قناة "أوبرا" الجديدة تناضل من أجل جذب المشاهدين
بدأت أوبرا وينفري تكتشف كم هو صعب الوصول بقناة إلى القمة. لا تجذب قناة «أون» التي مر شهران على ميلادها عدد مشاهدين أكبر من الذي جذبته القناة التي حلت «أون» محلها وهي «ديسكفري هيلث». فبحسب شركة «نيلسين»، لم يزد عدد متابعي القناة في أي وقت من اليوم على 135 ألف مشاهد، 45 ألفا منهم من السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن من 25 إلى 54 عاما وهي الشريحة التي تستهدفها القناة بالأساس.
يراقب معدلات المشاهدة، التي تراجعت بنسبة 10% مقارنة بمعدلات مشاهدة قناة «ديسكفري هيلث» العام الماضي، من يريدون إعادة تأسيس قنوات كابل تقوم على أسماء المشاهير ومستثمرين آخرين قلقين من أن تسحب القناة رصيد «ديسكفري».
وتدعو أوبرا وشريكها «ديسكفري كوميونيكيشينز» إلى الصبر، خاصة لعدم ظهورها كثيرا على القناة حتى انتهاء برنامجها «أوبرا وينفري» في سبتمبر (أيلول). وحتى ذلك الحين، تدعم قناة «أون» برامج مثل «أور أميركا» (بلدنا أميركا) وهو سلسلة من الأفلام الوثائقية تقدمها ليزا لينغ، التي كان برنامجها أول برنامج يتم تجديده الأسبوع الماضي.
وبحسب كريستينا نورمان، الرئيسة التنفيذية للقناة، الدرس الأول لـ«أون» هو أن معجبي أوبرا ينتظرون الكثير من البرامج. وقالت كريستينا في مقابلة نهاية يناير (كانون الثاني): «لقد فتحنا المتجر لكنهم منعوا عنا أموالهم. وعلينا الآن ملء الأرفف بالبضائع على نحو أسرع مما كنا نفعل». وأكدت في مقابلة أخرى معها يوم السبت أن الحلقات الجديدة من الـ12 حلقة التي تم التنويه عنها أفضل من برامج «ديسكفري هيلث». لكن مستوى القناة بوجه عام متراجع لأن الناس ما زالوا مرتبطين بالحلقات المعادة. كذلك قالت يوم السبت إن هدفها العام الحالي يظل الوصول إلى معدل مشاهدة ضعف معدل مشاهدة قناة «ديسكفري هيلث» وجذب من 50 إلى 60 مليون مشاهد شهريا. وصرحت شركة «نيلسين» بأن عدد مشاهدي قناة «أون» وصل إلى 42 مليونا تقريبا في شهر يناير مقارنة بـ37 مليونا كانوا يحولون المؤشر إلى قناة «ديسكفري هيلث» في الشهر نفسه من العام الماضي.
وبعد ثلاثة أسابيع من انطلاق القناة في الأول من يناير، قررت كريستينا تغيير موعد عرض بعض البرامج الجديدة التي كان يفترض عرضها في مارس (آذار) بحيث تعرض في شهر فبراير (شباط). من هذه البرامج «تكسير الحانات» و«البحث عن...». إضافة إلى ذلك هناك برنامجان من المقرر عرضهما في مارس وهما «إدمان الطعام» و«السيطرة على المنزل». لكن هناك حاجة إلى مزيد من البرامج. وتزيد قناة «ديسكفري» من استثمارها في قناة «أون» بمقدار 50 مليون دولار إضافة إلى 189 مليون دولار التزمت بها قبل إطلاق القناة في الأول من يناير. وقال ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذي لقناة «ديسكفري»، في مكالمة هاتفية جماعية مع محللين خلال الشهر الحالي: «ترجع زيادة التمويل إلى زيادة الاستثمار في البرامج مع استمرار بناء مكانة القناة في الشبكة على المدى الطويل».
