دبي - العربية نت
تستعد مملكة بوتان البوذية الصغيرة للاحتفال بزواج ملكها الشاب البالغ من العمر 31 عاماً والملقب بـ"فارس أحلام هملايا" في مراسم تهدف إلى تسليط الضوء على عظمة التقاليد في أحد البلدان الأكثر انغلاقاً في العالم.
جيغمي خيسار نامغييل وانغتشوك الحائز على شهادة في العلوم السياسية من جامعة أكسفورد والذي تابع دراسته في الولايات المتحدة والهند، سيتزوج الخميس من شابة من عامة الشعب تبلغ من العمر 21 عاماً وتدعى جيتسون بيما. وسيتمكن الرعايا من تهنئة العروسين في حفل يقام السبت في مدرج في العاصمة تيمبو.
توج وانغتشوك كملك بوتان الخامس سنة 2008 وهو الحاكم الأصغر سناً في العالم وقد أسر بجسده المثالي وابتسامته السينمائية قلوب الشابات التايلنديات خلال إحدى رحلاته النادرة إلى الخارج. أما زواجه فقد أعلن أنه يريده "بسيطا".
وبحسب المتحدث باسم الملك، لم تتم دعوة أي ملك أو أمير أو رئيس دولة إلى الزفاف، خلافا للبروتوكول الذي اعتمد في زفاف الأمير ويليم وأمير موناكو ألبير الثاني.
وتعرف الملك على زوجته العتيدة وهي طالبة في جامعة تيمبو "قبل بضع سنوات"، على ما يقول المحيطون به، وهو يعيش في منزل ريفي في العاصمة غالبا ما يدعو رعاياه إليه لتناول الشاي.
ولكن سكان هذا البلد الكبير الواقع بين الهند والصين والذين يبلغ عددهم 700 ألف نسمة تقريبا، ينتظرون بفارغ الصبر هذه المرحلة من تاريخ العائلة المالكة التي تتولى الحكم منذ العام 1907.
ومن المتوقع أن يغتنم البوتانيون هذه الفرصة لارتداء أجمل ملابسهم. وهم لا يزالون يعتمدون الملابس التقليدية للتعبير عن فخرهم بوطنهم. فترتدي النساء "كيرا" وهو قميص حريري مع تنورة طويلة فيما يرتدي الرجال "غو" وهو ثوب مع حزام مع جوارب عالية.
وتقول ديما تشومو وهي متطوعة شابة في الـ28 من العمر منهمكة في تزيين المدرج المطل على قمم جبال هملايا بالأعلام "أنا متحمسة جدا! فهذا النوع من الأحداث يحصل مرة واحدة في حياتنا. اشتريت ثوبا خصيصا لهذه المناسبة ولن أرتديه إلا من أجل الزفاف".
وستقام مراسم الزفاف الرئيسية التي دعي إليها سفراء أجانب في دير-قلعة في منطقة بوناكا الواقعة في واد شديد الانحدار.
"السعادة القومية"
جانب من الاستعدادات
ولا تخفي مملكة بوتان التي تعتمد "السعادة القومية الإجمالية" مؤشرا اقتصاديا بديلا عن الناتج القومي الإجمالي لتقييم رفاه سكانها، فخرها واعتزازها بنفسها لأنها حافظت على التقاليد على الرغم من ظاهرة العولمة.
ولم تعرف المملكة الاستعمار يوما على الرغم من موقعها الجغرافي الحساس.
ولم تحصل المملكة على طرقاتها وشبكات هاتفها وعملتها إلا في الستينات. وهي لم تنفتح على العالم الخارجي إلا في السبعينات وقد أجازت التلفزيون سنة 1999 ولكنها لا تزال تختار سياحها بعناية، فتقدم تأشيرة دخول مقابل 200 دولار لليوم الواحد.
وبعدما كان الحكم في البلاد ملكيا مطلقا، أصبح بعد العام 2008 حكما ملكيا ديمقراطيا بقيت البوذية في ظله ديانة الدولة التي تطبع الحياة اليومية.
توج الملك بعد تنازل والده جيغمي سينغي وانغشوك الذي بدأ بإحلال الديمقراطية في المملكة سنة 2001، عن العرش. وفي خطابه الأول كحاكم، وعد بحماية بوتان من تأثيرات العولمة السلبية.
وقال "أكثر ما يقلقني في وقت يتغير فيه العالم هو أن نفقد القيم الأساسية التي تستند إليها هويتنا كشعب وأمة".
وتأمل سونام سانغمو وهي طالبة في الـ19 من العمر أن يبث الزفاف على محطات تلفزيونية أجنبية مثل "بي بي سي" والتلفزيون الهندي.
وتقول إن بوتان بلد "صغير جدا ولكن الزفاف قد يساهم في جعله معروفا في الخارج".