على هامش خرجته الأخيرة ضد السياح ، لمن يوجه الرميد رسائله؟

قال مصطفى الرميد أثناء نشوته وهو أمام قطب الوهابية بالمغرب المغراوي، إنه في الوقت الذي يوجد "محضرة" يقرؤون القرآن هناك آخرين يقصدون مراكش "ليقضوا في ملاهيها وأرجائها أوقاتا يعصون الله ويبتعدون عنه"، وعاد مصطفى الرميد ليقول، إنكم لم تفهموني جيدا. كان على الوزير الوهابي، أن يضع في حسبانه أن هناك أناسا سيفهمونه بطريقتهم الخاصة، ولكن ليس بمقدوره أن يتراجع عما قال وقد سارت بذكره الركبان. فالوزير قال، والناس فهمت وكلٌ سيفهم الكلام بقدر معرفته بأفكار الوزير ونشأته وتطوره. لو لم نكن نعرف الرميد جيدا لقلنا إنها زلة لسان أو كلام غير مقصود، ولكن ونحن نعرف الرميد لابد من ربط هذا بذاك وتشبيك الماضي بالحاضر لمعرفة خلفيات كلامه ولمن يوجه رسائله؟، فلفهم كلام الرميد، لابد من معرفة أنه تتلمذ شابا على يد تقي الدين الهلالي سفير الوهابية بالمغرب وإلى حد ما المغراوي، وكان خطيبا بمسجد الحي الجامعي بالدار البيضاء، وحتى لما تلمس خطواته نحو الحركة الإسلامية جلس بين يدي زين العابدين سرور السلفي السوري الذي علمهم المبادئ الأولى للتيار ورباهم على كتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأساطنة الفقه السلفي. ولابد من معرفة أن الرميد واحد ممن يعرفون مداخل الحركة الإسلامية نحو التسرب اللطيف إلى الحكومة باعتباره صديقا لإدريس البصري ومديرا لجريدتي "السبيل" و"الصحوة" اللتين مارسا بهما نوعا من البروباغندا التي جعلته ضمن قيادة التوحيد والإصلاح. ولابد من معرفة، أن الرميد واحد من قيادات الحركات الإسلامية الذي يسبق إلى البكاء ويضرب من تحت، فهو الذي يقدم استقالته لينتظر من يُطبطب على كتفه ليعود للقيادة مرفوع الرأس وهو الذي يسكت بعد أن "حمر فيه مسؤولا العين"، باعتباره، متورطا في إنتاج خطاب العنف والتحريض وسكت وفي صوب السكوت كان يستعد للعودة. في كل تلك الحركات والسكنات، كان الرميد، يبعث برسائله المشفرة إلى من يعنيه الأمر، كان رجلا في السلطة أو كان ملتحيا يتلصص من تحت الباب متحسسا خصره. غير أن الرميد، لم يصبر على حاله وكشف عن توجهه من خلال الخطاب الطويل والمديح الذي كاله لقطب الوهابية بالمغرب. تبين، أن الرميد ليس في الوزارة مختارا، ولو كان من حقه أن يختار لاختار أن "يربع رجله" في دار القرآن التي فيها خير الدنيا والآخرة كما قال، ولكنه مرسول لأداء وظيفة محددة وأداء رسالة مهمة، وبالتالي، من وضعه في الوزارة لم يسمح له بما هو أفضل منها. وبين كل تلك الاختيارات هناك اختيار واحد، فيه من يحدد الهدف وفيه من يسدد الضربة. ليس من السهل، أن يقول وزير وهابي، إن من يقصدون مراكش يعصون الله أو أنها تحولت إلى قبلة لمعصية الله، ويوجه هذا الخطاب لمن يُعتبرون العصاة محاربون لله ينبغي سفك دمائهم وقتلهم. إنها رسائل خطيرة يتحمل وزرها من بعثها ومن تلقفها ومن سينفذها لا قدر الله.[img][/img]