تصالح جديد بين الملك و ابن عمه ، محمد السادس يطبق رؤى مولاي هشام
يبدو أن خرجات الأمير مولاي هشام لم تذهب سدى ، وقد آتت أكلها مؤخرا ، بعدما قرر الملك محمد السادس العمل بمقترحات ابن عمه المنفي طوعا بأمريكا مولاي هشام .
لقد أبدى كل الفرقاء السياسيون ارتياحهم للخطوة الجديدة التي خطاها العاهل المغربي ، بعدما قرر الانتقال للملكية الثانية ، والتخلص من ملكية والده التي جعلها مرجعيته طيلة العشرية الأولى من حكمه .
بخطابه الأخير يكون وريث الحسن الثاني قد أسقط نظاما ، وبعث مكانه نظاما آخر ، والآن يحق لنا كمغاربة أن نقول : مات الملك ، عاش الملك . فقد مات فعلا عهد الملك الحسن الثاني ، وانطلق عهد الملك الجديد محمد السادس .
لقد انتهى عهد وانطلق عهد آخر ، كل المؤشرات تدل على ذلك ، فالملك قرر أخيرا التخلص من الكثير من الشركات التي كانت محط انتقاد خصومه ، وقرر التنازل طوعا عن الكثير من سلطاته التي ورثها عن الملك الذي لم يعرف ثلثا المغاربة ملكا غيره .
لطالما نادى الأمير الأحمر الذي انتقل إلى أخضر و مؤخرا إلى أزرق ، فقد اصطلح عليه المتتبعون لقب الأحمر لتجاوزه الخطوط الحمراء في عهدي الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس ، وبعد أن قرر الاشتغال في الطاقة المتجددة بالطايلاند سمي أخضرا لأنه يخدم البيئة ، وأخيرا وبعدما ساند الحركة الشبابية 20 فبراير ، لقبه الملاحظون بالأمير الأزرق.
لقد سبق للأمير أن عبر عن الكثير من المطالب التي استجاب لها مؤخرا محمد السادس ، لكن ما أنكره السياسيون أنهم بعد إشادتهم بالخطوات الايجابية التي قام بها الملك ، لم يشيروا ولو بالتلميح إلى كون أغلب هذه الرؤى تمت المناداة بها من قبل أمير ظل باستمرار محط جدل ، وهاهي الآن تطبق وستصبح قريبا حقيقة ملموسة بعدما كانت لسنين في خانة المستحيل .
وقد كان الأمير أحد دعائم ترسيخها على أرض الواقع حيث يعتبر الخطاب الأخير للملك ، رد اعتبار لابن عمه و امتثالا لنسبة كبيرة من مطالب الإصلاح التي نادى بها وتضمنتها تصريحات الأمير مولاي هشام ، وذلك في خرجاته الكثيرة منها والتي طالب من خلالها ابن عمه ب "التطوّر|évolution" لا "ثورة |révolution"..
لقد قال السياسيون في حق الأمير ما لم يقله مالك في الخمر ، وأقل ما يتوجب عليهم الآن ، قول كلمة حق والاعتراف بجميله ، والذي يعتبر صلحا جديدا بينه وبين ابن عمه الملك الذي قرر العمل بمقترحاته.
لقد نوه الأمير مولاي هشام ،في تصريح خص به "فرانس24" قائلا أن "الخطاب جاء ذكيا سياسيا ومصيبا أخلاقيا ومفيدا بأن الملك محمد السادس ينصت لمطالب الشعب" قبل أن يردف: "لكن هذا لا يخلص الخطاب الملكي من كونه غامضا وملتبسا بحديثه عن مجموعة سلطات تنفيذية وكذا إمارة المؤمنين".
حسن الخباز