أغضبت الملك و تؤججها جماعة العدل والإحسان ،سر انقلاب الدولة المفاجئ على 20حركة فبراير .
حسن الخباز – هبة بريس
استغرب الكثير من المتتبعين للتغير المفاجئ لطريقة تعامل الدولة مع الحركة الشبابية 20 فبراير ، والذي انقلب بنسبة مائة وثمانين درجة .
فبعد أن كانت وزارة الداخلية تتعامل بمرونة مع الثوريين الجدد ، انقطع حبل الود فصارت العصا سيدة الموقف ، في تصعيد مفاجئ ، لم يفهم الكثير له سببا ، ولم يجدوا له تفسيرا .
إن السبب الرئيس وراء هذا الإنقلاب المفاجئ على أتباع أسامة لخليفي من لدن رجال الشرقي الضريس ، يتجلى في كون حركة 20 فبراير غيرت مكان احتجاجها فجأة إلى الأحياء الشعبية ، صرح لخليفي نفسه أن الخطوة الجديدة حركة تصعيدية لإجبار الدولة للإمتثال للحركة الثورية .
لكن الإختيار المكاني الجديد أمنيا ، كما ترى الدولة ، غير مناسب ، لكون الأحياء الشعبية يصعب التحكم فيها أمنيا ، لتشعبات أزقتها ، فضلا عن كون أي احتجاج بسيط بها قد يتحول إلى ما لا تحمد عقباه ، دائما حسب وجهة النظر الأمنية .
ولحسن حظ الدولة أن بعض سكان الأحياء الشعبية وبتواطئ ظاهر مع الدولة صاروا يحاربون الحركة الفبرايرية ، وبدأ تصعيدهم يتطور تدريجيا ، فمن رفع اللافتات من لدن بعضهم ، إلى الرجم بالقارورات من طرف بعض أصحاب المقاهي المتضررة من المسيرات ، إلى مول الشاقور الذي يتوعدهم ...
لقد كتبت الصحافة أن الملك غاضب من هذه الحركة ، وذهب بعض الملاحظين إلى أن هذا القمع الذي تواجه به السلطات الثوريين لا يمكن أن يحدث دون ضوء أخضر من أعلى سلطة في البلاد . وأن هناك تصعيدا أكثر في انتظار ثوار 20 فبراير مستقبلا ،
أفادت مصادر أمنية أنها لحد الآن لا تعتقل إنما تأخذ تعهدا من الموقوفين بعدم التظاهر مرة أخرى ، على أساس أن حالة العود ستكلف صاحبها المثول أمام وكيل الملك ومن تم المحاكمة .
يروج أن عاهل البلاد يستعد لإلقاء خطاب ملكي آخر يبين من خلالها الخطوط العريضة للدستور الجديد ، لكن على ما يبدو فالإستفتاء بشأنه سيكون ضعيفا ، لكون نسبة قليلة جدا من المواطنين من تسجلت للإدلاء بصوتها .
هذا ، بالإضافة لكون ثوار الحركة الشبابية يعتبرون التعديل غير كاف ، ويطالبون بدستور جديد ، لذلك فهم يستمرون في احتجاجاتهم حتى بعد خطاب 9 مارس 2011 .
لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستعرفه الأيام القليلة القادمة في ظل التصعيد المزدوج من وزارة الداخلية وكذلك من الحركة الشبابية المكونة في أغلبها من أتباع عبد السلام ياسين ، والذي تشكل له مثل هذه المناسبات فرصا على طبق من دهب .