محللون: حزب البعث يثبت فشله
دمشق تخطف الحدث العربي وسط عجز إعلامي سوري
بهية مارديني
تصدرت الأحداث في محافظة درعا السورية اليوم نشرات الأخبار العربية، بينما غاب الحدث في وسائل الإعلام السورية، فيما انتقد محلل أداء حزب البعث الحاكم، مؤكدًا أنه أثبت فشله بشكل كبير.
اختطفت سوريا اليوم الجمعة الحدث من بقية الدول العربية التي تشتعل فيها الثورات، حيث تحدثت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة عن أعداد مرتفعة من القتلى والجرحى في درعا.
في غضون ذلك يرى مراقبون أن التجارب والمظاهرات في سوريا أثبتت فشل حزب البعث الحاكم كحزب أوحد في الدولة، إضافة إلى فشل المنظمات الشعبية الرديفة لحزب البعث مثل اتحاد الطلبة واتحاد شبيبة الثورة في أن تكون عناصر فاعلة أو مؤثرة أو مناصرة للقيادة السياسية بالشكل المطلوب، بينما عجزت المواقع الالكترونية عن نقل الحدث بصورة موضوعية، نظرًا إلى تعرضها للكثير من الضغوط ونظرًا إلى مرجعيات بعضها الأمنية.
وحول فشل حزب البعث والمنظمات الرديفة له، قال المحلل السياسي السوري رجاء الناصر في تصريح خاص لـ"ايلاف" إن ماحدث في سوريا اليوم "يؤكد أن مؤسسات المجتمع المدني، وتحديدًا الُمنشأة بقرار من السلطة لم تستطع أن ُتعبّر عن المواطنين، ولا أن تلبّي الدور الحقيقي لتلك المؤسسات المُفترض أن تقوم به، باعتبارها ممثلاً فعليًا لمصالحهم، فهذه المؤسسات هي مؤسسات سلطوية، وتحولت برمتها من التعبير عن ارادة المواطنين في القطاعات التي تمثلها الى مجرد هيئة للترويج لسياسة النظام، وهو ما قطعها عن عمقها الشعبي، وجعلها خارج الشكل التعبيري عن ارادة المواطنين، ومجرد شكل ديكوري من جهة، ومؤسسات نفعية لعناصرها القيادي من جهة أخرى".
وأضاف الناصر "وهذه المؤسسات تشمل حزب البعث وكل المنظمات الشعبية التابعة لها، وبدلاً من أن يكون "البعث" حزبًا يقود السلطة أضحى حزبًا للترويج لسياسات السلطة".
ولاحظ الناصر "أنه مع طول الزمن الذي انفرد فيه الحزب بالحكم ترهل، ولم يعد بقادر حتى على تلبية مهمته الجديدة أي الترويج للسلطة وحمايتها، ليصبح عبئًا عليها وتجمعًا للمنتفعين الضاغطين من أجل تأمين مصالحهم ومكاسبهم الشخصية".
المواقع الالكترونية السورية بعيدة عن الحدث
المواقع الالكترونية السورية نأت بنفسها عن الحدث السوري في ما يختص بالقتلى والمظاهرات تمامًا، بإستثناءات محدودة للغاية، ونشر موقع وحيد خبر خروج العديد من المسيرات في أكثر من محافظة سورية مساء الخميس تعبّر عن رضاها وتأييدها القرارات التي تم الإعلان عنها من خلال بثينة شعبان المستشارة الاعلامية للرئيس بشار الأسد، إضافة الى مجموعة القرارات التي صدرت، وعلى رأسها زيادة الرواتب.
ولم يتحدث أي موقع سوري عن القتلى الجدد، رغم اعتراف وكالة الأنباء السورية" سانا" بمقتل عدد ممن قالت عنهم "إنهم هاجموا موقعًا للجيش الشعبي في الصنمين"، ونقلت المواقع السورية أخبار الأردن وليبيا واليمن..، ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد الى ماحدث في المحافظات السورية من مظاهرات ومواجهات وقتلى، بل تحدثت فقط عن أفراح تعمّ المحافظات السورية عمومًا ودرعا خصوصًا بالقرارات "التاريخية التي أعلنتها مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد".
واكتفى موقع سوري بخبر نقلاً عن مصادر مطلعة "أن الرئيس بشار الأسد قد أصدر اليوم مرسوماً بإعفاء محافظ حمص محمد إياد غزال"، وهو من يقال عنه في سوريا إنه صديق شخصي للرئيس السوري.
شكوى ضد قناتي العربية والمشرق لتغطيتها أحداث درعا
من جانبه نقل موقع " شام نيوز" الذي يملكه رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد ان مجموعة من الشبان السوريين وجهوا بيانًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، جاء فيه "نحن الشباب السوري نرى في الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة لسورية وتربطنا معها علاقات مميزة ووثيقة، ومن باب حرصنا على استمرار هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين، توجب علينا إعلامكم بأن قناتي "العربية" لمالكها وليد الابراهيمي سعودي الجنسية و "المشرق" لمالكها غسان عبود سوري الجنسية، واللتين تبثان من دولة الإمارات، تعمدان إلى نقل الأخبار الكاذبة والمدبلجة، وتعتمدان في نقل الأخبار الواردة من درعا على مصادر من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليست ذات مصداقية".
وبحسب الذين أرسلوا البيان، فـ"إنه من خلال المتابعة تبين أن القناتين تعملان على بثّ الفتنة وفق خطة معينة من خلال التحرض على التظاهر في سورية، وبدا ذلك واضحاً في الأيام القليلة الماضية من خلال نقلها للأحداث الجارية في مدينة درعا، حيث تتبنى القناتين الآراء الداعية إلى التظاهر والفتنة في سورية. وتمنوا من "السلطات الإماراتية" العمل على مخطابة المحطتين المذكورتين للعمل بمهنية وموضوعية وتوخي الدقة والحذر في نقلهما للأخبار، كي لا تكون دولة الإمارات الشقيقة مركزاً لبث الفتن ودعوات التخريب في سورية، املين الاستجابة السريعة لمطلبنا، معتبرين أن "اختيارنا لهذه الطريقة في إيصال صوتنا من دون التظاهر أمام السفارات جاء من محبتنا وثقتنا بالشيخ خليفة بن زايد ال نهيان والشعب الإماراتي الشقيق".
في غضون ذلك، لاحظ متابعو قناة المشرق "الأورينت" حصول تشويش حاد عليها يحول دون متابعتها، مما حوّل بثها على ترددات أخرى، بينما نقلت قناة الإخبارية السورية تظاهرة أمام مكتب قناة الجزيرة في أوتستراد المزة في دمشق، وقالت إن التظاهرات "احتجاج على عدم مصداقية القناة في تغطية أحداث درعا"، وحمل المتظاهرون صور الرئيس السوري والأعلام السورية، وكانت الجزيرة قد تلقت انتقادات حادة في بداية الأحداث في درعا لأنها لم تنقل الأخبار السورية، ولأنها لم تتح المجال لشهود العيان الذين حاولوا الاتصال بها.