[center][b]الموروث بعضه عبء
ثأر من شرفها...والضحية فتاة رفضت الزواج منه وقالت:لا ...
عهود الخفش
لا اعلم ان كنا قد رجعنا الى عصر الجاهلية ,ام ما زلنا نعيش في عصر التحضر والتقدم والوعي .. بصحبة التخلف الفكري والعلمي تحكم العادات والتقاليد العمياء التي تسيطر على مجتمعاتنا وبخاصة الريفية مع انها تلاشت او حتى اختفى الكثيرمنها ,الا انها بقيت ظاهرة" الثأر" او الانتقام التي تتفشى وتنتشر بشكل كبير مع انها ظاهرة قديمة متجذرة, ويعتبرها العديد من العائلات انها ثقافة اجتماعية لا يجوز التنازل عنها.......... وللاسف في وقتنا الحاضر يلجأ الكثير من اصحاب الضمائر المريضة الى الانتقام من بعضهم البعض عن طريق الفتيات وذلك بتشويه سمعتهن و التي تعتيبر اهم شيء بالنسبة لهن كما يقال "البنت متل لوح الزجاج اذا خدش او انكسر لا يعود كما كان " هكذا نعرف وهذا ما يردده الجميع على السنتهم لما للفتاه من حساسية في المجتمعات العربية , والتي يعتبرها الاشخاص المتنازعين في هذه الايام وسيلة الانتقام على قضايا وامور في الكثير منها تافهة وبالتالي يكون الثمن هي الفتاه ....
رفضته فثأر منها
لا يمكن ان تغيب تلك اللحظات الصعبة من ذاكرة تلك المواطنة من منطقة رام الله التي فضلت عدم ذكر اسمها لاسباب عائلية خاصة بها , وهي في الثلاثين من عمرها تعلم يوما ان حياتها ستهدم دون مراعاة لانسانيتها وكرامتها والطعن بشرفها دون اعتبار لله , وللدين الاسلامي الذي يحرم ذلك .. فتقول" انا كنت ضحيه لللانتقام العائلي وحياتي اصبحت بلا معنى لها بعد تشويه سمعتي بالقرية قالتها بحرقة شعرنا بلهيبها المحرق .. مستكملة حديثها كان شخص من العائلة يريدني للزواج فتقدم وطلب يدي ولكني رفضته , وفي نفس الفترة تقدم لي شخص اخر من نفس القرية وعندما سمع بموافقتنا عليه , وقرائنا الفاتحة , فقام بتشويه سمعتي عن طريق التكلم لكل من يعرفه من اهل القرية و خصوصا للشباب انني على علاقة معه منذ سنين طويلة وسبب رفضي له الوضع المادي ..... ونحن لسنا بعلم ما يدور , وصدفة جاءت جارتنا لزيارتنا وحكت لي عما يقال عني ... وبالتالي سمع الشخص الذي كنا على وشك كتب الكتاب بتركي دون سبب , قائلا لوالدي" ما في نصيب " .. والحمد لله على كل شي , هذا قدري ونصيبي ان ادفع ضريبة الانتقام " بهذه الكلمات انهت حديثها والدمعة لا تفارق وجنتاها ..
الحقد هو السبب في الانتقام
الحاج ابو محمد من منطقة نابلس الذي يتألم حزنا لما اصاب ابنتيه من تشويه لسمعتهن فيقول " لا اعلم لماذا يلجأ الاخرين بالانتقام من البنات , دون اعتبار لله قالها بصوت مخنوق ويضيف " ان السبب هو اخي لانه كان بيننا مشاكل بخصوص الميراث , ورفضي تزويج بناتي لابناءه , فحقده لا يكتفي بمقاطعتي بل قام بتشويه سمعة بناتي بداية عن طريق الهاتف وذلك بتسليط شاب بالاتصال علينا كل فترة وانه حبيب ابنتي ويقوم بمقابلتها , وانا علمت انها قصة من اجل تشويه سمعة ابنتي وذلك بيوم انه جاء لزيارتي في احد الايام مع انه لا يكلمني و حدثني انه هناك بالقرية من يقول انه لابنتك حبيب , وهو يريد ان يستر عليها عن طريق تزويجها لابنه , وجن جنوني و رديت عليه هده قصة منك ،ولم يكتف حقده الى هذه الدرجة بل جعل زوجته تشوه سمعتها من بيت لاخر , وبما نحن نعيش في مجتمع لا يرحم و بالتالي اثر على سمعتهن ولا يتقدم احد للزواج منهن لان البنت لا تملك الا السمعة "البنت متل لوح الزجاج " وما لنا الا الله ...
