صنعاء ـ خالد الهروجي
تتزايدت الضغوط الإقليمية والدولية على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منذ عودته المفاجئة إلى صنعاء، فجر يوم الجمعة الماضي، لدفعه إلى التنحي عن السلطة وفق الخطة الخليجية، التي تقضي بنقله صلاحياته إلى نائبه عبدربه منصور هادي، وتقديم استقالته من منصبه بعد شهر واحد، على أن تجرى انتخابات رئاسية بعد 60 يومًا، مقابل ضمانات قانونية بعد ملاحقته وأقربائه ومن عملوا تحت إدارته قضائيًا.
وففيما قتل محتج وأصيب 13 آخرين، في إطلاق نار لقوات الأمن الموالية لصالح، على مسيرة خرجت من "ساحة التغيير" في العاصمة صنعاء ظهر الأحد، دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف إلى وقف أعمال العنف ضد المدنيين العزل في اليمن، وفي بيان أصدرته الدول الأعضاء في المجلس بعد الأحداث الدامية التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية دعت إلى "نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على اكبر قدر ممكن من ضبط النفس"، و"السير قدما باتجاه "عملية انتقال سياسي شاملة ومنظمة وبقيادة يمنية".
وأكد بيان مجلس الأمن على أهمية دور مبادرة مجلس التعاون الخليجي، كما عبر أعضاء المجلس عن قلقهم العميق من استمرار تراجع الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، إضافة إلى قلقهم من تدهور الوضع الأمني بما في ذلك تهديد تنظيم القاعدة في بعض أجزاء اليمن.
من جانبه، أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأحد، إن المبادرة الخليجية ما تزال تشكل المخرج لحل الأزمة اليمنية"، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الملك قوله في خطاب وجهه إلى مجلس الشورى السعودي، "نرى إن المبادرة الخليجية ما زالت تشكل المخرج لحل اللازمة اليمنية، وتحول دون تدهور الأوضاع".
وقال الملك عبدالله، الذي تحدث عن المبادرة الخليجية للمرة الأولى، "يؤلمنا ما يشهده اليمن من أحداث عنف ترتب عليها سقوط قتلى وجرحى، وأهيب بكافة الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال".
إلى ذلك، حث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الرئيس اليمني على الاستجابة لنداء مجلس التعاون الخليجي بالتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، وفي لقاء عقده العربي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك, أكد العربي دعم الجامعة العربية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، كما دعا جميع القوى والأطراف اليمنية إلى وقف جميع أعمال العنف، والدخول في حوار جدي من أجل تنفيذ المبادرة.
وكان المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماع استثنائي عقده في نيويورك قبل يومين، دعا صالح إلى "التوقيع الفوري على المبادرة وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة أراضي اليمن"، كما دانت أميركا والاتحاد الأوروبي وفرنسا، أعمال العنف التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية، وطالبت بأقصى درجات ضبط النفس، كما دعت الرئيس علي صالح إلى البدء الفوري بنقل السلطة في اليمن.
إلى ذلك، قتل محتج وأصيب 13 آخرين، في إطلاق نار لقوات الأمن الموالية لصالح، على مسيرة خرجت من "ساحة التغيير" في العاصمة صنعاء ظهر الأحد، وشارك فيها الآلاف من المعارضين المطالبين بإسقاط نظامه ومحاكمته، وعندما مرت المسيرة من شارع القيادة وجولة سبأ، اعترضتها قوات الأمن بالرصاص الحي والقنابل الغازية في محاولة لتفريقها، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتيل وجرح 13 آخرين بينهم أثنين في حالة خطيرة.