لماذا تقتل "اتصالات المغرب لتعيش وانا ؟ من اتصالالتي لأحيزون : ارحل لأنك تدير شركة عالمية بعقلية "نعاماس"

لماذا تقتل "اتصالات المغرب لتعيش وانا ؟ من اتصالالتي لأحيزون : ارحل لأنك تدير شركة عالمية بعقلية "نعاماس"

توصل موقع "هبة بريس" برسالة شديدة اللهجة وجهها موضف باتصالات المغرب إلى مديره العام عبد السلام أحيزون ، يطالبه فيها بالرحيل ، وقد عدد له الأسباب التي دفعته للمطالبة بهكذا طلب ، وكلها معقولة خاصة وأنه أمضى في الشركة ما ينيف عن الثلاثة عقود .
حسن الخباز – هبة بريس
elkhabbaz1@yahoo.fr

تحية طيبة و بعد،
في الآونة الأخيرة، كانت تصلني عبر بعض الزملاء القدامى، أخبار غير سارة عن اتصالات المغرب. لكن ما سمعته مؤخرا من اتهامات، علنية و مبطنة، صادرة عن مسئولين اتصالاتيين، ترمي إلى التشكيك في مصداقية الحركة النضالية التي يخوضها الإتصالاتيون، دفعني إلى أن أكتب إليك هذه الرسالة على أمل أن أوصل إليك ما يجول في خاطري من أفكار، أظن أنني أتقاسمها مع العديد من الاتصالاتيين.

أكتب اليوم إليك لأنقل إليك بعض التساؤلات التي تؤرقني هذه الأيام و أنا أشاهد التراجع الذي تعرفه اتصالات المغرب و المعانات التي يكابدها مستخدموها.

بداية أود أن أعرفكم بشخصي، أما اسمي فليس من الضروري أن تعرفوه ولن يفيد في شيء. أنا تقني التحقت أوائل الثمانينات بوزارة البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية، مفعم بالأمل في غد مشرق و واعد. آنذاك كنت أنت على رأس مديرية الاتصالات، و أذكر جيدا الموضوع الذي كان يتداوله الناس بكثرة. كان الجميع يتساءلون ويتنكتون عن السرعة الفائقة التي وصلت بها إلى ذلك المنصب (أقل من 4 سنوات) و كيف ثم تعبيد الطريق أمامكم.

عرفتك بعد ذلك مديرا للاتصالات داخل المكتب الوطني للبريد و المواصلات، ثم وزيرا مشرفا عن القطاع، ثم مديرا عاما للمكتب الوطني للبريد و المواصلات ثم وزيرا مرة أخرى. و عرفتك أخيرا رئيسا للإدارة الجماعية لاتصالات المغرب.

بعد ما ينيف عن ربع قرن من العمل ارتأيت أن أستفيد من المغادرة الطوعية لأنني صرت على قناعة أن ما ينتظر الاتصالاتيين وشركتهم ليس خيرا.

آخر عمل كنت قد شاركت فيه هو تحصيل ديون شركة Avephone، التي هي و كما تعلمون في ملكية أحد أبناء وزير الداخلية الأسبق. في عهد الوزير القوي، استفادت الشركة من امتياز شبه مطلق لاستغلال الأكشاك الهاتفية في عموم المدن المغربية، و لا أحد آنذاك كان يتحدث عن ديون الشركة. لكن ما أن أفل نجم الوزير حتى كنت أنت من أول المنقضين عليه عبر المطالبة بديون شركة ابنه. ولست أدري هل كان ذلك دفاعا، و لو بعد حين، عن مصالح اتصالات المغرب أم تكالب على رجل أنهكه المرض.

هذا وجه من وجوه الفساد الذي ينخر جسم هذا البلد. إنكم تستفيدون من وجودكم على رأس قطاع يذر أموالا كثيرة لضمان رضى المتنفدين في هذا البلد عبر اقتصاد الريع. الذي نذكر كمثال آخر عنه علاقة اتصالات المغرب بكل من GAM و FC.com.

إن مما نقل عنكم أن الحركة الاحتجاجية إنما وجدت لخدمة شركة وانا. وهذا التفكير ليس غريبا عنك، فهو منطق المستبدين الذين أول ما يواجهون به خصومهم هو اتهامهم بالخيانة. وعند محاصرتهم بالواقع يدعون عدم معرفتهم بمشاكل الناس، و أن لا أحد من الحاشية قد أطلعهم عليها.