وتدعو خطة كريستينا الخاصة بقناة «أون» إلى إنتاج برامج جديدة لشغل 600 ساعة إرسال وزيادة عدد ساعات البرامج الموجودة بالفعل لتصل إلى 600 ساعة. رغم ضخامة الرقم، يبلغ عدد ساعات إرسال القنوات التي تعمل بكامل طاقتها 900 ساعة سنويا. لذا من غير الجيد بالنسبة إلى قناة جديدة تحاول جاهدة أن تجذب المشاهدين أن تعتمد على إعادة حلقات البرامج. وأقر كل من زاسلاف وأوبرا بأن إعادة الحلقات تمثل مشكلة. وصرحت أوبرا إلى مراسل في هوليوود مؤخرا قائلة: «ما يخبرني به الجميع عن مجال قنوات الكابل هو ضرورة البداية ببرنامجين فالناس معتادة على الإعادة. لكن لم يعتد مشاهدو أوبرا على ذلك».
من أبرز البرامج السبعة التي تم التنويه عنها في يناير برنامج «اسأل نجوم أوبرا» وهو مناقشة بين هيئة مكونة من دكتور ميميت أوز ودكتور فيل ماكغرو وسوز أورمان. لكن البرامج التي أخفقت هي «برنامجك» وهو برنامج يقوم على منافسة لاختيار مقدم برامج حواري جديد في قناة «أون».
ومن البرامج التي لا تعرض في وقت وجود أكبر عدد من المشاهدين برنامج «غايل كينغ شو» الذي يعرض في العاشرة صباحا في أيام العمل. لكن رغم عدم جذبه لأنظار الكثيرين بحسب «نيلسين»، تقول كريستينا: «من الناحية الإبداعية نحن راضون عن البرنامج. يعد هذا ميزة لأنه غير محاصر ببرامج أخرى من إنتاج القناة، لذا عليه أن يبدأ بداية جديدة بنفسه كل يوم».
وقالت كريستينا في إشارة إلى معدلات المشاهدة الأخيرة للبرامج الأخرى: «ما رأيناه يثبت الفكرة. أوبرا مسؤولة عن شبكة (أون) التي تعتمد عليها في أنحاء العالم. وفكرتها ناجحة».
ويقول مسؤولون تنفيذيون في قناة «أون» إنه يمكن تقييم القناة بشكل أكثر عدلا خلال الخريف المقبل بعد إطلاق البرنامج الحواري الذي يعرض خلال فترة الصباح وتقدمه روزي أودونيل، فضلا عن حلقات قديمة من برنامج «أوبرا وينفري» تمت على مدار الـ25 عاما الماضية. ومن المنتظر أن تقدم أوبرا في وقت لاحق برنامجا جديدا ليومين أو ثلاثة أيام أسبوعيا.
وصرحت «ديسكفري» بأنها كانت تتوقع أن تحقق قناة «أون» أرباحا خلال العام الحالي. لكن قالت كريستينا إن التسويق من أهم التحديات التي تواجهها القناة حاليا. ومن الملحوظ أن بعد إطلاق قناة «أون» ببضعة أسابيع، قررت «ديسكفري» إعادة تقديم القناة القديمة من خلال تغيير اسم قناة «فيت تي في» إلى «ديسكفري فيت أند هيلث». لدى الشركة أرشيف يضم برامج عن الصحة مدفوعة الثمن بالفعل على حد قول زاسلاف.
ما تتميز به قناة «أون» هو وجود أوبرا وينفري، أحد أشهر المذيعين وأكثرهم شعبية في العالم. تجتذب الشهور الأخيرة لبرنامجها الحواري ما يزيد على 7 ملايين مشاهد يوميا. ويمثل هذا أعلى معدل مشاهدة لبرنامجها منذ سنوات كثيرة. كذلك تهيئ أوبرا جمهورها للانتقال إلى قناة «أون».
وخصصت أوبرا الثلاثاء الماضي نصف حلقة من برنامجها لبرنامج «بلدنا أميركا» الذي بدأ قبل ذلك بأسبوع. كذلك عرضت مقاطع قصيرة من حلقة يوم الثلاثاء التي تناولت الأطفال المخنثين وتحدثت مع لينغ وأبوين لطفل مخنث وكررت وصفها للحلقة بأنها «مذهلة» لأربع مرات على الأقل.
ما الذي عاد بالنفع على برنامج «أميركا بلدنا» من ذلك؟ ازداد عدد مشاهديه الـ733 ألف بنسبة 24% مقارنة بالأسبوع الذي سبقه. وكان هذا كافيا بالنسبة لأوبرا حتى تطلب عمل 6 حلقات جديدة. لكن لن يتم الانتهاء من هذه الحلقات قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول).