مثقفون: لا تقرأ هذه الكتب فى 2011
مثقفون: لا تقرأ هذه الكتب فى 2011
أجمع عدد من المثقفين على أن هناك كتبا بعينها لابد من تجاهلها تماما العام القادم 2011، وذلك لأنها بحسب رأيهم لا تضيف شيئا إلى الثقافة وتعتبر قيمة سالبة فى الحياة الثقافية، ومن خلال متابعتهم لحركة النشر ومعدل انتشار الكتب فى 2011 رأوا أنه من الواجب على القراء مقاطعة بعض كتب الأدب الساخر الخالية من المضمون ووصفوها بـ"المسخرة".
وشملت القائمة التى أوصوا بالابتعاد عنها كتب الطبخ والمدونات وكتب إشعال الفتنة الطائفية، وكتب النقد التى لا تأتى بجديد، والكتب المكتوبة باللهجة العامية بسبب هروب كاتبها من استخدام اللغة العربية وليس بسبب رؤى خاصة بالكاتب، وحتى الكتب السياسة التى تصيب القارئ بالاكتئاب.
وقال الكاتب بهاء الدين شعبان: إنه لا ينوى قراءة الكتب التى تشغل المواطنين عن طبيعة الحياة الحقيقية والوضع الاقتصادى والاجتماعى للبلاد، أو تلك التى تشيع أفكارا ظلامية أو أصولية أو غير عقلانية، فهذه الكتب تزيف الوعى وتكرس لفكرة "ليس فى الإمكان أبدع مما كان"، وتعيق محاولات الإصلاح.
وينوى الناقد حسام عقل استبعاد الكتب التى تتمسح بفكرة الأدب الساخر، على حد تعبيره، والتى يتوقع الناقد زيادة عدد كتابها فى عام 2011، ولا ينفى عقل وجود عدد من الكتاب الساخرين الجادين ممن ينتمون إلى مدرسة هذا النوع من الأدب الذى بدأه إبراهيم المازنى وعبد الله النديم، إلا أن أغلب الكتاب الساخرين الجدد ينقصهم الأدوات لإنتاج عمل يمكنه الإثراء والإضافة.
ويتفق الشاعر شعبان يوسف مع الكلام السابق ويصف كتب الأدب الساخر بـ"المسخرة" التى بات المرء يخجل من قراءتها، وأضاف: "مبحبش أضيع فلوسى فى حاجة تافهة"، ويضيف شعبان إلى قائمة الكتب التى لا ينوى قرأتها عام 2011 الكتب النقدية البحتة التى لا تأتى بجديد وغالبا ما يقوم كاتبها باقتباس عدد من المقالات النقدية لغيره من الكتاب دون تحليل.
ويؤكد الكاتب الساخر محمد فتحى أنه لا ينوى قراءة الكتب التى تكتب باللهجة العامية، بعد أن خدع كثيرا بسببها، فأغلبها كتب لا تحمل محتوى فكرى ويلجا أصحابها للكتابة باللغة العامية فقط بسبب عجزهم الكتابة بالفصحى، كذلك ينوى فتحى مقاطعة الكتب التى تكرس للفتنة الطائفية أو تلك التى تعقد مقارنة بين الأديان لأنها تتعارض مع مبدأ حرية العقيدة، وأخيرا ينوى فتحى مقاطعة كتب الطبخ التى تعد من أكثر الكتب انتشارا وتحقق أعلى مبيعات فى عالمنا العربى.
ويستبعد الشاعر عبد الرحمن يوسف الكتب السياسية بشكل نهائى من جدول قراءته لهذا العام، والذى انتهى مؤخرا من إعداده، وضم كتبا خاصة بعلم اللغة والتاريخ، وسبب استبعاد يوسف للكتب السياسية هى أن الهموم السياسية ما عادت تشغل فكر الشاعر.
أما الروائى محمد أبو زيد، فقال: إنه لن يقرأ المدونات التى تحولت إلى كتب، رغم متابعته الشغوفة لمحتوى تلك المدونات على الإنترنت، فأبو زيد يرى أن للمدونات طبيعة خاصة تفرض أسلوب الكتابة والتناول للموضوعات المختلفة، وتحويل تلك المدونات إلى أعمال مطبوعة يقلل من قيمتها ويعقد المقارنات الظالمة بين المدونات وبين الكتب المطبوعة الأخرى، وسيستبعد أبو زيد كذلك عددا من الأعمال الروائية للكتاب الشباب من ضمن قراءته للعام الجديد، قائلا: إن سهولة حركة النشر للمبدعين الشباب دون وجود لجان قراءة جادة فى الكثير من دور النشر تلك أدت إلى حدوث ما يشبه الانفجار الروائى فى الوسط الأدبى الذى لا يساعد بالضرورة فى تطور المشهد الروائى.
المصدر: اليوم السابع / صفاء عاشور