محمد سعد في حديث إلى "العرب اليوم":
القاهرة ـ مروة يحيى
رفض الفنان محمد سعد تقديم فيلم يتحدث عن الثورة بشكل صريح لاسيما الفترة الحالية، علي الرغم من تقديم بعض الفنانين أعمال تتحدث عن الثورة بشكل مباشر، وأكد الكوميديان خلال حديثه إلى "العرب اليوم" ، أنه مازال هناك غموض لبعض الأشياء التي تنكشف يوماً بعد يوم، وبالتالي ليس لديه كل الحقائق التي تدفعه لتقديم فيلم عن الثورة، حيث يمكن أن يكون هناك مغالطات تظهر فيما بعد، وبالتالي سيصبح هذا الفيلم سقطة له مع الزمن، بعد انكشاف الحقائق سواء أثناء قيام الثورة أو بعدها.
وقال سعد: "أقدر كل الزملاء الذين قدموا أعمالاً عن الثورة، لكني رغبت في تقديم تجربة مختلفة، ورغبت في توضيح ما كان يدور داخل الحارة الشعبية بشكل كامل، وهذا ما مميز فيلم "تك تك بووم" عن باقي الأعمال التي تحدثت عن الثورة، خاصة أنه يقدم زاوية مختلفة بعيدة عن ميدان التحرير".
وأشار إلي أنه "عرضت علي العديد من الأفكار والسيناريوهات من بعض المؤلفين تلعب على تيمة الثورة، لكنها لم تنال إعجابي، حيث إنها أفكار متشابهة، وعندما عرضت علي المنتجة إسعاد يونس فيلم "تك تك بوم" وافقت على الفكرة لأنها كانت ضمن الأشياء التي كنت أفكر".
وأضاف: "رغبت أيضا في تناول وإظهار ما كان يدور أثناء الثورة، وما خفي عن الناس أو لم يروه جيداً، مع اللجان الشعبية، وأرادت إخراج الناس من حالة الخوف والفزع التي مروا بها طوال الفترة الماضية، لذا قدمت الفيلم بشكل كوميدي، وكنت حريصاً أن يتناول كوميديا الموقف إلى جانب الكوميديا البحتة".
وعن تقديمه صورة الحي الشعبي المليء بالأسلحة، والطلقات النارية، أكد أن "كل هذا حقيقي ولمسته بنفسي، وما قدمته في الفيلم أقل بكثير مما كان في الواقع، ولدي العديد من الإثباتات التي تؤكد وجود هذه الظاهرة، حيث مناطق مثل شبرا وإمبابة كانت تعاني من الانفلات الأمني، وداهمها البلطجية، والأسلحة كانت منتشرة فيها بشكل كبير".
ونفى سعد تركيز الفيلم على الانفلات الأمني فقط، بل ركز أيضا على موضوعات كثيرة "مثل الوحدة الوطنية، والعلاقة بين المسلم والمسيحي، وكيف قربت هذه الثورة بينهما، وفكرة تكوين اللجان الشعبية، وتعامل الأشخاص بعضهم مع البعض، حيث تواجدوا معاً في ملحمة شعبية ممتازة، عبرت عن الشعب المصري العاطفي الذي جمعته المحنة بشكل كبير، ويظهرون الوجه الجميل والحب الذي جمع بينهم أكثر مما يتخيل أحد، وبالطبع هذه الظاهرة كانت من أجمل ظواهر الثورة".
وعن شخصية "تيكا" قال سعد "إنها تعبر عن شخص لا يعرف التحدث في السياسة ولا يفهم فيها، وبالتالي لا يستطيع أن يتخيل ماذا تعني كلمة (فلول) وهي غربية بالطبع على لسانه، وكانت تستخدم كإفيه للشخصية، وهذا ظهر في آخر مشهد له أثناء حواره مع مدير السجن، حيث قال (طول عمرنا تحت أمر الحكومة) وأنه لا يفعل إلا ما يطلب منه، وهذه الكلمة –الحكومة- اعتاد عليها ولا يفهم معناها".
وأوضح سعد أن الفيلم يحمل في طيه رسالة أنه "ليس فقط من نزل إلى ميدان التحرير هو الوطني، أو صاحب الثورة، فكل شخص كان له دور آخر غير ذهابه إلى الميدان، وكل منهم أدى دوره بطريقته، حتى أن شخصية تيكا في الفيلم أوضحت هذه النقطة، وهو ما شاهدناه في أحد المشاهد، حيث قلت (أسيب مراتي لمين وأمشي)، حتى أن رد أحد الشباب عليه وقال له (خلي بالك من أمي)، وهذا قيمة كبيرة لهذا الدور، وأنا لا أنسي بعد هدوء الأوضاع بعشرة أيام أرسل لي الإعلامي المصري محمود سعد جواب شكر لسهري أنا ومن معي على حراسة المكان في اللجان الشعبية، لأنه يسكن بالقرب مني، وكان يرانا ويعرف جيداً ماكنا نفعله من أجل حماية أهالي المنطقة".
وأكد سعد انه قصد عودة شخصية "رياض المنفلوطي" لأنه رغب في تذكير الجمهور بالشخصية "التي أحبوها"، لاسيما الردود التي وصلته عن هذه الشخصية التي "كانت رائعة وقوية"، موضحاً: "ليس حباً في الظهور بأكثر من شخصيه في عمل واحد، لكن موضوع العمل فرض ذلك، حيث إن الفيلم كان سيفقد الكوميديا في الجزء الثاني بعد دخول (تيكا) السجن"، ورأى الفنان الكوميدي أن شخصية مدير السجن – رياض المنفلوطي- هي "المضحك الوحيد في هذا الجزء".
وصرح سعد أنه سيقوم بعمل جلسات عمل الفترة المقبلة مع المؤلف أحمد عبد الله والمخرج أحمد إحسان لمناقشة عمل درامي يستعد لتقديمه في شهر رمضان المقبل.