توبن سفاح ومغتصب وعوقب بالسجن المؤبد لثلاث مرات لكن لم يدان بما فعل بزوجته
راوغ السفاح رون القضاء 32 عاما استطاع خلالها أن يقتل الكثير من النساء والأطفال
آن رودجرز: وفاة زوجي لإضرابه عن الطعام آلمتني لأنني لم أستطع أن أقتله بنفسي
ترجمة- كريم المالكي:
كان يوم زفاف مارغريت توبين كل شيء فيه إلا الفرح الذي يعيشه الجميع في هكذا مناسبات. كان عمر مارغريت توبين لم يتجاوز الثمانية عشر لكنها مع ذلك شعرت بالفعل أن حياتها قد انتهت. ولأنها كانت تحت سن الزواج (حيث كان ذلك في عام 1969)، فهي بحاجة إلى موافقة والديها على الزواج، وكانت تعرف هي وعريسها أنهما لم يحصلا على تلك الموافقة أبدا. لذا قامت مارغريت بتزوير تواقيعهم على النحو المتوخى لأنها كانت مهددة بالموت من خطيبها الذي كان يضع سكينه عند خاصرتها. ولم تبد أي احتجاج لأنها تعرف جيدا ما يمكن أن يفعله بيتر توبن عندما يمسك بالسكين.
من الواضح جدا عندما يتم إدانة رجل ما بجريمة قتل، ان يكون الاهتمام والتركيز والتعاطف منصبا على الأشخاص الذين سلبهم القاتل حياتهم دون الاكتراث إلى ضحايا آخرين. وفي الحقيقة ان لدى هؤلاء الرجال (القتلة) نوعا آخر من الضحايا الذين لا يحظون إلا بقدر قليل من التفكير ولا يمتد إليهم تعاطف الناس: إنهن زوجات هؤلاء المجرمين اللواتي يجب ان يعتبرن ضحايا أيضا. وفي هذا الموضوع الذي نشرته الديلي اكسبريس البريطانية سنمر على بعض الحالات المروعة. كما سيتم في الوقت نفسه إلقاء الضوء على جانب من جوانب القتل التي من النادر أن يتم استكشافها.
في ظل الإهمال الذي ربما هو غير متعمد للضحايا الثانويين سيقدم التلفزيون البريطاني في الشهر القادم سلسلة وثائقية جديدة تحكي قصص سبع من النساء الذين كتب عليهن القدر أن يكن جميعا متزوجات من مجرمين قتلة. والمفارقة ان اثنتين منهن كانتا متزوجتين من الرجل نفسه. وجميع هذه النسوة عشن تجربة أعمال العنف التي مارسها الأزواج ضدهن ناهيك عن أن البعض من هذا العنف الأسري قد بلغ درجات مرعبة. ونقطة اخرى تتوضح لجميع النسوة دون استثناء أن كل الرجال الذين تزوجن منهم كانوا مرتكبين لجرائم بشعة.
ويقول منتج المسلسل الوثائقي (الزواج من القتلة) أليسون رمزي إن معظم النسوة من النوع الذي تورط برجال أوصلوهن إلى حالة مزرية" في أيار مايو 2007 أدين بيتر توبن باغتصاب وقتل الطالبة البولندية انجليكا كلوك التي دفن جثتها تحت ألواح أرضية كنيسة غلاسكو حيث يعمل كلاهما، هي كعاملة نظافة، وهو يوصف بالبارع. وبعد ذلك أدين بقتل المراهقة "فيكي هاميلتون" التي كانت وقت الجريمة يبلغ عمرها. (15) عاما وقد تبين أن توبن قام باغتصاب فايكي ومن ثم قتلها وقبل ان يدفنها قطع جسدها إلى أشلاء ليتمكن من حملها بسهولة.أما الضحية الأخرى فهي دينا مكنيكول (18) عاما. وقد دفن جثتيهما في حفرة رملية في حديقة منزله السابق الذي يقع ضاحية مارغات في كينت.
