خرج من الباب وعاد من النافذة ، لهذه الأسباب يعود صديق الملك بقوة للتراكتوريين .
حسن الخباز – هبة بريس
عاد سرا قائد تراكتور الأصالة والمعاصرة إلى الحزب الوافد الجديد ، وقد كثر الحديث عن الأسباب الحقيقية لعودة صديق الملك ، بعدما قدم استقالته وقرر الرحيل لفرنسا .
كان سفره بمثابة استراحة محارب ، أو بتعبير أصح انحناء للعاصفة ، عاصفة الحركة الفبرايرية التي جعلت رأس فؤاد عالي الهمة على رأس مطالبها .
بعد المصادقة على الدستور ، عادت الدولة لممارساتها القديمة ،وأبرزها عودة وجوه الماضي ، وقد شجعها في ذلك النسبة الكبيرة للمصوتين لصالح دستور محمد السادس .
لذلك فلم يعد من داع لاختفاء مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ، سيما بعدما فقدت حركة 20 فبراير شعبيتها ، وتم اختراقها ، ولم تعد لها تلك القوة التي عرفت بها في شهورها الأولى .
وبخصوص حزب الملك ، فنظرا للنزيف القوي الذي ضربه ، ونتج عنه استقالات لأعضائه جماعات وفرادى ، وآخر استقالة كانت لأحد أبرز وجوه الحزب التي تدعمه ماديا ومعنويا ، ويتعلق الأمر بعمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري .
عودة الهمة إذن جاءت لتوقف هذا النزيف ، خاصة وأن موعد الإنتخابات لا تفصلنا عنه إلا أسابيع معدودة على رؤوس الأصابع ، وقد خسر الأصالة والمعاصرة الكثير من أتباعه ، وكان من الضروري عودة عراب الحزب الذي أسسه لبنة بلبنة لتعود الأمور إلى نصابها .
أول مهمة تكلف بها الوزير المنتذب في الداخلية السابق ، إيقاف نزيف الإستقالات ، وتحقق له هذا بالفعل بعدما أثنى عمدة مراكش عن قرارها .
وهو الآن بصدد تقوية أركان الحزب ليصبح مؤهلا للمنافسة في الإستحقاقات المقبلة ، فأمامه خصم عنيد وقوي ، وليس من السهولة بمكان التغلب عليه ، ونخص بالذكر الحزب الإسلامي "العدالة والتنمية" ، فضلا عن أحزاب أخرى لا يستهان بها ، نظرا لتجربتها الطويلة في هذا الميدان .
أول عودة لصديق الملك كانت يوم الفاتح من يوليوز ، وذلك للتصويت على الدستور ، وقد أثار إعفاؤه على لحيته جدلا إعلاميا وسياسيا ، فهناك من ذهب إلى أن في ذلك إشارة للعبه على الحبل الإسلامي ، لينافس الإسلاميين ، وكأنه يتجه لأسلمة حزبه حتى ينازع أتباع بنكيران على الأصوات الإنتخابية .
الهمة في نزهته بباريس قطع مع عادات سيئة كالتدخين ، وقضى في نفس الوقت فترة تأملية لإعادة ترتيب أوراقه ، خاصة وأنه كان في عزلة عن كل المؤثرات ، ويبدو من خلال عودته أنه يعد لخطة جديدة ، يتم من خلالها تصحيح الأخطاء السابقة التي تسببت في خسارات هامة لحزب التراكتور ، كان أبرزها الإستقالات المتوالية التي همت جماعات وفرادى حزب الشيخ بيد الله .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]