ان الاشتراكيين كانوا " اخوان"

الحسين العيساتي

لا احد يعرف الى اين يمتد اصل الاشتراكيين، التاريخ يقول انهم “استقلاليون” ولكن الحاضر يبين انهم “اخوان “، فلم يكد يقضي لــ”صوصياليست” الشهير ليلته الأولى في الآسر حتى سارع كبيرهم الذي علمهم المحاماة والمحاباة الى تنصيب نفسه موَكَّلا عن مؤكِّله، قبل أن يسارع “اشتراقي” آخر لا يتكلم إلا لغة الملايين والملايير ويخبرنا ان خالد ماخادش حاجة وان بعض العملاء افرغوا الخزائن وبنوا بها قصورا من رمال بدون ضمانات اللهم صمتا عمر لسنوات وسنوات وسنوات قبل ان يفك الله عقدة من لسانهم في اجواء روحانية !!
يقول العارفون بشؤون تأهيل الحقل السياسي ان مرراة الحرمان اكبر من حلاوة التمكن من الشيء، لذلك تجد البعض يتحسر بشدة ويفرح بحذر ، يتحسرعلى الايام الخوالي ايام العز والنفوذ والسلطة والديمقراطية .. ويتوجس من ايام الشورى هذه التي لا ينفع معها الا واجب التحفظ والتحيز.
يتساءل العديد عن الكيفية التي يقضي بها الديمقراطيون ايامهم بدون سلطة، مآساة حقيقية !! فلا هم مناضلون حقت فيهم صدقة اصحاب السلطة ولا هم اصحاب سلطة صدقت فيهم نبوءة المناضلين الحقيقيين .. انهم يقضون فترة الصباح في النبش في تاريخ الملاحم والبطولات، التاريخ الذي لا يعرفه احد سواهم والذي لسوء الحظ لن يتكرر، كيف يتكرر وقد اصبح للاحداث روايات ورواة كثر ولم يعد النبأ ماركة مسجلة يملك حقوقها المحرر الذي بيده آلة الدعاية.. اما فترة بعد الزوال فيخصصونها دائما للنبش ولكن بحثا عن الثغرات!! فبين مُعيَّن لم ينصب ومنصب لم يعين ضاع النهار وبدأ الليل يرخي سدوله لينجلي بصبح وما الاصباح منه بامثل، وحان وقت تغيير اللباس، ملابس للنوم فضفاضة مريحة بدل سترات العمال الباهتة الرثة التي تحتفظ بها كل القوات الشعبية كقطعة من قطع الادانة لاثبات المكانة رغم البدانة.
ما فائدة الملابس والاكسسوارات والاقنعة اذا كانت اسعد اللحظات هي التي نقضيها ونحن عراة !! كيف يستقيم الغطاء القديم والغشاء العتيق مع الشرخ الجديد والنقص الحديث؟! لماذا يصر البعض على الملائمة رغم الفرق الكبير في المعيار، اما حان وقت المغادرة ووضع المفاتيح تحت الحصيرة في انتظار طارق جديد بفكر جديد ونفْس من حديد لم تشب على حب الرضاع.
لقد ولى، من فرط “لا وعي” جماهيري، الزمن الذي يتحور فيه الرأي من يوم لآخر … ودقت ساعة التجديد، فالتماسيح امامهم والعفاريت من ورائهم وليس لهم والله الا التأقلم او التزام اقصى اليمين.