لقد بدأ توبن حياته في مجال الإجرام في وقت مبكر. ففي سن السابعة أرسل إلى مدرسة معتمدة ومن هناك انتقل إلى بورستل وبعد ذلك إلى السجن بسبب جرائمه التي تطورت من عمليات سطو وتزوير مرورا إلى الاغتصاب. وكان يختار ضحاياه بعناية، حيث يقوم بالاحتيال على النساء اللواتي يكن وحدهن، والضعيفات وبالتالي يصبحن هدفا سهلا يتلاعب به وفق ما يريد. لكن أسوأ التجاوزات التي ما زالت لها صدى حتى الان عندما التقى مارغريت التي تبلغ من العمر (17) عاما في قاعة للرقص في غلاسكو عام 1968 .وكانت فتاة ساذجة لم تخبر من الحياة شيئا.
وتقول الزوجة السابقة لتوبن "مارغريت":بقينا في أول الأمر نستمتع لبضعة أسابيع "بمواعيد غرامية رائعة" حيث كنا نذهب في جولات قصيرة بواسطة السيارة إلى الريف أو التنزه في أماكن مختلفة. لكن في المرة الأولى التي اخذ بها مارغريت إلى شقته اغتصبها تحت التهديد بقتلها بالسكين. "وتعلق على تلك الحادثة: كان ذلك، بالنسبة لي نهاية حياتي".
في الحقيقة لقد تحدد نمط العلاقة القائمة بينهما. لقد أبقى توبين مارغريت سجينة في شقته وأخذ باغتصابها على نحو متكرر.. تقول: "كان ذلك أسلوبه المعتاد في تبديد الوقت كما أن السادية التي تتملكه ليس لها حدود ". وقد جلب ذات مرة جروا أسود إلى المنزل من اجل مارغريت لكنه في وقت لاحق أخذه وقتله ورمى به من النافذة. وعندما كانت مارغريت تنظر من خلال النافذة رأت جثة الكلب في الفناء الخلفي حيث كان الرأس مفصولا عنها وقد أخذ الأطفال يلعبون كرة القدم برأس الجرو.
عندما عاد توبين إلى المنزل طعنها في الجنب، ثم قام باغتصابها ثم هوى بالسكين عليها ثم سحبها على نحو ملتوي قبل أن يخرجها. واضطر الجيران في الطابق السفلي إلى استدعاء سيارة إسعاف بعد أن تدفق الدم من خلال سقف شقة توبن. وفي المستشفى استيقظت مارغريت، ولكن حتى وهي في المستشفى لم تكن آمنة لان توبين كان يجلس إلى جوار سريرها، وادعى أنه زوجها، وقد اختلق قصة عن الحادثة حيث زعم أن لصا مسلحا قام بمهاجمتها وهي في داخل المنزل.
وبعد أن أخذت مارغريت العلاج اللازم أخرجها من المستشفى ولأجل ان يصعقها قال لها أنهم سيذهبون إلى برمنغهام لرؤية ابنة عمها. وقد وصلوا دون ان يعلنوا عن الزيارة وعندما احتضنت مارغريت ابنة عمها، همست في أذنها. "ساعديني. وحاولي أن تخرجيه" وفعلا قد تم التخلص من توبين وطرد من المنزل ولكن بعد أيام قفز من خلف شجرة وأمسك بمارغريت بينما كانت تحاول مغادرة المنزل. وتتذكر مارغريت تلك الحادثة وتقول:"كنت أعرف مرة أخرى أنني سأعود إلى حياته، وهو سيعود إلى حياتي وان الحرية قد ذهبت إلى الأبد".
