بحجة قراءة الفاتحة.. خطيبي يطمع في أمور قبل أوانها
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في الثلاثين من العمر مخطوبة منذ مدة قصيرة، وقد حددنا موعد عقد القران بعد شهر من الآن، في البداية كنت أشعر بالرّاحة مع خطيبي، ولكنّني الآن
لا أستطيع احتماله، ولا أطيق الجلوس معه، لقد حدث بيننا الكثير من النقاش حول عدّة أمور، أحيانا كنّا نتفق وأحيانا لا، ولكن المشكلة تكمن في طريقة التّفكير، فأنا متمسكة بالعادات والتقاليد، وهو يحمل جزء من التّفكير الغربي، ويريد أن يتصرف معي على هذا الأساس، فهو بقراءة الفاتحة يعتبر أنّنا أصبحنا زوجين، فعقد القران عنده مسألة شكلية ليس إلا، فأرجو أن تنصحيني في كيفية التصرف معه؟
منيرة/ المسيلة
عزيزتي، لماذا كنت تشعرين بالرّاحة في البداية؟ ولماذا انقلبت المسألة فأصبحت لا تطيقين الجلوس معه أواحتماله؟
يبدو أنّ القضية مجرد اختلاف حول العادات والتقاليد التي تتمسكين بها، بينما يريد هو التملص منها وإلى أي درجة يريد ذلك.
حبذا لو كانت المعلومات مستوفاة، فإن هذا أفضل من شذرات مبتورة تحيل السؤال إلى لغز أحتاج إلى فك طلاسمه، بدلا من كونه مشكلة محدّدة المعالم، نتعاون للتعامل معها.
تقولين حدث بيننا نقاش حول عدّة أمور، وأحيانا نتفق وأحيانا نختلف، فما هي هذه الأمور؟ وهل هي أمور أساسية، وهل الخلاف في إطار المشروع وغير المشروع، ما يجوز وما لا يجوز أم أمور أخرى؟
عزيزتي؛ ليست كل العادات والتّقاليد صحيحة واجبة التّنفيذ، وليس كل التّفكير الغربي مدانا بواجب الإجتناب.
أحتاج إلى معلومات أوضح، وتحتاجين إلى حوار هادئ ومتأمل مع نفسك، ثم مع خطيبك لوضع النقاط فوق الحروف، يفهم هو وجهة نظرك، وتفهمين وجهة نظره، ثم بعد ذلك لا تنازل أو التنازل حسبما يقتضي العقل والشرع، فالحب الحقيقي يتضمن التنازل بالطبع، فيما يمكن التنازل عنه.
أما حدود العلاقة بينكما في مرحلة الخطوبة فهي التحاور، والتعامل في إطار الأسرة والبيت، تتعرفين عليه أكثر، ويتعرف عليك في هذا الإطار، وهذا بالطّبع يتحمل أن تقررا، أو يقرر أحدكما عدم الإستمرار، ولكن عن وعي وفهم، ويكون هذا القرار - إذا ما صح - في مصلحة الطرفين، وقبل أن يتورطا أكثر، ويصعب اتخاذه.
أرجو أن تستثمري هذه النصيحة في إنجاز ذلك، ولا ينال منك شيئا قبل أوانه، فبينكما مجرد وعد بالزواج قد يتم وقد لا يتم، أعتقد أنّك تحتاجين لوقت أطول من شهر، وفي إطار الحوار والتفاهم إما أن يحدث تجاوب من الطرفين فتستمر العلاقة، وإما أن يرفض أحدهما أو كلاهما الإستمرار كما أسلفت الذكر، وفي كل الأحوال هناك أمل، وهناك ألم، وهكذا ينضج الإنسان عبر خوض التجارب، وتراكم الخبرات، أليس كذلك عزيزتي.