شبهة «الرشوة» تلاحق أعضاء «جولدن جلوب».. واتهامات بمجاملة «جونى ديب» و«أنجلينا جولى»
ريهام جودة
أنجلينا جولى وجونى ديب فى لقطة من فيلم «السائح»
شهدت مدينة السينما العالمية، حفل توزيع جوائز اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود «جولدن جلوب» (HFPA)، بحضور عدد كبير من النجوم الذين تلألأوا ربما لتوجيه الأنظار نحو بريق الحفل الكبير الذى ينتظره صناع الأفلام وعشاق السينما لمتابعة تتويج الفائزين بالجوائز سنويا، وبعيدا عن شبهات الرشوة، التى طاردت سمعة واحدة من أشهر وأعرق الجوائز السينمائية فى العالم قبل يومين فقط من الحفل، وهى المفاجأة التى فجرها مسؤولان سابقان فى العلاقات العامة، عملا فى «اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود»، ورفعا دعوى قضائية يهاجمان فيها أعضاء فى الاتحاد ويتهمانهم بالحصول على هدايا وامتيازات على سبيل الرشاوى من قبل سينمائيين، للعمل على ترشيح أفلامهم أو فوزها بجوائز الاتحاد.
واتهم «مايكل راسل»، المسؤول السابق فى العلاقات العامة بالاتحاد، فى دعواه، عددا من أعضاء «جولدن جلوب» باستغلال مناصبهم فى عقد صفقات «غير شريفة» للحصول على امتيازات ورشاوى تتمثل فى هدايا عينية وأموال وامتيازات سفر، كما جاء فى الدعوى إسناد وتمكين قنوات فضائية أقل شهرة من تصوير اللقطات واللقاءات للنجوم على السجادة الحمراء قبل وبعد حفل توزيع الجوائز، مقابل رشاوى مادية، حصل عليها رئيس الاتحاد «فيليب بيرك».
ورغم عدم تضمن الدعوى أسماء أى من الاستديوهات أو المنتجين الذين دفعوا تلك الرشاوى، فإن الدعوى القضائية شكلت إساءة خطيرة لسمعة الجوائز، خاصة أنها تزامنت مع موعد الحفل، والذى بدا أنه غير متأثر بذلك فى محاولة من مسؤولى الاتحاد للتماسك أمام تلك الاتهامات، حيث كانت الاستعدادات له تجرى على قدم وساق فى فندق «بيفرلى هيلتون»، بالرغم من الانتقادات التى طالت بعض ترشيحات الجوائز لهذا العام بالفعل، ومنها ترشيح «جونى ديب» و«أنجلينا جولى» فى فئتى التمثيل عن فيلم «السائح»، رغم الانتقادات السلبية للفيلم وعدم تحقيقه نجاحا تجاريا كبيرا فى شباك التذاكر.
ويطالب «راسل» فى دعواه بمليونى دولار، يؤكد أنها مستحقاته المتبقية من خدمة الاتحاد والقيام بحملة إعلانية ضخمة عن حفل توزيع الجوائز بعد الاستغناء عنه وشريكه «ستيفن لوكاسيو» عقب الحفل مباشرة العام الماضى، وفسخ تعاقدهما من قبل رئيس الاتحاد «فيليب بيرك»، الذى تجاهل تلك الادعاءات تماما ولم يدل بأى تصريح رسمى حتى الآن، واكتفى بالتعليق أن تلك المحاولات لإلصاق تهم غير شريفة به. وقال «تيموثى ماكجونيجل»، محامى المدعين، أن موكليه رفعا هذه الدعوى على أمل أن يتعامل معها أعضاء الاتحاد بجدية ويغيرون طرق عملهم والقواعد اللاأخلاقية التى يتبعونها لتحظى الجوائز بمصداقية حقيقية.
ورغم أن «جولدن جلوب» تعد مقدمة لجوائز الأوسكار ومؤشراً لها، فإن ترشيحاتها كانت محلاً للانتقادات التى وجهت لها خلال السنوات الأخيرة، بسبب عمليات الفساد ومجاملة بعض الفنانين الكبار، التى تشوبها. وردا على تلك الاتهامات، أكد «كين صانشاين»، مسؤول العلاقات العامة الحالى عن «اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود»، فى بيان صادر عنه، أن تلك الادعاءات غير صحيحة، وقال : هذه ليست سوى محاولة من شركة انتهى عقدها مع الاتحاد لكسب منافع جديدة من شهرة وسمعة الاتحاد.
ليست هذه هى الاتهامات الأولى من نوعها فى تاريخ اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود، المكون من ٩٠ عضوا، يعملون فى الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية، والذى يعقد منذ ٦٨ عاما، فقد شملت الدعوى أنه فى عام ١٩٦٠ خضع مسؤولو التصويت لاستجواب من قبل اللجنة الفيدرالية للإعلام، ولم يبث الحفل لعدة سنوات على الهواء مباشرة بعد اتهامات بعدم سرية عمليات التصويت وتسريب النتائج، وفى عام ١٩٨٠ خسر الاتحاد عقده مع قناة «CBS» ولم يبث أيضا بعد اتهام أعضائه بمجاملة ممثلة مغمورة وجديدة تدعى «بيا زادورة» ومنحها جائزة.
يبث الحفل سنويا منذ عام ١٩٩٦ على قناة «NBC»، إحدى أكبر الفضائيات فى أمريكا والعالم، وهو ما علق عليه «راسل» أنه كان جهدا منه لإكساب الجوائز مصداقية وجماهيرية كبيرتين بعد تلك الفضائح، وقد أكد «راسل» أن القناة تدفع ١٢ مليون دولار مقابل بث الحفل سنويا، فى حين انتهى عقدها فى الحفل الأخير أمس الأول (الأحد)، وأن المقابل قد يتضاعف إلى ٢٦ مليون دولار، فى حال وجود تعاقد جديد. من ناحية أخرى، يواجه الاتحاد مشكلة قضائية أخرى مع المنتج الفنى للحفل «ديك كلارك»، بعد اتهامه بالتعاقد مع قناة «NBC» مجددا، دون الحصول على موافقة من مسؤولى الاتحاد.