بعضهم لا يملك برامج واضحة ومخيمات دعائية تكلّف الملايين
"الفزعة" الرهان الأبرز لمعظم المرشحين في الانتخابات السعودية
سطام الرويلي
يعوّل عدد كبير من المرشحين في الانتخابات البلدية السعودية في دورتها الثانية على عامل "الفزعة" في جلب الأصوات لهم، رغم أنهم لا يملكون برامج انتخابية واضحة ومقنعة، فيما يحرص آخرون على إنشاء مخيمات تصرف فيها أموال باهظة تُبرز المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها المرشح.
السعوديون يدلون بأصواتهم بالانتخابات البلدية في 29 من الشهر الجاري
الرياض: مع اقتراب موعد إدلاء الناخبين بأصواتهم لمرشحين المجالس البلدية في السعودية في 29 من الشهر الحالي انتشرت هذه الأيام في جميع أنحاء السعودية مخيمات المرشحين للمجالس، وهذه المخيمات يقوم بالصرف عليها المرشح نفسه أو بمساعدة أقاربه أو قبيلته.
البرنامج اليومي لهذه المخيمات يقتصر على الأكل والشرب وأمسيات شعرية ويزدحم الحضور بها خاصة في فترة المساء مع وجبة العشاء التي يعدها المرشح في بعض الأحيان لأكثر من خمس مائة شخص.
بعض المرشحين يستغل مكانته الاجتماعية والقبلية لحث الناخبين على التصويت له (فزعة) دون أن يتحدث كثيرا عن برنامجه الانتخابي، والفزعة هي طلب الدعم والعون ممن يرتبط المرشح معهم بأواصر القرابة أو النسب أو غير ذلك من الصلات.
"إيلاف" تواجدت في أحد المخيمات الكبيرة وقامت برصد الكثير عن هذا المخيم الذي تشابه نسخته باقي المخيمات الأخرى، وهذا المخيم أقامه احد شيوخ القبائل الذين رشحوا أنفسهم للمجلس البلدي.
عند الدخول للمخيم تقابلك لافتة كبيرة عليها صورة المرشح وتتضمن برنامجه الانتخابي الذي غالبا ما يكون متشابها مع برامج مرشحين آخرين مع اختلاف الديباجات، والمخيم فيه الكثير من الميكروفونات والصور الدعائية للمرشح.
يقول المدرس فهيد سعود الذي كان يتواجد داخل المخيم لـ"إيلاف" انه يتواجد دعما للمرشح وسيقوم للتصويت له لأنه من شيوخ قبيلته ولا يستطيع انتخاب أحد غيره، كي لا يفقد مكانته بين أفراد القبيلة على حد تعبيره.
فهيد اعترف بأنه "غير مقتنع ببرنامج المرشح"، لكنه أضاف "ذلك لا يهم، المهم فقط أن ادعم المرشح الذي يمثل القبيلة وألبي نداء (الفزعة)"، كما أن سببا آخر يدفعه لذلك هو كما يقول "إن من قام بانتخابهم في الدورة السابقة لم يلمس منهم أي شيئ".
وبدوره يقول علي المطيري وهو يعمل في وزارة الصحة انه لن يصوت لهذا المرشح لأن قام بالتسجيل في منطقة أخرى رغم انه ليس من سكانها، والسبب أن احد اقاربة من المرشحين بالمنطقة التي قام بالتسجيل بها، أما عن سبب تواجده في هذا المخيم فيقول إنه الدعوة التي تلقاها من المرشح للحضور ولا يستطيع رفضها خجلا منه، على حد تعبيره.
ومبارك سعد (مدير مدرسة) ينتقد بدوره عدم وضوح البرامج الانتخابية ويقول إن المرشحين "طالبين وجاهه فقط" ومتطلبات المواطن البسيط في ما يخص أمورهم البلدية آخر اهتماماتهم، ويضيف "سأقوم بإعطاء صوتي للأجدر بغض النظر عن العنصرية القبلية".
ويقول مبارك إن هذا المخيم واحد من عدة مخيمات قام بزيارتها ولم يلحظ أي تغيير فالوعود هي نفسها والحديث هو نفسه، ويناشد الرجل الجميع أن لا يجعلوا "الفزعة" هي السبب الوحيد لإعطاء الصوت.. "فالصوت" أمانة وفق قوله.
أما المهندس فالح السعدون فيبدو متفائل جدا، ويرى انه من الظلم أن نستعجل نتائج باهرة من الدورة الانتخابية الثانية، فالشعب السعودي سيتشرب ثقافة الانتخاب، وسيكون أقدر على الاختيار الصحيح والتمييز بين المرشحين في الدورات القادمة.
ويقول أيضا انه لمس تغييرات واضحة في مدينته ويعيد الفضل بذلك لمن تم انتخابهم في الدورة السابقة، ويضيف "كانت هناك الكثير من المرافق المهملة والشوارع المفتقدة للإنارة وبعض الطرق كانت محفرة وبفضلهم تم إصلاح كل ذلك.. وان المرشحين القادمين سيكونون أفضل".
والجدير ذكره انه على عكس الدورة السابقة التي كانت صور المرشحين تملئ الشوارع والأماكن العامة فقد أوضح المهندس جديع بن نهار القحطاني المتحدث الرسمي باسم اللجنة العامة للانتخابات البلدية قبل عدة أشهر أن اللجنة راعت خلال وضعها لتعليمات الحملات الخاصة بالمرشحين لانتخابات أعضاء المجالس البلدية إيجاد مواد تهدف إلى المحافظة على البيئة والطابع الجمالي للمدن والقرى والأحياء وعدم تلوثها سواء من خلال استخدام الوسيلة الدعائية أو نوعها فلا يمكن استخدام ملصقات على جدران الشوارع والمنازل والمحال أو من خلال وسائل النقل الثابتة أو المتحركة بل يلتزم المرشح بالإعلان عن نفسه من خلال الوسائل الإعلامية المتاحة.
وأضاف القحطاني انه روعي في التعليمات عدم لجوء المرشح إلى استخدام رسائل الجوال النصية أو الوسائط وكذلك القنوات التلفزيونية والإذاعية والفضائيات سواء العامة أو الخاصة داخل وخارج المملكة وذلك بهدف تحقيق العدالة في استخدام الوسائل الإعلانية وعدم المبالغة في التكاليف، مشيراً إلى أن على كل مرشح عدم اللجوء إلى استخدام علم المملكة أو شعارها الرسمي وكذلك شعار الجهات الحكومية في حملته إضافة إلى عدم السماح له باستخدام الرموز الدينية أو التاريخية أو القبلية وأسماء وصور الرموز العامة في الحملة الانتخابية الخاصة.
وفيما يتعلق بالتحالفات أو التضامن مع المرشحين الآخرين بين المتحدث الرسمي للانتخابات أن اللجنة راعت عدم السماح للمرشح التضامن مع أي مرشح آخر بأي صورة مباشرة كانت أو غير مباشرة كذلك يحظر عليه الظهور معه في المواد الإعلانية والدعائية إضافة إلى عدم قيامه بأي نوع من الزيارات لمقار المرشحين الآخرين أو التنسيق معهم في الدعاية الانتخابية سواء كان ذلك بواسطته أو بواسطة أحد مساعديه أو المتحدث الخاص.
واختتم القحطاني تصريحه بالتنبيه على المرشحين بعدم ممارسة أي نوع من الدعاية لهم يوم الاقتراع والالتزام بتاريخ الحملة الذي حدد من قبل اللجنة وهو الفترة من اليوم حتى آخر يوم قبل الاقتراع.