الابتعاد عن الدين
يقول الدكتور محمد الشريدة الاستاذ في كلية الشريعة في جامعة النجاح ان سبب انتشار هذه الظاهرة وهي الانتقام من البنات هو ابتعاد الناس عن دينهم ويضيف " ان الاسلام كرم المراة سواء كبيرة او صغيرة متزوجة او عزباء واعطاها ما تستحق واكثر من ما تستحق , اعظم شيء في الدنيا الكعبة المشرفة واعظم شييء في الاخرة الجنة وهي تحت اقدام الامهات , فالمراة مكانتها عظيمة عند الله .ويستكمل الشريدة حديثه بقوله ان الدين الاسلامي حذر من الاساءة لاي انسان فكيف وان كانت امراة فمن ضمن السبع الموبقات قذف المحصنات ,قال صلى الله عليه وسلم (اياكم والسبع الموبقات ومن هذه قذف المحصنات ) , فتوعد الله عز وجل من يخوض في اعراض الفتيات لاي سبب كان توعدهم بالعذاب في الدنيا والاخرة , ويستكمل الشريدة حديثه " الاصل في الانسان ان يرضى لنفسه ما يرضاه لغيره , وعليه ان يتمسك بالدين الاسلامي كما يقال" كما تدين تدان" ..........
من ناحية نفسيه
يقول الاستاذ فاخر الخليلي الاستاذ في كلية التربية في جامعه النجاح ان سبب لجوء الاخرين للانتقام من المرأه هم من يعانون من مشاعر دونيه وانخفاض الثقة بالنفس وعدم القدرة على تبني ما يسمى الاستجابة التوكيديه , ويضيف كذلك التنشئة الاجتماعية والتي تعزز على سلطويه الرجل وضعف المرأة بطبيعتها وبالتالي قمعه لها , اضافة الى النمط السلوكي السلبي الذي يصدر عن بعض الافراد والتي تسمى التعممية والتزييف واصحاب هذا النمط لا يعبرون بصراحة عن مصدر ضيقهم ولا يواجهونها بجرأه فيستهدفون المرأه كونها ضعيفة ولا تمتلك اليات الدفاع عن نفسها تلجأ للصمت والرضوخ مما يسهل استهدافها ويستكمل الخليلي حديثه " انه من الشائع بان المرأه في اذهان كثير من الناس هي المرادف الطبيعي في سلوكها وطرق تفكيرها للشيطان مما يجعلها وسيله في اشباع الحاجات والغرائز للرجل " وتكون هي المستهدفة بسهوله وانهى الخليلي حديثه بقوله " ان في ضوء ذلك ان الافراد عامة بحاجة الى شماعة يعلقون عليها اخطائهم وفي كل مرة تكون هذه الشماعة هي المرأه " مناشدة لحصر هذه الظاهرة
يقول الشريدة ان كل من يقوم بمثل هذه الاعمال يعانون من امراض وهي ضعف الايمان في قلوبهم فيحاولون استغلال ضعف الفتاة بأنها لا تملك الا السمعه , ومع هذا على الفتاه ان تكون مدركة دائما ان الله معها وهو شديد الانتقام .. وان لا تحزن وان تصبر وتتوكل عليه , ولكن اطالب من كل فتاه اذا استدعى امرها ان ترفع قضيتها للقضاء .. ويضيف قائلا " يجب ان نعمل على تقليل وحصر مثل هذه الظاهرة والتي تزداد كل يوم وتشكل خطرا على مجتمعاتنا انني اناشد في الجامعة زملائي و ائمة المساجد لتناولها والحديث عن مخاطرها واعطاء دروس عنها , كذلك اطالب التربية والتعليم تخصيص ولو جزء بسيط في مادة الاجتماعيات بحث في مثل هذه القضايا ووضع الحلول لها , كذلك وسائل الاعلام بكافه اشكالها مناقشة هذه الظاهرة مع متخصصين والوقوف على مخاطرها ومحاوله وضع حلول للحد من انتشار هذه الظاهرة "التار عن طريق الفتيات " قال تعالى في كتابه " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون" صدق الله العظيم[/b]
[/center]