القذافي يبحث عن مخرج 'مشرّف'
لندن - قالت صحيفة الغارديان البريطانية الجمعة ان ليبيا أرسلت مساعدا بارزا لاحد ابناء معمر القذافي الي لندن لاجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين.
واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر بالحكومة البريطانية أن محمد اسماعيل - وهو مساعد لسيف الاسلام القذافي- زار لندن في الايام القليلة الماضية فيما قالت انه أحد عدة اتصالات بين ليبيا والغرب على مدى الاسبوعين المنصرمين.
ولم تتمكن متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية من تأكيد أو نفي التقرير قائلة "لن نقدم تعليقا تتابعيا على اتصالاتنا مع مسؤولين ليبيين".
واضافت قائلة "في أي اتصال نجريه نوضح انه يتعين أن يرحل القذافي".
وانشق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا -وهو احد المستشارين المقربين للقذافي- ووصل الي لندن.
وذكر تلفزيون الجزيرة يوم الخميس ان "عددا من الشخصيات" القريبة من القذافي غادروا ليبيا الي تونس لكن لم يمكن التأكد من هذا.
وأبلغت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون شبكة تلفزيون ( ايه.بي.سي) هذا الشهر انها على علم بان اشخاصا قريبين من القذافي يحاولون الاتصال بالغرب.
وكانت بريطانيا أشادت الخميس بانشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا ووصفته بأنه ضربة للزعيم الليبي معمر القذافي بينما طلب ممثلون للادعاء الاسكتلندي استجواب رئيس المخابرات الليبية السابق بشأن تفجير طائرة الركاب الامريكية في عام 1988 فوق لوكربي.
وكوسا مستشار مقرب من القذافي منذ عدة عقود وطار الى مطار فارنبارا بجنوب انجلترا يوم الاربعاء وقال للمسؤولين البريطانيين انه استقال من الحكومة الليبية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان قرار كوسا بالهرب أظهر "اليأس والخوف داخل نظام القذافي المنهار والفاسد" ووصف ذلك بأنه " ضربة خطيرة لسلطة القذافي".
وشجع وزير الخارجية وليام هيغ اخرين مقربين من القذافي على ان يحذوا حذو كوسا ويتخلوا عنه.
وكان كوسا يتحدث الى مسؤولين بريطانيين في مكان سري لكن الضغوط تتنامى لاستجوابه بشأن تفجير طائرة الركاب الامريكية فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988 التي قتل فيها 270 شخصا.
والليبي الذي ادين في الهجوم أفرج عنه من سجن اسكتلندي لاسباب انسانية في عام 2009 بعد محادثات شملت كوسة. وأثار الافراج عنه غضب واشنطن.
وقالت السلطات الاسكتلندية انها تريد مقابلة كوسا بشأن التفجير وقالت أسر بعض الذين ماتوا في الهجوم انه يجب عدم ابرام أي اتفاق لمنحه الحصانة.
وقال كاميرون ان كوسا لم يمنح حصانة وان الشرطة والادعاء الاسكتلندي يجب ان "يتعقبوا الادلة أينما تقودهم".
ويمكن ان يقدم كوسة معلومات مخابرات مهمة بشأن الدائرة المقربة من القذافي وهو يواجه معارضة في شرق بلاده وضربات صاروخية من ائتلاف دولي يضم بريطانيا.
وأكد متحدث باسم الحكومة الليبية ان كوسا استقال. وقال المتحدث موسى ابراهيم للصحفيين في مؤتمر صحفي ان استقالة كوسة كانت قرارا شخصيا.
وشجع انشقاق كوسا المفاجئ المعارضين الليبيين الذين تعرضوا لنكسات عسكرية في الايام القليلة الماضية.
وقال مسؤولون بالحكومة البريطانية ان كوسا سافر الى بريطانيا على متن طائرة خاصة ونفوا ان تكون بريطانيا هي التي وفرت الطائرة. ويعتقد انه جاء الى بريطانيا مع ابنه.
وقال المتحدث باسم المعارضين مصطفى الغرياني في مقر المعارضة بمدينة بنغازي بشرق ليبيا ان يدي كوسا ملطختان بالدماء واتهمه بالتورط في عمليات قتل وتعذيب في ليبيا واغتيال شخصيات معارضة في المنفى.