غروب شمس ماي سبيس في مواجهة مستقبل مشرق لفايسبوك
17/1/2011
غروب شمس ماي سبيس في مواجهة مستقبل مشرق لفايسبوك
القاهرة: في وقت نجح فيه مؤخراً موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي في جمع استثمارات قيمتها 500 مليون دولار من مصرف غولدمان ساكس، تسير الأوضاع على النقيض تماماً بالنسبة لموقع "ماي سبيس"، الذي سبق وأن كان مهيمناً من قبل على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، سيما بعد أن ذكرت تقارير صحافية أن القائمين عليه يتحضرون في تلك الأثناء للاستغناء عن خدمات نصف العاملين هناك تقريباً.
وقد تم الإعلان يوم أمس الثلاثاء عن الخطة الخاصة بتلك التسريحات، حيث تعتزم إدارة الموقع الاستغناء عن حوالي 500 موظف من إجمالي موظفين يقدر عددهم بـ 1100 موظف. وقالت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن هذا التقليص هو الأكثر وحشية حتى الآن بالنسبة للشركة التي تواجه عديد المشكلات، وقد يكون تمهيداً لبيع الموقع من قِبل شركة "نيوز كوربوريشن"، التي سبق لها أن قامت بشراء "ماي سبيس" عام 2005 مقابل 580 مليون دولار، بعد صراع مع شركة فياكوم.
ولفتت الصحيفة إلى أن التراجع الذي شهده موقع ماي سبيس يُبَيِّن هشاشة وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث يتسبب المستهلكون المتقلبون وكذلك الأذواق المتغيرة في وقف بعض المواقع عن تقديم خدماتها، والحيلولة دون استمرارها، مثلما حدث مع مواقع مثل "Tribe" و "Friendster" التي سرعان ما اختفت عن الأنظار.
وطبقاً لشركة "كومسكور" للأبحاث، فإن عدد مستخدمي ماي سبيس قد بلغ 54.4 مليون مستخدم في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث اتضح فقدانه لما يزيد عن تسعة مليون مستخدم مقارنةً بعام 2009. ومضت الصحيفة تنقل في هذا الشأن عن مايكل وولف، الرئيس السابق لشركة إم تي في نيتووركس التابعة لشركة فياكوم والشريك الإداري الحالي في شركة الاستشارات الإعلامية أكتيفيت، قوله :" كان ماي سبيس مثل حفلة كبرى، وبعد ذلك انفضت تلك الحفلة. وقد أصبح فايسبوك الآن أكثر نفعاً وفائدةً من ماي سبيس، كما أضحى وسيلة للاتصال".
وأوضحت الصحيفة أيضاً أن مسلسل التراجع الذي يتعرض له موقع ماي سبيس هو قصة تحظى بأصداء للاتفاق المشؤوم الذي أبرمته شركة AOL الأميركية لخدمات الانترنت مع مجموعة تايم وارنر. وتفكر الآن شركة نيوز كوروبوريشن في بيع الموقع بالكامل، وهو ما يسلط الضوء على تلك الصفقة التي لم تعمل تقريباً من قبل.
ويكفي أن العارضة ونجمة تلفزيون الواقع، تيلا تاكيلا، التي سبق وأن حققت شهرة كبيرة من خلال الجماهيرية التي كونتها على ماي سبيس، قد غيرت انتمائها الآن، بعد أن سبق وأن لقبتها عام 2006 مجلة "التايم" الأميركية الشهيرة بـ "ملكة ماي سبيس"، حيث أضحت اليوم واحدة من أبرز مستخدمي موقع فايسبوك.
بعدها، انتقلت الصحيفة لتبرز الجهود التي نجح من خلالها روبرت مردوخ، مالك شركة نيوز كوربوريشن، في الاستحواذ على الموقع، الذي كان يحظى بصدى خاص عند تأسيسه. لكن الرياح لم تأتي بما تشتهي السفن، ولم يفلح مردوخ ورفاقه في تحقيق ما كانوا يصبون إليه من وراء الاستثمار في الموقع. ويكفي أن شيس كاري، رئيس نيوز كوربوريشن، قد أكد في تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم أن الخسائر التي يتعرض لها الموقع حالياً ليست بالخسائر المقبولة أو التي يمكن تحملها.
ثم أكدت الصحيفة على حالة التراجع التي يشهدها الموقع من الناحية الجماهيرية، مع سطوع شمس فايسبوك يوماً بعد الآخر. ونقلت في هذا الجانب عن موظفة أميركية تدعى إيرين بولي، 29 عاماً، قولها :" بالنسبة لي، كان ماي سبيس بمثابة التمهيد للشكل الذي يبدو عليه فايسبوك الآن، حيث يشترك الجميع في عضويته حالياً، وقد أضحى ضرورة لا غنى عنها تقريباً. لم أتفحص حسابي على ماي سبيس منذ سنوات، بسبب ضعفه وعدم احترافيته وتركيزه على المشاهير والموسيقى".