحتكار، وأعرب عن اعتقاده بأن شركة نيوز كوربوريشن قد قطعت شوطًا طويلا في هذا الصدد بتخليها عن السيطرة على نشاط قناة سكاي نيوز وإدارتها .
وقال أيضًا إنه لو كان روبرت مردوخ يريد أن يزيد من سيطرته على الشبكات الإخبارية في بريطانيا لما أقبل على هذا الاتفاق الذي يحتم عليه التخلي عن السيطرة على نشاط قناة سكاي نيوز الإخبارية، وقال إن من شأن هذه الخطوة أن تحمي التعددية والحيلولة دون الاحتكار في مجال الرؤية الإخبارية في بريطانيا، إلا أن وزير الثقافة في حكومة الظل في المعارضة البريطانية إيفان لويس أشار إلى أن القرار جاء بعد أيام من اختيار رئيس حزب المحافظين لورد باتن ليكون مشرح الحكومة المفضل ليكون رئيسًا للكيان الحاكم لهيئة الـ"بي بي سي"، وأن هذا يدل على أن الحكومة تتسم بالغطرسة وعدم الإنصاف وإزدراء الرأي الآخر بشأن الشفافية المطلوبة في مثل هذه الأمور، وقال أيضًا إن الكثيرين في بريطانيا سيعتقدون بأن مستوى السياسة البريطانية قد انحدر عندما يرون مردوخ وهو يدعم حزب المحافظين قبل الانتخابات ثم يتلقى المقابل بعد شهور من الانتخابات .