وبعد ذلك مباشرة قرر توبين بأنهم يجب أن يتزوجا. وجرت مراسم الزواج في يوم السادس من أغسطس في عام 1969، في مكتب تسجيل الزيجات في مدينة برايتون، بواسطة موافقة مزورة من والدي مارغريت. ومع مرور الوقت كان قد أصبح توبين مطلوبا في غلاسكو وساسكس بتهمة الاحتيال والسرقة وأخذت تظهر عليه علامات جنون العظمة. وعندما اتصل بصديق له ليقوم بإخراجهم من برايتون كان لدى مارغريت شعور قوي بأنها قد تكون هذه الرحلة رحلتها الأخيرة. وقد استطاعت أثناء خروجهم أن تقنعه بالتوقف في أحد المقاهي، ومن ثم تكلمت إلى مديرة المقهى وطلبت منها أن تستدعي الشرطة التي جاءت واعتقلته على مشارف برايتون ومن ثم اقتادوه إلى غلاسكو، حيث تم الحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر بتهمة السرقة.
بعدها استطاعت مارغريت أن تطلقه وتعود إلى والديها. وبعد أربعين عاما، تم كشف النقاب عن أن زوجها السابق كان قاتلا سفاحا ومغتصبا. ومع انه يقضي الآن عقوبة السجن مدى الحياة لثلاث مرات. ولم توجه إليه أي تهم على ما فعله بزوجته مارغريت.
بيفرلي كاستري
إذا أتيحت الفرصة لبيفرلي كاستري أن تغير لحظة واحدة في حياتها فأنها ستكون بالتأكيد الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الرابع من أغسطس عام 1973. وكان ذلك عندما تزوجت ضد رغبة والديها المدعو رون كاستري في مكتب التسجيل في أولدهام. وتقول بيفرلي :قال لي أبي: "إذا ذهبت من خلال هذا الباب وتزوجت منه، اذن انتهى كل شيء. كما انه ليس هناك ما يمكنني القيام به لأجلك ". في الحقيقة إنه كان يرى هناك شيئا ليس صحيحا بالكامل. وكم تمنيت لو أني أصغيت إلى كلامه.
وبعد ذلك بعامين، وبعد وقت قصير من أنجاب بيفيرلي لأول طفل من أبنائها الثلاثة، قتل رون الطفلة ليزلي مولسيد، التي تبلغ من العمر 11 عاما في روتشديل في أكتوبر 1975. وقد راوغ رون القضاء اثنين وثلاثين عاما، وقد استطاع خلالها أن يقتل الكثير من ضحاياه من النساء والأطفال. وقد ظلت تلك القضية في أذهان البريطانيين لأن رجلا آخر كان قد أدين بها ظلما، حيث قضى ستة عشر عاما في السجن تكفيرا عن ذنب لم يقترفه، ليخرج منه عام 1992. ومع ذلك في نهاية الامر سقط رون القاتل الحقيقي في أيدي الشرطة التي كانت تحقق في قضية أخرى ليخذله حامضه النووي الذي اثبت تطابقه.
وبدأت علاقة بيفرلي برون عندما كانت صديقة له بالمراسلة وهي في سن السادسة عشرة، ومن ثم ذهبت لتعيش معه في السابعة عشرة وتزوجته في الثامنة عشرة. وبعد أسابيع قليلة من الزفاف وجه لها أول اللكمات. وسرعان ما أدركت أن زوجها كان منحرفا جنسيا. وتقول بيفرلي :"كان العنف بالنسبة له أمرا عاديا، كما انه كان يرغمني على ممارسة الجنس واكتشفت انه لم يكن يرغب بزواج اعتيادي بل أراد بغيا يقضي معها حاجته كلما أراد ذلك".
وفي بعض الأحيان تقوم بيفرلي بإبقاء واحد من أطفالها الثلاثة في البيت ولا تتركه يذهب إلى المدرسة على أمل أن يكون وجوده رادعا لسلوكيات زوجها. لكن الابن الأوسط الذي يدعى "نك" والذي يبلغ عمره الآن 31 عاما، يوضح بأنه رأى والده يكسر أنف والدته. وفي إحدى الليالي كان يغطي آذان شقيقه الأصغر حتى لا يتركه يسمع والده وهو يعتدي جنسيا على والدتهم. حاولت بيفيرلي الرحيل مرات كثيرة. وتضيف "لكنه كان يفعل كل ما في وسعه حيث يتوسلني ويخر على ركبتيه طالبا الصفح، وكنت لا أثق بأنه لن يفعل ذلك ثانية لكننا نعود".
