الفيصل: سنتصدى بحسم لأي تدخل خارجي بالسعودية
نفى الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ما تردد أخيراً عن طلب الولايات المتحدة من الرياض تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة، وقال إن هذا غير صحيح، ولا يُتخيل حدوثه. وشدد على حرص المجلس الوزاري للجامعة العربية على وقف نزيف الدم الليبي، ووحدة أراضي ليبيا، واستقلالها، وحمايتها، وقال إن هذه المتطلبات تقع على عاتق الجامعة العربية والمجلس الوزاري.
وجدد الفيصل خلال مؤتمر صحافي عقده في جدة الأربعاء، التأكيد على منع أي تظاهرات أو اعتصامات في المملكة، مشيراً في هذا الصدد لما جاء في بيان وزارة الداخلية وبيان هيئة كبار العلماء قبل أيام بتحريم إقامة مثل هذه الاحتجاجات.
وشدد على أهمية الحوار الوطني الذي لا يمنع أي مواطن سعودي من التعبير عن رأيه في المشاكل الاجتماعية وغيرها من القضايا شرط ألا يكون هناك تعدٍّ على حقوق الآخرين، معتبراً أن أفضل وسيلة للوصول إلى ما يريده المواطن هو عن طريق الحوار الوطني، سواء كان في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الشمالية أو الجنوبية.
يأتي ذلك في ظل دعوات للقيام بمظاهرات في المنطقة الشرقية يوم الجمعة المقبل.
وحول ما يثار من أن دولاً خارجية تُتهم بالتدخل في الشأن السعودي، قال الفيصل إن أي إصبع يرفع في وجه المملكة سيتم قطعه، معتبراً أنه مادام أن المملكة لا تتدخل في شؤون الغير فهي لن تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها، معتبراً أن المملكة دولة ترتكز على الشريعة الإسلامية ولن تقبل لومة لائم في من يرون في هذا النظام شيئاً لا يريدونه، مشيراً إلى أن التغيير يأتي عن طريق مواطنيها، والمملكة تعرف مصالحها وتعرف احتياجات مواطنيها، وتعرف السبيل إلى الوصول إلى غاياتها، ومستمرة في حرصها على استقرارها وتوفير المصلحة العامة. وأضاف: باب رئيس الدولة مفتوح ويلتقي المواطنين يومياً، وأبواب المسؤولين كافة مُشرعة لتلقي مطالب وشكاوى المواطنين.
وأضاف: "لن نقبل أي تدخّل خارجي من أي طرف، صغيراً كان أو كبيراً، وعندما نشعر بذلك سننهيه".
ورداً على سؤال حول ما وُصف بالجفاء بين السعودية وأمريكا، قال الفيصل إن كان هناك جفاء فهو ليس من طرفنا، مشدداً على حرص المملكة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأمريكا، وإذا قوبل هذا التوجه بنفس الحرص من الطرف الآخر أتوقع أنه لن يكون هناك أي تغيير في العلاقات السعودية الأمريكية.
لكل دولة خصوصيتها
وحول الرؤية السعودية لما يحدث في الوطن العربي من ثورات ومطالب بالتغيير، قال الفيصل إن الدول العربية عددها 22 وما يحدث في 5 دول لا يمكن تعميمه على أنه ظاهرة بدأت تعمّ الكل، مشيراً إلى أن كل بلد له خصوصياته، ولا يمكن الجمع بين ظروف كل بلد.
واستبعد الفيصل أن يكون خلف هذه الثورات مطامع خارجية للتدخل في الدول العربية، مشيراً إلى أن كل بلد له ظروفه الخاصة، وأن الأشياء لا تتحرك إلا بتدخل خارجي، ولكن ما يحدث له مزيج من عدة عوامل وليس عاملاً واحداً.
وفي سؤال لمراسل "العربية"، نواف القثامي، حول الربط بين إقالة السفير السعودي في القاهرة، هشام ناظر، وبين مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وهو يتجاهل مواطنة سعودية بمطار القاهرة، ابتسم الفيصل وقال باقتضاب إن مسألة تعيين وتغيير السفراء سر من أسرار وزارة الخارجية السعودية.
وحول العلاقات بين المملكة ومصر، أكد الأمير أنها علاقة استراتيجية وعلاقة أخوة، وبالتالي ما يحدث داخلياً في مصر لن يؤثر على تلك العلاقات، ونحن نتعامل مع مصر ومع الإدارة التي تتولى تسيير شؤونها، وسنستمر في العلاقات الوثيقة معها لأنها في مصلحة البلدين ومصلحة الشعبين وفي مصلحة المنطقة كلها والعالم العربي والإسلامي.