بقدرة قادر
عادت كلاب الجزيرة
يشع على خصرها بريق الخناجر
واعجباه،
قال عباس
و سكت بين اليقظة و النعاس
هذا قصي، حنظلة و المغيرة
أم عاجز، ميت و برسيم بيادر
انتفض عباس
و تعوذ بربه
من كل وسواس
ثم هرع باحثا عن أعراس
ليحتفل بالعائدين
... ها عادت أصناف الميتين
عقدوا مجلسا
ترأسه قرد نسناس
عقد العطايا للنائمين
و لم ينس عباس
و شدوا بغتة الأنفاس
أعلنوا الحرب:
سنحرر الأقداس!!
...
انتصروا كالعادة
بين صيحات الحماس
و لذة النعاس
أتى عباس
ابن الجزيرة
و فارس العزة الأسيرة
حاملا يداه الكسيرة
و السيف سراب
فتح جرة عربية الأصل و المقاس
*وسكيها* ينعش الأنفاس
صب و وزع كالمجنون كل الكؤوس
و كأس له
و كأس لاثنين غائبين
صاح الخليفة:
يا عباس، هات الكاس
و لنشرب نخب القضية
لتنم عيون الثكالى قريرة رضية!
نخب القدس برائحة الجثت
و عرق الأبدان
نخب بغدان
نخب الشجب في المراحيض
و في أزقة التبان!
نخب خرء الثورة يخنق حلق الحجارة...
نخب الحمار يدنس داره
نخب المحترق يأمن ناره
نخب العائدين من زنزانة
إلى زنزانة
نخب الكلاب العطشانة
جراؤها عري في زمن الجليد
و ضرعها الداعرة ضيعت اللبن
لما استكان عرضها لليهود سكن
أعلنت السماء:
عنك أيتها الكلاب
فلتسقط الحضانة!!
عاد عباس منتظرا
راجيا الموت
أو معجزة تعيد إلى الذئاب البراءة
و الذروة ثم الحضانة و المكانة...
توفيق بوشري