مليلية.. تعد مسرحاً لمشاهد درامية موجعة تبعث رسالة ردع لجمهور عالمي من الفقراء
صبية بأعمار صغيرة يحتجزون في زنازين العقاب ويضربون ويسرقون ويعتدا عليهم
محامٍ لحقوق الإنسان: "ما يجري عند السياج المحيط ليلا بمليلية أشبه بأفلام الحرب"
رغم أن الرحلة قد تنتهي بالموت أو السجن إلا أن المهاجرين واصلوا القدوم إلى مليلية
ترجمة - كريم المالكي :
المهاجرون الأجانب يفعلون أي شيء للوصول إلى داخل مليلية . ومن جانبها تقوم السلطات بأي شيء لمنعهم. ومع ذلك يحاول المهاجرون تهريب أنفسهم إلى المدينة عن طريق الاختباء في غرف مخبأة في ظهور السيارات أو أي وسائل أخرى متاحة. والرحلة لا تخلو من المخاطر التي قد تودي بحياة من يريد ركوبها. وقد يصل المهاجر إلى مليلية لكنه لا يستطيع الانتقال منها بسبب الإجراءات الصارمة المفروضة من قبل السلطات.
وقصة ذلك الشاب البنغلاديشي الذي عاش الأمرين تنطبق على كل من ينشد هذا الحلم الضائع الذي لا يتعدى كونها هجرة الى الوهم. لقد استغرق وصوله الى هناك 23 شهرا، وباع أهله حتى الأرض التي يملكونها من اجل ذلك. لكنه وبعد أكثر من أربع سنوات ما زال هناك في المكان نفسه في مليلية مهددا، وفي أي لحظة قد يكون مصيره الابعاد ربما الى بلدان قد لا تستقبله .
-في خريف عام 1998، لاحظ مدرس من مليلية يدعا خوسيه بالازون أن هناك شيئاً غريباً يحدث كل ليلة في حاوية القمامة التي أمام منزله . وبعد ان راقب المكان اكتشف أن صبيا صغيرا يأتي تحت جنح الظلام ويزيل الأزبال من حاوية القمامة ليتمكن من النوم فيها. كان مشهد الصبي وهو يدخل الحاوية قد أثار القلق في نفس المدرس لكنه لم يثر الغرابة كونه اعتاد مشاهدة المهاجرين وهم ينامون في العراء في شوارع مدينته.
-تقع مليلية على الساحل الشمالي لأفريقيا، وتحيط بها المياه والأراضي المغربية. ويشير المد المتواصل للمهاجرين الأفارقة والآسيويين الذين يشقون طريقهم شمالا،الى ان المدينة مصدر جذب منذ الغزو العسكري منذ أكثر من 500 عام، وهي من الناحية الجغرافية أفريقية لكنها من الناحية القانونية جزء من اسبانيا. ويعتقد المهاجرون إلى صوب البحر الأبيض المتوسط،رغم ان الكثير ممن سبقوهم لقوا حتفهم هناك، ان مليلية توفر لهم جسرا آمنا نحو أوروبا، في حالة اذا تمكنوا من تهريب أنفسهم عبر محيطها المحصن.
-وبالنسبة للمدرس بالازون وزوجته، مايتي، فقد ذهبا وتحدثا الى الصبي الذي وجدا ان عمره 11 عاما وكان يعيش في زاوية مظلمة من المدينة، منذ ان اجتاز السياج قادما من المغرب قبل ثلاث سنوات. ونجحا في تبنيه وحاولا إقناع مجلس المدينة ليساعد الأطفال الآخرين المهاجرين الهائمين في دروبها، وكذلك كي ينضموا لتشكيل حمله تهدف الى مساعدة المهاجرين، لكن بالازون استدرك قائلا:"انهم لا يريدون مساعدة الأطفال لأن ذلك سيشجع على قدوم المزيد إلى مليلية".
