هل أقبل بضعيف الشخصية قليل الحيلة فقط لأنني أحبه؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
بسبب ثقتي في جريدة "النهار"، وبعد أن تلقيت منك سيدتي نور عدة نصائح بخصوص مشاكل سابقة ، أود من جديد أن أستشيرك بموضوع آخر، حيث يأخذ حيزا كبيرا من تفكيري .
خطيبي شاب صامت وخجول وضعيف أمام أهله، لا أدري كيف أعالج هذه المشكلة، والتي لا تمثل بالنسبة له أي إشكال، بل يعتبره أمرا طبيعيا جدا، فهو دائم الصمت، يبدو وكأنه عديم الثقة بنفسه أمام الناس ولا يحاول أن يكون اجتماعيا أبدا، إذا سأله شخص عن أمر معين، فهو يجيبه بنعم أو لا ويكتفي بذلك.
كثيرا ما سمعت تعليقات من عدّة أشخاص تسيء إليه، لذلك فأنا أرغب أن يكون أكثر ليونة في تعامله مع الناس، إلا أنّه لا يحاول أن يغير نفسه، أو يطورها بشكل أو بآخر، كما أنّه ضعيف جدا أمام أهله، بحيث لا يستشيرونه بكثير من الأمور التي تخصه، حتّى المتعلقة بزواجنا وهذا الأمر يزعجني ، أريده أن يكون أكثر قوة وثقة بالنفس.
الرد:
عزيزتي ، أشكر لك ثقتك المقدرة وتقبلك لنصائحي بمثل هذا الإنشراح والارتياح، فهذا ما أتطلع إليه من قرائي الأحباء .
بالاطلاع على رسالتك حول طبيعة خطيبك الإجتماعية، وأنّه يبدو خجولا وصامتا وسلبيا في كثير من المواقف، أحب أن أقول لك إن مثل هذه الشخصية دائما ما تكون قد تربت في بيئة تسودها سلطة قوية، خاصة من جهة الوالدين ممن لا يتيحون لأطفالهم حرية التعبير عما في خواطرهم، ولذلك فإنه من الصعب تغيير هذا المسلك وتلك الطبيعة في مثل هذه المرحلة من العمر، أنت الآن في فترة الخطوبة ، وهي فترة اختبار فإن عليك محاولة قبوله على ما هو عليه، والتكيف مع سلوكه هذا ، طالما أنه يتمتع بصفات وأخلاق إيجابية تقيم بناء أسرة سعيدة بإذن الله .
أما إذا صعب عليك قبول ذلك على هذا النحو وتأكدت باستحالة استمرار الحياة معه على هذه الوتيرة، فمن الأفضل أن تكوني صريحة معه ومع أهلك، ومحاولة وضع الأمر في واقعه ومصارحة نفسك ومشاعرك، وبذلك يمكن لك اتخاذ القرار الصحيح، حول استمرار هذه الزيجة أو عكس ذلك .
وقبل أن أختم الكلام، أنصحك بمراجعة نظرتك، ومقارنتها بطبيعة حياتك أنت، وما تعودت عليه من سلوك في تعاملك مع الآخرين، فقد تكونين أنت من ذوي المزاج الذي تعشق المبادرة والتفوق والتميز.
وهذه الصفات لا أذكرها على أنّها سلبيات أو عيوب، بل أشير إليها، لما لها من أهمية في تحقيق توافق سليم وناجح بين زوجين سيعيشان معا ويتعاونا لبناء أسرة جديدة، ويقومان على تربية أبناء بإذن الله، حيث أن شرط الزواج الناجح هو توافق الطباع والميول، فهذا يساعد على استمرار الحياة الزوجية .