الوفاة الثانية للحسن الثاني ، هكذا أسقط محمد السادس النظام.
بخطابه مساء أمس ، يكون الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة عهد جديد ، بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فقد وسع صلاحيات مؤسسة الوزير الأول ، وشكل لجنة لمراجعة الدستور ، وبهذا يكون المغرب ققد انتقل من ملكية الحسن الثاني ـ التي ظل يلتحف بغطائها طيلة السنوات العشر لحكم محمد السادس ، وهاهو سيعمل الآن بدستوره ، والذي اجتمع كل الفرقاء السياسيين على مباركته .
الحكومة الاسبانية رحبت اليوم بالاصلاحات الديمقراطية والدستورية التي اعلن عنها امس العاهل المغربي محمد السادس ووصفتها "بالتاريخية" معتبرة انها "تظهر القدرة على القيادة التي تتمتع بها المملكة".
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية خوان انطونيو يانيز بارنويفو في تصريح صحافي اليوم ان الاصلاحات المعلنة في المغرب تكتسب اهمية كبيرة في المرحلة الراهنة معتبرا ان القيادة المغربية احسنت التجاوب مع مطالب الشعب المغربي ولا سيما مع شريحة الشباب.
كما أشادت فرنسا بالخطاب "العظيم والمسؤول والشجاع" للعاهل المغربي محمد السادس الذي اعلن فيه اصلاحات ديموقراطية ودستورية "في الظرف الراهن" للثورات العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو للصحافة ان "الخطاب الذي القاه امس الملك محمد السادس مسؤول وشجاع. ونحن مقتنعون بأنه خطاب عظيم بالنسبة الى المغرب وللمنطقة بأكملها وخصوصا في الظرف الراهن".
واعتبر ان الاصلاحات ستعمل على تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي وتحقيق التقدم الاقتصادي في ذلك البلد مشيرا في هذا الخصوص الى ان المغرب والجزائر تمثلان حالة خاصة مقارنة بالعديد من الدول العربية خاصة انهما بدأتا عملية الاصلاحات منذ وقت طويل ما يتيح لهما اليوم مزيدا من الاستقرار السياسي.
وقد سبق لأمريكا أن تنبأت بهذا التغيير ، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي ، ، إن الملك محمد السادس "مصلح يتخذ المبادرات الملائمة " منذ اعتلائه العرش ، وأبرز المسؤول الأمريكي ، في لقاء بمركز الصحافة الأجنبية حول الظرفية الحالية على الساحة الدولية عموما ، والعالم العربي خصوصا ، أنه "منذ البداية ، كان ملك المغرب واعيا بضرورة القيام بإصلاحات " .
بين أمس واليوم انتقل المغرب من مرحلة إلى مرحلة أخرى ، وشتان ما بين المرحلتين ، فقد كان المغرب نظاما شموليا وصار بين عشية وضحاها ديمقراطيا ، وقد تحمست للتغيير الجديد أعتى الديمقراطيات وعلى رأسها أمريكا وفرنسا واسبانيا ، فقد قطع الملك مع مرحلة والده ليبدأ مرحلته ، وقرر بذلك أن لا يعيش في جلباب أبيه .
" الملكية الثانية"إذن هي التي بدأت بوادرها تظهر بشكل جلي في الأيام الأخيرة بشكل عام وأمس على وجه الخصوص ، فخطاب الأربعاء 9 مارس سيدخل المغرب لبوابة الديمقراطية وحقوق الإنسان من أوسع الأبواب ، فقد جاء مليئا بالإشارات التي تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن ملك الفقراء طلق الملكية المطلقة طلاقا باتا .
فالإجراءات التي أعلن عنها تبشر برغبة للعمل من أجل تحقيق ملكية برلمانية ، وبهذا ستعود الحياة من جديد للسياسة بالمغرب ، وابتداءا من الانتخابات القادمة لن تكون نسبة المشاركة ضعيفة ، لأن البرلمان ستصير له كلمته الفصل ، ولن يكون غرفة أو غرفتين صوريتين ، يتخذ منهما النواب والمستشارون مكانا للنوم والراحة .
حسن الخباز