-وهذه هي المشكلة التي تقف وراء الدعوات السطحية التي تقول ان الوظائف البريطانية للعمال البريطانيين حيث يقال انه إذا عاملت المهاجرين بشكل جيد، ومنحتهم نوعا من حقوق الإنسان التي يطلبها الأوروبيون لأنفسهم، فإنك تشجعهم على مواصلة القدوم. وأصبحت مليلية مسرحا لمشاهد درامية موجعة شكلت رسالة ردع لجمهور عالمي كبير من الفقراء . وتفيد الرسالة بالاتي: "لا تنخدع بالطرق الواسعة والنوافير الجميلة في هذه المدينة الاسبانية. لا شيء من هذا لك. ابق حيث أنت، ابق فقيرا، وإذا كنت تجرؤ على محاولة المجيء الى هنا،فسنؤذيك. وإذا كنت سيئ الحظ فعلا سوف تتيح لك البقاء هنا لكن لن يكون لديك أي مخرج، فسوف تكون مجرد شخص محاصر ويائس، ودون أية حقوق قانونية للاتصال بمن ترغب".
-ينطوي هذا المسرح بوضوح عن الحقيقة في إسبانيا،على الرغم من أنهم أظهروا بعض المؤشرات ليكونوا إنسانيين. وكذلك المغاربة، ايضا، متورطون في قتل المهاجرين في الجانب الإفريقي من السور من خلال التصدير غير المشروع للرجال والنساء والأطفال الى الصحراء والى خارج الحدود. والاتحاد الأوروبي بوصفه المؤسساتي هو القوة التي تقف وراء أسبانيا، حيث التمويل والإنتاج، وكتابة السيناريو، وتجاهل الضحايا، سواء ماديا أو قانونيا.ويزعمون انه لحماية وظائفنا،لذا يجيز الاتحاد الأوروبي لمدينة مليلية ان تكون مسرحاً للقسوة.
-عندما وجد بالازون ذلك الصبي في حاوية النفايات في أواخر التسعينيات ، كان يمكن أن يكون ذلك قسوة جميلة. لقد كشفت لجنة المجلس الأوروبي لمنع التعذيب أدلة عن ان الأفارقة الذين استطاعوا الوصول إلى مليلية احتجزوا في مباني المزرعة (Farm) حيث كانت الظروف سيئة للغاية، والبعض اتخذوا من السيارات المهجورة على مقربة من مستودعات تفريغ القمامة مأوى لهم. ومن المرجح أنهم قد أعطوا بعد ذلك من قبل رجال الشرطة مياه شرب تحتوي على مهدئات، ليمكن لفهم بشريط لاصق يغطي كل الجسم تقريبا، بما في ذلك الفم، من اجل سهولة إلقائهم من على متن طائرة عسكرية إلى بلدانهم الأصلية حيث أظهرت تقارير انه في بعض الحالات، تعرضوا لسوء المعاملة وحتى القتل.
-في تلك الأيام، كان السياج الذي يبلغ طوله 10 كيلو مترات حول جانب اليابسة من المدينة ليس أكثر من لفات من الأسلاك الشائكة . وفي عام 1999، عندما بدأ الاتحاد الأوروبي بمقاومة الهجرة، نصبت المدينة حاجزا جديدا عبارة عن سياجين متوازيين من الأسلاك، تعلوهما أسلاك شائكة مزودة بمشارط وممر لدوريات الحرس المدني الاسباني، ويخضع بأكمله لرقابة كاميرات فيديو عددها 106 كاميرات فضلا عن المراقبة بالأشعة تحت الحمراء، وطائرات الهليكوبتر. وقال الرجل الذي كان يعمل في السياج انه وصل إلى العمل صباحا ليجد السلم مغطى بالدماء، مشيرا إلى أن المهاجرين حاولوا استخدامه في الصعود إلى المدينة لكنهم أصبحوا ضحايا للأسلاك الشائكة المزودة بمشرط.
