أنقذي نفسك قبل الغرق!
تقدمها : هالة فهمي
* كل شيء حولي يدعوني للكتابة إليك.. أكاد أفقد توازني.. لا نوم.. لا مذاكرة.. لا تركيز.. المشاكل تحيط بي.. رغم كل ما حققته من نجاح.
أنا طالبة بالجامعة في المرحلة الأخيرة مجتهدة في دراستي.. أستطيع القول إنني علي خلق.. بدأت حكايتي منذ عام تقريباً.. عندما تعرفت علي صديق أخي الذي يزورنا باستمرار.. معرفتي به بدأت سطحية إلي أن بدأت أذهب للجامعة.. والتقينا صدفة في المواصلات العامة.. بدأ يرسل نظراته حولي ولم أبالغ عندما أقول لك انني وجدت ضالتي عنده.. حكي لي عن مشاعره تجاهي.. ولأنني أعرف أخلاقه لأنه صديق الأسرة بحكم علاقته بأخي سلمته قلبي.. وأصبحت بعدها دائمة التفكير فيه ليلاً ونهاراً.. فقدت توازني النفسي للصراع الذي يحتويني ويعتريني من وقت لآخر.. فهو معه دبلوم متوسط ولكنه شاب فريد في تميزه الأخلاقي ولديه كرامة وعزة نفس عالية.. استمرت العلاقة باللقاءات العابرة في الطريق إلي أن طالبني ذات مرة بالخروج معه.. قابلته وعندها عبر لي عن شعوره ورغبته في الارتباط بي عندما يصبح هذا متاحاً وهكذا بدأت أرفض كل من يتقدم لي.
انتهي هو من تأدية الخدمة العسكرية ثم التحق بوظيفة في جريدة وقال لي إنه أصبح صحفياً أثناء هذه الأحداث كان حبي له يتعمق حتي صار جنوناً به.. لا أرفض له طلباً ولا رغبة في حدود الأخلاق وهو لا يبالي بوعوده لي.. لا يتخذ أي خطوة.. سلبي إلي الدرجة التي أشعر فيها بكرامتي المهانة تحت قدميه.. عام ياسيدتي وأنا أرفض خطاباً يتمنون الاقتراب مني والارتباط بي.. إلي متي سأظل أنتظر هذا هو سؤالي الذي تؤرقني إجابته وإلي متي سأضحي بحبي دون مقابل أرجو منك أن ترشديني دون أن تغلقي باب الأمل في وجه وتقول لي.. أتركيه.
لن أستطيع فأنا أحبه أكثر من نفسي وأسرتي لن أجد مثله ولو بحثت في الكون كله.. انني غارقة في بحر حبه.. فهل من طوق للنجاة.
بدون توقيع
** يا صديقتي الغارقة أتسمحين بسؤال بسيط أطرحه عليك.. تراك لو كنت تغرقين في بحر أو نهر عاصف.. ألن تقاومي الغرق والموت؟ أنا أعرف الإجابة ستقاومين.. لأنه لا أحد يستسلم للموت أو القتل بمعني أدق وأوضح لقد أحببته لا ضير في ذلك.. لكنك اخترت اختياراً غير مناسب ولم تهتمي لكون هذا الحبيب صديقاً للأسرة وصديقاً حميماً لأخيك.. فسمحت له أن يعرض بك وبسمعتك ويقابلك بدون علم أسرتك.
يا صديقتي.. سمعة أسرتك أمانة بين يديك فلا تسمحي لإنسان يلهو أن يعبث بها وبك فهذا الشاب لو كان جاداً صادقاً.. لرفض أن يقابلك صدفة.. أو يطلب لقاءك خارج منزلك.. ولتوجه من فوره إلي أخيك وأخبره بحبه لك ورغبته في الارتباط بك وانتظر حتي تتحسن ظروفه.. ولكنه تصرف كسارق.. والآن تبكين الكبرياء الممتهن.. وتقولين لن أستطيع الابتعاد عنه.. فتصادرين علي الرأي قبل أن أنطق به ولهذا لن أقول ماذا تفعلين فقد بلغت من العمر ما يجعلك تقررين ولقد أوضحت لك عدة أمور.. وأعتقد أنك ستكونين قادرة علي اتخاذ القرار الذي يضعك ثانية في قائمة ذوات الأخلاق والسمعة الطيبة ولهذا سيرزقك الله بالزوج الصالح وتذكري أن الإنسان الذي يحمل صفات تجعله يتميز بها علي باقي شباب الكون كله لا يتصرف كحبيبك وصديق أخيك راجعي نفسك وحكمك عليه قبل الغرق فعلاً.