ان روبن كاستري، الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة لوقت مجتزئ، لم يكن يتردد على أماكن الرذيلة خلال زواجه من بيفيرلي الذي امتد 24 عاما وحسب، بل انه كان يعتدي ويتحرش جنسيا بالأطفال أيضا، الأولاد فضلا عن الفتيات. وبعد عام من قتل رون للطفلة ليزلي وقبل أيام قليلة من محاكمة" كزكو" المتهم البريء الذي قضى نصف عمره بالسجن بسببه، ألقي القبض عليه بتهمة الاعتداء جنسيا على فتاة في التاسعة من عمرها. وعلى نحو لا يصدق عاقبه القاضي في محكمة "روشدال" بعقوبة كانت عبارة عن غرامة قدرها 25 جنيها إسترلينيا فقط. وفي عام 1978، غرمته المحكمة نفسها مبلغ 50 جنيها إسترلينيا عن قيامه باختطاف صبي صغير.
وفي عام 2007 تم في النهاية كشف النقاب عن ان رون كاستري هو قاتل للطفلة ليزلي مولسيد عندما اتضح ان الحمض النووي لروبن مطابق لعينة أخذت من الملابس الداخلية لطفل اعتدى عليه. وكان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة بحيث لا تقل العقوبة عن 30 سنوات.
آن رودجرز
تعتقد الزوجة "آن رودجرز" انها غير مقتنعة ولا تشعر بالارتياح من العقاب الذي ناله زوجها السابق. والحقيقة ان القاتل تيري رودجرز قام بتجويع نفسه حتى الموت في السجن عندما كان ينتظر محاكمته بتهمة قتل ابنتهما شانيل تايلور التي كانت تبلغ من العمر 23 عاما.
وفي تفاصيل هذه القصة انه في شهر يونيو عام 2004 لعب رودجرز دور الوالد الفخور اثناء حفل زفاف ابنتهما. وبعد مضي ستة أسابيع أطلق النار عليها بواسطة بندقية في منزلها في هوثويت في نوتينجهام وارداها قتيلة. وتقول آن. لم أتفاجأ لقيامه بقتل شخص ما، لكنني كنت أتوقع أن أكون ذلك الشخص المقتول ". كان رودجرز مهووسا بالسيطرة على الآخرين بواسطة العنف، وكان عادة يعذب زوجته. آن" بوحشية خلال 28 عاما من الزواج. وكان استبداديا في سلوكياته إلى الحد الذي كان يرغمها على ارتداء المعاطف داخل المنزل لمجرد أنه يرفض السماح لها بفتح موقد الغاز.
وكان قد فعل الشيء نفسه مع زوجته الأولى تيريزا ماكنتاير، التي التقى بها عندما كان عمرها فقط 16 عاما. وعندما تركته بعد عام واحد فقط من الزواج، تسلل متخفيا ودخل إلى المنزل واعتدى عليها بمطرقة ذات مخلب وكانت على وشك الموت عندما عثر عليها. وقد حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا ولم تسمع تيريزا أي شيء عنه إلى ان شاهدته توجه له التهم بقتل ابنته.
وتعتقد "آن" أن رودجرز أقدم على قتل ابنتهما لأنها وقفت ندا له.. وتقول آن. في الأساس انه كان لديه كراهية للمرأة، لقد كانت وفاته بسبب الإضراب عن الطعام قد ولدت في داخلي شعورا بالسعادة في بداية الأمر، ولكن سرعان ما تلاشى لاني تذكرت بأنه لم يعد يمكنني الآن أن أقتله بنفسي".