-إن البعض يحاولون اجتياز الجدار والبعض يهربون أنفسهم إلى المدينة على ظهور السيارات. لقد وجدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الأطفال الذين سافروا بمفردهم لا يزالون يجدون طريقهم الى الحجز من قبل الأسبان في قلعة (لابوريزيما) القديمة، حيث يتعرضون للضرب من قبل الموظفين، والسرقة والاعتداء من قبل الأطفال الأكبر سنا، ويبقونهم في زنازين العقاب لمدة تصل لمدة أسبوع دون مراحيض أو أسرة نوم قبل اعادتهم إلى المغرب حيث يتلقون نفس الضرب على يد الشرطة الى ان يتركوا للخروج الى الشوارع لإعالة أنفسهم. وخلصت هيومن رايتس ووتش الى أن الأسبان خرقوا قوانين الهجرة الخاصة بهم، وأدانوا أنفسهم بسلوكيات "تعسفية وتمييزية".
-ومع ذلك، فإن السياج الجديد لم يوقف المهاجرين لكنه حَوَلَ العديد منهم لركوب البحر فهم يخرجون من الصحراء،وينطلقون الى جزر الكناري أو جنوب اسبانيا في زوارق التجديف الصغيرة، وأحيانا ينجحون، و في أحيان اخرى يكون الغرق مصيرهم، وحتى عام 2004، عندما دفع الاتحاد الأوروبي بدوريات ساحلية اضافية وترسلهم عائدين إلى مليلية، وليبدءوا أزمة دموية جديدة.
-يتجمع المهاجرون بالمئات في أطراف الغابات خارج مليلية لينظموا اعتداء جماعياً على محيط المدينة. وبحلول صيف عام 2005، أفادت منظمة العفو أن هؤلاء الذين يتم القبض عليهم عند السياج تستخدم ضدهم القوة المفرطة من قبل الحراس المغاربة والاسبانيين، وأولئك الذين يعتقلون داخل السور فيتم طردهم بطريقة غير قانونية من خلال إعادتهم الى المغرب، وغالبا ما يتم إلقائهم في الصحراء. وبحلول الخريف، كان هناك دليل واضح على الجريمة في مليلية، وعلى طول الساحل، وكذلك خارج مدينة سبتة الاسبانية.
-ذات مرة توجه خوسيه ألونسو وهو محام لحقوق الإنسان من مليلية إلى السياج ليلا ليعلق بالتالي: "كان أقرب مشهد عشته إلى الحرب، هو الذهاب إلى السياج ورؤية ما يحدث. كانت هناك طائرات هليكوبتر على الجانب الاسباني مع ضوء ساطع كبير في الجانب المغربي. وكان هناك أطلاق نار. ومن حيث كنت، رأيت مئات من الناس الذين يحاولون عبور السياج. كان الجانبان يطلقان النار عليهم، انه مثل افلام الحرب. " -وبين أغسطس واكتوبر، كان هناك ما لا يقل عن 11 حالة وفاة في سبتة ومليلية، معظمهم أُطلق عليهم الرصاص الحي عندما حاولوا عبور السياج في الليل، ورجل واحد فقط سحقت رقبته برصاصة مطاطية ؛ عشرات آخرون جرحوا بالرصاص أو بالسقوط من السياج، وكثير منهم قالوا انهم تم الاعتداء عليهم وسرقتهم على أيدي قوات الأمن. ويقول الأسبان انهم المغاربة، فيما يقول المغاربة أنهم الأسبان. وفي إحدى الليالي في هذه الأشهر، قتل ستة رجال على الجانب المغربي من السياج في مليلية : وبررت السلطات المغربية ذلك بالدفاع عن النفس لأن المهاجرين كانوا يلقون الحجارة عليهم. ولم يتهم أحد بأي جريمة قتل. -وبعيدا عن الأنظار تتعقب منظمة العفو قوات الأمن المغربية التي داهمت مخيمات مؤقتة في الغابات، واعتقلت مهاجرين، بمن فيهم طالبو