أوباما يفكر في إعادة تكوين فريق الأمن القومي ليناسب سياسة الحرب

أوباما يفكر في إعادة تكوين فريق الأمن القومي ليناسب سياسة الحرب

واشنطن ـ عادل سلامة
يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما حاليًا الأسماء المطروحة لشغل الأماكن الخالية في فريق الأمن القومي الخاص به، خاصة في ظل الظروف المضطربة حاليًا في الشرق الأوسط واستمرار الوجود الأميركي في العراق وأفغانستان، والذي يستدعي اختيار أعضاء الفريق بعناية بعد تقاعد، عدة أعضاء، على رأسهم وزير الدفاع روبرت غيتس الذي كان يُعد الرجل الأقوى في الفريق، وكذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولين، إضافة إلى نائب وزيرة الخارجية جيمس شتاينبرغ والذي ترك موقعه من أجل الحصول على عمل أكاديمي.
الخطوة الأهم هي اختيار بديل لوزير الدفاع المتقاعد، والذي كان أبرز شركاء أوباما في رحلة صعوده التي خاضا فيها العديد من المعارك الناجحة معًا، قبل أن يختلفا في وجهات النظر حول الموقف الأميركي من الوضع في ليبيا، ومن المتوقع أن يتم اختيار بديل متوافق مع سياسة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الداعمة لخفض الإنفاق، وإن كان خبراء البيت الأبيض يعترفون بصعوبة العثور على بديل مناسب لشخص بكفاءة روبرت غيتس الذي كان يعمل في البيت البيض وقتما كان أوباما لا يزال في المدرسة الثانوية، والذي يشهد الجميع بكفاءته في إدارة العلاقات الخارجية أكثر من أوباما نفسه. ويقول برينت سكوكروفت الذي كان مستشارًا للأمن القومي في عهد الرئيس بوش إنه من الصعب العثور على رجل بإمكانه أن يكون جمهوريًّا ويتعامل باتزان مع إدارة ديمقراطية بنفس كفاءة غيتس.
واختلفت التوقعات حول شخصيات الأعضاء الجدد، دون أن يتضح اتجاه تأييد البيت الأبيض، وعلى رأس المرشحين للعضوية يأتي رئيس المخابرات المركزية ليون بانيتا، الذي قد يترك منصبه لقائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال دافيد بيترايوس، وهو توقع يقوم على منح الجنرال بيترايوس، الذي لا يتمتع بعلاقة طيبة مع الرئيس أوباما، منصبًا مهمًّا بعيدًا عن التعامل المباشر مع الرئيس، بينما يأتي قائد البحرية راي مابوس على رأس المرشحين لشغل منصب وزير الدفاع، نظرًا لمسيرته الناجحة في خليج المكسيك والخليج العربي، وكذلك عمله كحاكم لولاية مسيسبي وكسفير للولايات المتحدة في السعودية.
ترشيحات أخرى تذكر اسم جون هامر الذي كان نائبًا لوزير الدفاع في عهد الرئيس بيل كلينتون، ووزير الدفاع السابق كولن باول، والسيناتور الديمقراطي من ولاية رود آيلاند جاك ريد، بينما تم طرح اسم نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الحالي الجنرال جيمس كارترايت، والذي يُعد من العسكريين المقربين للرئيس أوباما لشغل رئاسة الأركان، على الرغم من التخوفات المطروحة من زملائه القادة حول قدراته على القيادة واتخاذ القرار.
وكان المتابعون قد أطلقوا على فريق الأمن القومي التابع للرئيس في بداية عمله لقب "مجلس المتنافسين"، نظرًا لجمعه أوباما وكلينتون اللذين كانا يتنافسان على مقعد ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، وهو اللقب نفسه الذي أطلق قديمًا على الفريق الذي كونه الرئيس إبراهام لنكولن عقب الحرب الأهلية الأميركية، وقد ظهر هذا التنافس بوضوح منذ بداية عمل الفريق والذي انقسم لجانبين يضم أحدهما كلينتون وغيتس والجنرال بيترايوس والأدميرال مولين، بينما كان الجانب الآخر مكونًا من نائب الرئيس جوزيف بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل واللذان كانا من المدافعين عن ملف مكافحة الإرهاب.
ويشغل الملف الأفغاني العامل الأهم في تحديد الأعضاء الجدد في القيادة الأميركية، واللذين سيخلفان غيتس ومولين في تنظيم عملية الانسحاب المخطط للقوات الأميركية من أفغانستان والمقرر أن يبدأ خلال الصيف المقبل، في ظل رغبة قيادة القوات هناك في إبطاء خطوات هذا الانسحاب، إضافة إلى السؤال الحرج المتعلق بالتعامل مع سياسة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والتي حققت انتصارًا واضحًا على روبرت غيتس في أيامه الأخيرة بعد تعارض رأيها بالتدخل العسكري في ليبيا مع رأيه بعدم التدخل، وهو الصراع الذي سخر منه السيناتور جون ماكين الذي كان مرشحًا رئاسيًّا أمام أوباما في الانتخابات الأخيرة، عندما أشار إلى اجتماع حضره أوباما وغيتس وكلينتون التي استولت على 90% من الحديث في الاجتماع ليخرج القرار بالموافقة على التدخل في ليبيا.
وبالنسبة لمنصب رئاسة الأركان قال مستشار الأمن القومي توماس دونيلون إن هناك عدة خيارات مطروحة، ولكن يتصدرها الجنرال كارترايت الذي لعب دورًا مهمًّا في قضايا تكنولوجية مهمة مثل الدفاع الصاروخي والحرب الإلكترونية، ولكن ما قد يقلل فرصه مقابل منافسيه الأدميرال جيمس ستافريدس والجنرال راي أوديرنو والجنرال نورتون شفارتز هو ما يقال عن طريقة إدارته واتخاذه للقرارات، ودعمه لزيادة عدد القوات في أفغانستان، مدعمًا بذلك رأي نائب الرئيس بايدن ومخالفًا رأي غيتس والأدميرال مولين.