حوارٌ مشتعلٌ بينَ أسودِ الأطلس و الخضر
تتجه الانظار الاحد الى ملعب 19 مايو 1956 في عنابة الذي يحتضن الديربي المغاربي الساخن بين الجزائر والمغرب في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم 2012،فيما سيحرم الجزائريون من خدمات مدافعهم الصلب مجيد بوقرة لسبب الإصابة.
و ستبلغ الاثارة ذروتها على ملعب عنابة بالنظر الى المنافسة القوية بين المنتخبين، وبحث كل منهما عن النقاط الثلاث، لتعزيز حظوظه في بلوغ النهائيات، خصوصا المنتخب الجزائري الذي يقبع في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة، فيما يطمح المغرب إلى تعزيز موقعه في الصدارة التي يتقاسمها مع جمهورية افريقيا الوسطى برصيد أربع نقاط.
وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى المنتخبين الجارين، وستشهد تعبئة امنية كبيرة لتفادي اعمال الشغب التي قد تفسد جوها التنافسي.
وأكد رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة، أن المباراة «ستكون عرسا كرويا كبيرا يجمع بين منتخبين مغاربيين وعربيين شقيقين».
واوضح راوراوة «لقد رتبنا بشكل جيد لكي تجري المباراة في الظروف التي تضمن لها أن تكون صورة طبق الأصل، لكل المباريات التي خاضها المنتخبان الشقيقان منذ نصف قرن»، معربا عن أسفه، كون القرعة أوقعت المنتخبين في مجموعة واحدة.
وقال «إنني على يقين بأنهما كان سيتأهلان معاً لو لم يلتقيا في المجموعة ذاتها. فاليوم وقد جمعتهما القرعة فلابد أن يكون التأهل للمنتخب الذي يستحق ذلك». وشدد راوراوة على ضرورة «الاحتفاظ للمباريات المغربية-الجزائرية بطابع النبل الذي تميزت به لمدة نصف قرن، أي بالابتعاد عن إثارة الحساسيات والتسلح بروح الأخوة، لأنها في النهاية مباراة عابرة، أما ما يبقى فهو المشترك».
المنتخب الجزائري مطالب بالفوز إن شاء الخروج من قاع الترتيب رغم صعوبة المهمة
واعتبر مدرب الجزائر عبدالحق بن شيخة، ان «المنتخب المغربي قوي، لكننا سنفوز عليه»، مؤكدا أن لديه فكرة جيدة عن المنتخب المغربي، «ونعرف كل لاعب فيه».
وأضاف «أعترف بانه منتخب قوي، لكننا سنفوز عليه، لأن الفوز أمر حتمي بالنسبة لنا». ووجه بن شيخة رسالة الى نظيره في المنتخب المغربي المدرب البلجيكي ايريك غيريتس، قائلا «أحترم جدا السيد غيريتس، لكني أقول له ستترك النقاط الثلاث في الجزائر».
وتابع «علينا التغلب عليهم في الصراعات الفردية داخل الملعب. سنكون في أعلى تركيزنا ثم انتطار انجاز فردي من رياض بودبوز (لاعب سوشو الفرنسي) أو كريم زياني (لاعب قيصري سبور التركي)».
وأكد بن شيخة على الطابع «الأخوي للقاء رغم انه مصيري بالنسبة للجزائر»، مشيرا الى أن اللاعبين «واعون جدا لأهمية المواجهة، وعبروا عن ذلك من خلال المكالمات الهاتفية اليومية التي اجريها معهم، لدرجة اني لا احتاج لبث الحماس فيهم، فهم متحمسون أكثر من اللازم».
وتابع «رسالتي اليهم كانت: «لا يوجد شيء يمنعنا من تحقيق نتيجة ايجابية»، كما طمأن اللاعبين بأن «يتحرروا من أي ضغط لأنه الوحيد الذي يتحمل المسؤولية مهما كانت النتيجة».
في المقابل، أكد غيريتس أن المنتخب المغربي على أتم الاستعداد لمواجهة نظيره الجزائري، معربا عن ثقته باللاعبين وارتياحه للجو السائد والانسجام الحاصل داخل صفوفه، والرغبة الأكيدة لجميع مكوناته لتحقيق نتيجة إيجابية.
وشدد غيريتس على ضرورة تدبير هذه المباراة بكيفية «أكثر احترافية لتفادي أي مفاجأة محتملة»، مضيفا «لن نلعب حسب طريقة المنتخب المنافس، لكن وفق أسلوب لعبنا لايجاد مفتاح الفوز ومفاجأة الخصم».
وتابع «سنفتح حوارا في ما بيننا لتحرير اللاعبين من الضغط النفسي والتركيز فقط على هذه المباراة الحاسمة»، معتبرا أن الأهم بالنسبة إليه هو «خلق جو ملائم والتواصل الجيد والحماس الفياض داخل المجموعة».
واوضح غيريتس انه لا يعرف الكثير عن المنتخب الجزائري، بيد انه اكد ان الاخير خاض غمار كأس العالم الأخيرة ويتوافر على لاعبين في المستوى، الشيء الذي يستدعي المزيد من الحيطة والحذر.
وفي المجموعة ذاتها، تحل جمهورية افريقيا الوسطى المتصدرة ضيفة على تنزانيا في مباراة تسعى من خلالها الاخيرة الى استغلال عاملي الارض والجمهور، لكسب النقاط الثلاث وتعزيز حظوظها في التأهل.