ريما زهار من بيروت
محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير من قبل مجموعة إيرانية، عنوان لفصل جديد من التأزّم في العلاقات السعودية الإيرانية، وهي ليست الأزمة الأولى في تاريخ هذه العلاقات، التي تشهد الكثير من عمليات المدّ والجزر، منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران.
بيروت: يقول النائب تمام سلام لإيلاف إن التأزّم بين إيران والسعودية يأتي على خلفية تحركات لإيران في المنطقة، حيث تحاول أن تستفيد من كل مناسبة، للقيام بدور ما في التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة وفي العالم العربي، وهذا أمر غير مريح، ويضع القيادة العربية في موقع متحسب للخطة أو أي تحرك إيراني في هذا الاتجاه، وهذا الأمر ليس من البارحة، ولكن أصبح له وقت من الزمن، وهو يتكون وينشط في هذا الاتجاه.
ولدى سؤاله "مسلسل التأزّم الإيراني مع دول الخليج لا يبدأ باحتلال الجزر الثلاث لدولة الإمارات، ولا ينتهي بالتدخل في البحرين، كيف يمكن اليوم تجنب هذا التوتر؟، يجيب: "برأيي يمكن تجنب هذا التوتر إذا ما كفت إيران عن تدخلها في شؤون دول غيرها، خصوصًا، عندما تحاول إيران أن تعبر إلى عالمها العربي، من خلال الطائفة الشيعية والشيعة في البلدان العربية، وهذا يؤسس إلى وضع غير مريح، لم تمر به دولة أو منطقة من دون شكوى، لأنه عندما يتم التلاعب بالمشاعر الطائفية أو المذهبية لا يمكن أن نحصد إلا ضررًا كبيرًا.
كيف يمكن لطموحات إيران الخارجية أن تكون سببًا لهذا التوتر؟ يجيب سلام: "يجب احترام إيران لوجود دول الخليج، ولدورها، وليس بالمحاولة للتأثير على هذه الدول، وإذا كان لدى إيران تعاون مع دول أخرى وكبرى، فالأمر ليس بجديد، ولا يعني ذلك أن على الدول العربية، أو العالم العربي أن يتحول عندها إلى أرضية لممارسة صراعها هذا.
وردًا على سؤال كيف أثر المحور الإيراني السوري على تأزّم العلاقات بين إيران والدول العربية؟ يجيب سلام: "في السياق نفسه عندما تسعى ايران الى نشر نفوذها في العالم العربي، إن كان في سوريا أو غير سوريا، في العراق أو السعودية أو مصر أو في أي بلد، لا بد أن ذلك سيأتي منه انعكاسات سلبية على العلاقة العربية الإيرانية.
عدم التدخل
رغم ذلك، هناك رفض عربي لاستخدام القوة ضد إيران في الملف النووي، هل يخدم ذلك العلاقات العربية الايرانية؟، يجيب سلام: "الدول العربية بدورها كانت وما زالت تحرص على عدم التدخل في شؤون غيرها من الدول، وبالتالي فهي ليست في موقع المشاركة في قضايا دول أخرى، وفي صراعها مع الآخرين، ولكن نعم إيران يجب ألا تكون بعيدة عن مصالح وحقوق الشعب العربي، كما إن العرب يجب ألا يكونوا بعيدين عن وضع إيران ومكانتها، وهذا يجب أن يتم بالتفاهم على قضايا تعود بالضرر أو الفائدة على الدول العربية وعلى إيران ومكانتها.
لبنان
يعتبر الكثيرون أن إيران كانت وراء إسقاط الوفاق الوطني في لبنان وإبعاد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن الحكومة، في هذا الخصوص يقول سلام: "ان التداخلات والتأثيرات الخارجية في لبنان ليست بجديدة، ولها حصة معينة مما يجري، وربما يطرح هذا الموضوع على خلفية طبعًا علاقة إيران بقوى لبنانية، وهي حزب الله، والدور الذي لعبه هذا الحزب في مرحلة معينة أخيرة على مستوى الانقلاب السياسي الذي حصل بإسقاط حكومة الرئيس الحريري، وبداية لحكومة أخرى للحزب ولحلفائه فيها، حيث الكلام الاول والاخير للحزب، وبالتالي نعم، انطلاقًًا من العلاقة الوثيقة بين حزب الله وايران ربما يشار الى التأثير الايراني على ذلك.
كذلك في لبنان يتم الحديث عن إمكانية تسليح الجيش اللبناني من ايران، كيف يؤثر ذلك على العلاقات اللبنانية العربية؟ يجيب سلام: "برأيي ان الجيش اللبناني عليه ان يتسلح، وان تكون جهوزيته التقنية على افضل وجه، ويعلم الجميع أن في خاصرتنا عدوًا إسرائيليًا شرسًا لا يرحم، وعلينا ان نكون متأهبين لمواجهته في اي لحظة، وعلى مستوى تسليح الجيش وتعزيز وتقوية الجيش، فإذا كان هناك سلاح من إيران أو من غيرها يفيد الجيش ويدعمه، فنحن نشتري هذا السلاح، ولا التزام من قبلنا تجاه إيران أو غيرها، كأميركا وفرنسا وروسيا، ولكن يجب ألا يكون لدينا أي التزام، ولا مانع من أن يتسلح الجيش بما يتوافر له.