بويا أحمد عبدالخالق
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 10/04/2012
| موضوع: روتين الإثنين 30 أبريل - 5:02:39 | |
| كان لي ذات زمان ,
زمن مثلث الأبعاد
أحاكي هندسة الزوايا والعقارب فيه
برمل الكوابيس وطين الأحجيات الساخرة
أصبغ حواشيه بضوء مائل إلى السواد
كانت لي دمية بلا رأس
كانت تقهقه ملء الفاه
فرحا بنبيذ الدماء والجروح
تحب ذبح أشباح العبث
وشنق حروف الحرية
تعشق إعدام الروح
كل يوم أحد ,
كنت أركض نحو أعماقي
أملأ دهشتي بالنحيب
بالجير الأبيض القابع في النفس
وبن قهوة معطر ب"هال" العناد
كنت أستلقي على " قرفادتي" مثل جثة مشوهة
أترنم على موشحات هستيرية
أشدوها مع "كورال" من مصاصي الدماء
وبعض الشياطين المتشردة
..................................؟؟
في عصر نهاية الإنسان ,
في ذاك العصر العولمي والهلامي
حيث تتصارع الحضارات بنقر الأظافر,
كنت طيبا جدا..........................جدا
أتقاسم اللعب الحمراء مبتورة الأيدي
مع ظلي المتمرد
أبيع جسدي لثورة الملح
وأشرب نخب الدموع البلورية ,
قدحا من الندى الفاتر
وكأس نزيف معتق برائحة القرنفل
...........................,
"شبة" و"حرمل"
وقليل من "الجاوي" الأسود
أعمدة من الدخان تتسربل فوق عظامي الباردة
فأرقص حتى ينام الليل مشتعلا فوق أجفاني
ثم أغيب عن الوعي
أثور على منطق اللا منطق
اليوم.......................؟؟
أغالب النعاس........................فلا يأتي
تدغدغ صدغي المتكسر أيقونة موت جامدة
وعلى نفس الروتين ,
أبكي جوع الآخرين
أشتاق للرصاص المطاطي
وبعض الخشب المصقول
أنمق به خدودا للاجئين
نحو مفردات لغتي الماردة
للمنفيين بين أدغال الجسد
وأحاول بما تبقى من النفس الصاعدة
أن أغزل صوفا كثيفا
لعلي أحمي ظهري من صقيع الحقيقة
من سارقي الأحلام
و مغتصبي التراب
الحاكمين علينا بضرورة الفراغ
القائمين بأمر العبث
في وطن دون أوكسجين
.............................؟؟
ومع كل اليأس الممتد في الشرايين
قلت "نعم" لكل البرامج الجديدة
مساهمة مني في تخليق الهزال الفكري
و تطوير مناهج الإقصاء
و بناء النفي والإبعاد
دون جدوى .
حيث مازلت أحن للوحل المكلس في الأمعاء
لأكياس البلاستيك وللقمامة السوداء
للأقبية المفروشة بزرابي الفساد
أئن من وجع الغبار الأسود
القابع على صدري المختنق
عند الصعود,
عانيت كثيرا من انعدام الهواء
وأحتاج لمن يجلد أفكاري السائبة
بسوط قلم برتقالي
أحلم بتعليق الأنامل المرتعشة
وبتحرير العقول من الأجساد
لم أعد أطيق هذا الظمأ المجفف في الحلق
أشتاق لتفجير قنابل الصمت
والوجوم راكد بين طيات الصخر
لم أعد أتحمل رقص المواسم الفلكلورية
وعربدة الموازين فوق إيقاعات الروح
أشتهي شرابا وخمرا من الحبر المرجاني
إذ لا تكفيني لفافة سيجار كوبي
وبعضا من "الكافيار" و"الشمبانيا"
لا تكفيني حتى جميع الغرف
كي أغسل وسخي الباطني
غبار الكراسي ملتصق بالمؤخرات المهترئة
والجلد فقد نصاعته من فرط الاجترار
أجتر يأسي فوق عشب وطن متضرر
أشرب عصيرا من خيبة الأمل المتجذر
سراب و غثيان و خواء وسواد
فلا أحلام يقظة تتحقق في وطن من رماد
من رماد..........................
من رماد.........................
....................................,
فقط , هذا الورق الثائر
على تواطؤ الإنسان
يستحق ثرثرة المداد [/center] | |
|