بعدما اخترته من دون الرّجال تركني دون سابق إنذار
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا قارئة وفية لجريدة "النهار"، في الخامسة والعشرين من العمر، حكايتي بدأت عندما تعرفت على شاب عن طريق الأنترنيت، وقد تعمدت فعل ذلك رغبة منّي في البحث عن زوج مناسب، فجمعتني الصدفة بهذا الشاب الذي يكبرني بثلاثة أعوام، فارتحت له دون غيره، لأنه كان شديد اللباقة واللطف والإحترام، تطور الأمر إلى الحديث عبر الهاتف، عرف كل شيء عنّي، وبعدما تطورت العلاقة إلى حب متبادل، طلبت منه أن يتقدم لخطبتي. فوعدني بذلك وقال: لن أجد أفضل منك زوجة لي وشريكة لحياتي، وكان دائم التواصل معي بالهاتف. بعد مرور سنة، فتحت معه موضوع الخطوبة والإرتباط من جديد فكان كثير الأعذار، وكنت أصدقه، والآن مرّ علي سنة ونصف ولم يتقدّم بخطوة إيجابية صارحت صديقتي بالموضوع، فقالت إنّه كاذب ولعوب لكنني لم أصدقها لأنه يحبني، وأنا متأكدة من ذلك لكن المشكلة عندما طلبت منه آخر مرة أن يحسم أمره للتقدم اختفى.
لقد عملت المستحيل لكي أتوصل إليه دون جدوى، أتصل به لا يرد، وأبعث الرسائل لأطمئن عليه فلا يجيب، سألت عنه أحد أصدقائه قال إنّه لا يعرف عنه شيئا، حتى توصلت إلى أخيه فقال إنه مشغول جدا، فسألت شقيقه الأصغر فقال إنه سافر، في الحقيقة يا سيدة نور أنا مستغربة لهذا الأمر، لماذا كل هذا الجفاء، لماذا لم يخبرني فأنا روحه كما كان يقول لي دائما، إنني قلقة عليه، وأخشى أن يصيبه مكروه فماذا أفعل يا سيدة نور.
ياسمينة/ عنابة
الرد:
لقد تلقيت الكثير عن مشاكل التّعارف والعلاقات بين الشباب من الجنسين عبر الأنترنيت، وحذرت الجميع، لكن يبدو أنّ بعض القراء لا يتعظون، فأنت ضحية أخرى من ضمن العديد من الضحايا.
إن كلام صديقتك صحيح، فهي كما قالت شاب كاذب ولعوب، ترفعي ولا تلقي بنفسك إلى الحضيض عن طريق الركض وراء شخص مخادع، فالشاب عندما يتعرف على الفتاة بهذه الطريقة، تأكدي أنه لن يقول الحقيقة، ربما يكون هذا الشخص متزوجا أو عاطلا أو من أصحاب السوابق، ففي كل الحالات هو شخص عابث ليس إلا.
عزيزتي إن كنت تبحثين عن زوج، فالزواج لا يكون بهذه الطريقة، إننا يمكن أن نخطط لكل شيء إلا الشخص الذي نتزوجه، لأن الزواج قسمة ونصيب من عند الله، يمكنك أن تسترجعي حياتك الآمنة بنسيان هذا الشاب اللعوب والتركيز على مستقبلك الشخصي والمهني، ولا تقلقي عليه ولا تفكري فيه لأنه بالتأكيد بخير، لكنه فعل ما فعل كي يتخلص منك حين لمس الجد والإلحاح في طلب التقدم لخطبتك، فاختصري أنت عليه كل هذا التعب وانسيه، ولا تبحثي عن الزوج بهذه الطريقة مرة أخرى، وأرجو أن يكون ذلك درسا لك.