اللجوء، وألقت بهم في الصحراء على الحدود الجزائرية دون طعام أو ماء وعلى مسافة 30 كيلو متراً عن أقرب قرية،. وحاول البعض المشي الى الجزائر، لكنهم حوصروا من قبل القوات الجزائرية وأعادتهم الى المغرب. وعثرت منظمة أطباء بلا حدود على 500 من المهاجرين، من ضمنهم نساء حوامل، تقطعت بهم السبل في قريتين في المنطقة، وذكرت المنظمة أنها عالجت في العامين الماضيين قرابة 10،000 مهاجر من الذين يعانون من أمراض، وأن ما يقرب من ربع العدد ظهرت عليهم علامات واضحة لاعتداءات عنيفة، بما فيها الضرب وإطلاق النار وهجمات بواسطة الكلاب واعتداءات جنسية، ونسب الضحايا جميعها إلى قوات الأمن. وقد حمل المغاربة الجزائريين المسؤولية فيما اتهم الجزائريون المغاربة. -
في هذه الأشهر القليلة من العنف خلص تقرير خاص لمنظمة العفو الدولية الى انه أصيب عشرات الاشخاص وقتل 11 على الأقل اثناء العبور إلى سبتة ومليلية. كما ان مئات آخرين، بينهم من طالبي لجوء وضعتهم السلطات المغربية قيد الاعتقال أو أبعدتهم قسرا. وأظهرت الأدلة ان الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون استخدموا القوة غير المشروعة وغير المبررة، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة . لقد جرحوا وقتلوا أناس حاولوا عبور السياج. والعديد من هؤلاء أصيبوا إصابات خطيرة داخل الأراضي الأسبانية والقوا عبر بوابات السياج من دون أية إجراءات قانونية أو مساعدة طبية. وكان رد الفعل الاسباني على ذلك بناء سور أكبر، مدعوما من قبل الاتحاد الأوروبي.
-ومع مرور الوقت انتهوا، من حماية جانب اليابسة لمليلية بثلاثة أسيجة متوازية زودت بأجهزة استشعار حركة، وكاميرات وأبراج مراقبة، وسيارات وطائرات هليكوبتر وقوات اكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك واصل المهاجرون القدوم. وواصل الحراس إطلاق النار. في ليلة في يوليو 2006، قتل ثلاثة أفارقة عند السياج وأصيب 12 آخرون بجروح. غير ان المزيد تدفقوا من الجانب البحري للمدينة، وأحيانا في قوارب صغيرة أو حتى على الزلاجات النفاثة، وفي بعض الأحيان يرتدون سترات النجاة، وتجد وجوههم الى الأسفل بحيث لم يقووا على التنفس.
-وكان رد فعل الأسبان وأسيادهم من الدافعين في الاتحاد الأوروبي خلق نوعاً جديداً من السياج. ان العدد ضئيل من المهاجرين في المدينة تجد البعض منهم يتقدم بطلب اللجوء، ويطالب البعض الآخر بحق الإقامة فقط. وينظر في قضاياهم لكنها ترفض دائما تقريبا. ومن الممكن ان يبعد من رفضت طلباتهم . ولكن الكثير منهم يأتي من بلدان ليس لها اتفاق مع اسبانيا في الإعادة إلى الوطن. منذ سنوات والأسبان يتعاملون مع ذلك من خلال منحهم رسالة تفيد بأنهم طردوا ومن ثم يضعونهم على عبارة مغادرة الى الوطن،. والآن، لا يسمح لهم بدخول العبارة، ولا يمكن إرسالهم إلى بلادهم لأن بلدانهم لا تملك اتفاقاً مع اسبانيا، ولا يستطيعون العودة إلى المغرب لأنه لا يوجد اتفاق أيضا لذلك سيبقون ليعيشوا حياة قاسية وبحذر من اولئك الذين يتعقبونهم.