إن تراجع الحصة السوقية لاتصالات المغرب خلال الأشهر الأخيرة، و بوثيرة متسارعة، يعد أمرا مقلقا و خطيرا تتحمل أنت مسؤوليته كاملة لكونك صاحب القرار الأول و الأخير في الشركة.

إن شركة ميديتيل و بعد مرور 10 سنوات على تأسيسها لم تتجاوز حصتها السوقية 35% . فكيف تفسر نجاح الوافد الجديد وانا و ريادته لأكثر من مجال؟

1. كيف يعقل أن حصة اتصالات المغرب من الهاتف الثابت تراجعت لصالح وانا من 100% إلى 34% ؟
2. كيف يعقل أن حصة اتصالات المغرب من انترنيت الجيل الثالث3G، عند بداية هذه الخدمة منتصف 2008، كان أقل من 7% مقابل 74% لصالح وانا ؟
3. كيف يعقل أن حصة اتصالات المغرب من الهاتف المحمول تراجعت في ظرف سنتين، و لصالح وانا دائما، بأكثر من 12%، في الوقت الذي لم تتراجع فيه حصة ميديتيل إلا في حدود 2% فقط؟

قبل محاولة تبيان ما حصل، أود أن أذكرك بما قلتََه أنت في إحدى الندوات الصحفية لتبرير تراجع حصة اتصالات المغرب من الهاتف الثابت. قلت أنك غير متفق مع التعريف الذي اعتمدته وكالة تقنين الاتصالات، و أنه لا يجوز احتسابCDMA ضمن الهاتف الثابت.

هذه حجة من لا حجة له. إن اتصالات المغرب و وانا يستعملان كلاهما تكنولوجيا CDMA، فكيف نجحت وانا في تسويق هذا المنتوج في الوقت الذي فشلت فيه اتصالات المغرب ؟

حسب رأيي المتواضع كانت هناك إرادة غير معلنة لتمكين وانا من تحقيق اختراق نوعي للسوق. وهذا ما ثم لها بالفعل حيث تمكنت خلال ستة شهور من تجاوز عتبة المليون مشترك. وكالة تقنين الاتصالات خرقت مبادئ الحياد و المنافسة الشريفة، التي خلقت من أجلها، عندما سمحت لوانا بتغطية كامل التراب الوطني و منعت اتصالات المغرب من ذلك. و أنت بسكوتك عن هذا كنت متواطئا بسكوتك عن الحق ...

التواطؤ أراه كذلك جليا في تأخيرك الاستثمار في تكنولوجيا الجيل الثالث3G وتمكين wana من استغلال هذا السبق التكنولوجي. ففي الوقت الذي كانت "wana" تسارع الزمن من أجل بناء شبكة حديثة و تكثف من حملتها الدعائية و تجلب إليها الزبناء، كان زملاءنا في الوكالات التجارية عرضة لانتقاد و احتجاج الزبناء الغاضبين من رداءة الخدمة و ضعف التغطية.

أخيرا و ليس آخرا قمت بدور المتواطئ الساكت عن الحق حين خرقت وكالة تقنين الاتصالات مبادئ الحياد و المنافسة الشريفة مجددا و أهدت wana الرخصة الثالثة للهاتف النقال من فئة الجيل الثانيGPRS. عندما قررت الوكالة عدم استخلاص المقابل المادي للرخصة فهي بذلك تقدم دعما ماليا لwana ، التي بفضل هذه الرخصة تمكنت من فتح رأس مالها بما يفوق ملياري درهم. فليس من الصدف أن تتحول المؤشرات المالية لوانا، و من وراءها أونا، من الأحمر إلى الأخضر أياما فقط بعد حصول وانا على الرخصة.

§ لقد أخللت بأولى مسؤولياتك المتمثلة في الدفاع عن مصالح اتصالات المغرب لذا فعليك الرحيل.
§ عليك الرحيل لأنك جاثم على صدور الاتصلاتيين مند 30 سنة و لا أعرف شخصا عمر كل هذه المدة على رأس قطاع عام أو خاص في هذا البلد العزيز.
§ عليك الرحيل لأنك وجه من أوجه الفساد و الاستبداد.
§ عليك الرحيل لأنك تدير شركة عالمية بعقلية متجاوزة أساسها "نعاماس" و لا رأي إلا ما ترى.
§ عليك الرحيل لأنك أصبحت مشكلة اتصالات المغرب
§ عليك الرحيل و ترك الاتصالاتيين يتدبرون أمر شركتهم.
§ عليك الرحيل لأنك أنت، الفقير ابن الفقير، راكمت ثروة تضمن لحفدة أحفادك العيش الرغيد.
فارحل لتريح و تستريح