قضية الأستاذ الذي عثر الدرك عليه مقيدا بضيعة الحسين أبو الرحيم رئيس جماعة «تانزت» ونائب رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت تتفاعل داخل الغموض والتكتم الشديدين أثناء مجريات التحقيق، بالأمس حوصر مسؤول أمني رفيع المستوى مقرب من التحقيق من أجل توضيح هذا الغموض، غير أنه رفض الإدلاء بأية معلومة تخص جوهر هذا الموضوع، وقبل أن يختم حديثه رمى بحجر ثقيل وسط بركة مليئة بالوحل، قال كل ما استطيع قوله، أن قضية الأستاذ فيلم هيتشكوكي محبوك ستتضح معالمه. هذا المسؤول إدعى أنه على عجل ليزيد من غموض الموضوع غموضا.
من فبرك هذا الملف الفيلم يا ترى؟ هل هو رئيس الجماعة الذي ضبط الأستاذ بضيعته، ومع ذلك يظل حرا طليقا، فهناك مصادر أخرى تشير إلى أن الإبقاء على قيادي الأحرار المتهم دليل على أن الملف سيتخذ أبعادا أخرى تفوح منها رائحة التنافس الانتخابي، ومحاولة تصفية الخصوم في الوقت الميت قبيل المنازلة الانتخابية. بينما أطراف أخرى اعتبرت أن الابقاء على المسؤول طليقا نوعا من التساهل، دليلهم في ذلك أن حارس الضيعة والمسؤول عن العمال « الكابران» معتقلان، بينما الرئيس يبقى حرا طليقا.
هل الرئيس أخفى المعني بالأمر سنة 2007 ومنذ ذلك التاريخ يتلذذ بتنعنيفه جسديا ومعنويا كل ليلة قبيل النوم كما صرح الأستاذ الذي رقد بمستشفى المختار السوسي بتارودانت؟ أم أنه بالفعل فر منذ 2007 من العدالة بعد قيامه بعملية نصب مقدارها 76 مليون، على من أراد اقتناء بقعة منه كما صرح الرئيس المتهم ابو الرحيم للجريدة، مؤكدا أن أخ الأستاذ قضى سنة ونصف من السجن النافذ بسبب عملية النصب هذه، فإذا صحت هذه الرواية هل ظهور الأستاذ بقبو ضيعة رئيس الجماعة مفبرك من قبل مافيا انتخابية من حزب منافس للتجمع الوطني للأحرار؟.
تصريح المندوب الجهوي للصحة المسؤول والطبيب، بدوره زاد من غموض الملف، فبينما أسرة الأستاذ عبد الله الملقب بـ « بو الدونيت» تقول إن ابنها يعاني من الشلل، وأنه عثر عليه في هيئة صدام حسين عند توقيفه بحفرة بالعراق…فإن المندوب الجهوي يصرح إعلاميا بأن الرجل في صحة جيدة لا يعاني من أي أمراض أو أعراض؟.
في ظل هذا الغموض تستغل أحزاب سياسية منافسة للتجمع الوطني للأحرار القضية من أجل كسب أصوات جديدة، كما دخلت حركة 20 فبراير أول أمس على الخط رفقة المنظمة الديمقراطية للشغل، حيث عقدوا اجتماعا مع أحد أفراد أسرة الأستاذ المختفي، ومن المنتظر أن يكونوا مساء أمس الجمعة بحثوا أشكال التضامن مع الأسرة. نقابات تعليمية بدورها قررت الاجتماع من أجل مناقشة قضية الأستاذ المختفي والنظر في إمكانية التضامن معه.
الأستاذ « المحتجز» لايزال بمستشفى تاوردانت تحت حراسة الدرك، في انتظار أن يحال على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير، هذا في الوقت الذي تم فيه أمس إحالة الحارس والكابران بالضيعة على النيابة العامة في حالة اعتقال، علما بأن الأستاذ «المحتجز» كان موضوع مذكرة بحث وطنية صادرة بحقه يوم ثاني فبراير من سنة 2007 تتعلق بقضية نصب واحتيال.