هناك المئات من هؤلاء الناس الذين تقطعت بهم السبل في مليلية. العديد منهم من الآسيويين الذين دفعوا الى المهربين ليوصلوهم الى أوروبا. في مليلية، التقيت بهم وسمعت قصصا مرعبة عن الرحلات، التي بدأت جيدة، مع المهربين الذين نقلوهم من شبه القارة الهندية عبر دبي الى وسط أفريقيا، في كثير من الأحيان إلى مالي، ومن ثم الاصطدام بخيانة المهربين لهم. -كان شيبول غفي الثالث والعشرين عندما غادر "كوميلا" في جنوب شرق بنجلاديش فى يناير عام 2004، حاملا البكالوريوس في التجارة، قاصدا مدريد لكسب المال وإرساله إلى الوطن. لكن تقطعت به السبل في مالي لمدة ستة أيام، وبقى وحيدا في المنزل عندما اختفى المهرب، وتقطعت به السبل مرة ثانية مع 17 آسيوياً في مكان ما في الصحراء عندما اختفى سائقهم ثم نقلوا وتم إلقائهم في بستان نخيل في الجزائر، حيث وشى بهم البستاني الى رجال الشرطة الذين أبعدوهم الى الحدود مع مالي وتركوهم هناك.
-ويقول شيبول: وجدنا الناس هناك في الخيام ويطلقون على هذا المكان اسم"الصفر" كنا نشحذ الغذاء والماء. كان شخص واحد في مجموعتنا لديه هاتف محمول فتحدثنا إلى عائلاتنا، كنا نبكي وخائفين جدا،والبرد قارص في الليل والحر قائض في النهار . ورياح وعواصف رملية. ذهبت عائلاتنا إلى المهربين، الذين قالوا أنهم يجب ان يدفعوا المزيد من المال. واضطر والدي الاستدانة من البنك كي لا يخسرني وأعطى المال للمهربين. وعملت عائلات الضحايا الآخرين الشيء نفسه.
-وتحركوا بعد هذه الأموال الإضافية، حيث جاء المهربين وعادوا بهم إلى مالي، وبعد أسابيع، حصلوا على مبلغ نقدي من عائلات المهاجرين، بعدها اقتادوهم الى الشمال والجنوب، ومن ثم التخلي عنهم وبعد ذلك تم إنقاذهم ، الى ان باعت اسرته في بنغلاديش ارضها، استطاع والد شيبول ان يضمن مكانا لابنه على زورق سريع أخذه من ساحل الجزائر إلى وسط سن صخري.عند تخوم المدينة وقالوا له،' هذه اسبانيا، ويجب انتظار بزوغ الشمس لتتحرك إلى اعلى السن. وبطبيعة الحال انه ليس البر الرئيسي لاسبانيا، بل كانت مليلية. كان ذلك في 29 ديسمبر 2005 عندما وصل شيبول إلى أعلى المنحدر وسار إلى المدينة. وقد استغرق رحلة الوصول إلى هناك 23 شهرا. والآن، بعد أكثر من أربع سنوات لا يزال شيبول هناك في المكان نفسه . كما لا يمكنه الانتقال الى اسبانيا لان الاسبان لا يسمحون له بذلك،رغم أنه ليس لديهم أي حق قانوني صريح لتقييد تحركاته. كما انه لم يتهم، أو يدان بالسجن لأية جريمة.
لقد تقطعت به السبل فلا يستطيع العودة إلى المغرب أو الجزائر، لأنهما لا يستقبلاه. ولا يستطيع العودة إلى بنغلاديش، لعدم وجود اتفاق اعادة مع اسبانيا ، ويقول شيبول : لقد خسرت أسرتي كل شيء دفعته لي لأكون هنا. ومن الأفضل قتلنا على أن يجعلونا نعود".
-يعيش شيبول والمئات من المهاجرين الآخرين في مليلية، ويرجع ذلك جزئيا الى تساهل السلطات الإسبانية وكذلك لان الناس يستأجرونهم في وظائف غريبة كغسل سياراتهم ويكنسون الشوارع. ويقولون ان السبيل الوحيد للحصول على مكان على متن عبارة الى البر الرئيسى هو العمل كمخبر للشرطة. لكنهم يرفضون ذلك، ومن وقت لآخر، تقوم الشرطة بغارات للقبض على المهاجرين لإبعادهم في مناطق محددة، لذا يفضل الكثير منهم النوم في الشوارع على المجازفة.