الحياة الطيبة السعيدة هي مجموعة من التنازلات الحكيمة
أنت الآن تعيشين واقعا تتحملين جزءا من مسؤوليته، لأن أحدا ما لم يجبرك على الزواج، والزواج تم باختيار كامل منك ومن أهلك، ودعي مسألة النضج الذي تأخر، جانبا في مناقشتك لنفسك، لأن ذلك لا يعفيك من تحمل مسؤولية خياراتك.
لديك الآن أولادا، أنت مسؤولة أخلاقيا أمام نفسك، أولا أن تجتهدي في توفير حياة مستقرة لهم، في ظل رعايتك أنت ووالدهم.
والأمر يبدأ من نظرتك إلى الأمور، أين إيجابيات زوجك؟ ولما قصرت حديثك على تدني مستوى المعيشة؟، أين دورك كأم في استكمال ما نقص من الأب، أو العمل من أجل مساعدة زوجك على تكاليف المعيشة الجيدة.
عزيزتي، الإستسلام للظروف، وذكر السلبيات أمر يبدو أنه بسيط، لكن هو في الحقيقة عميق الأثر في تشكيل نفسيتنا، وجعلها تغرقنا في المرض، المرض الروحي والمرض الجسدي، ولك الخيار أن تستمري كذلك، أو أن تتعاملي مع حياتك بشجاعة وصبر وحسن إدارة، واستثمار للإيجابيات، اجلسي مع نفسك بهدوء، واكتبي إيجابيات حياتك، وتقربي إلى الله قبلها بالصلاة، تطلبين منه العون والسداد والقدرة على رؤية الإيجاب في حياتك، فكري في سيناريوهات مختلفة للحياة التي تعيشينها، واربطي كلا منها بمسؤوليتك الأخلاقية تجاه نفسك وتجاه أولادك، وتجاه زوجك، فإذا ما صفت نفسك، واستطعت أن تتحدثي مع زوجك بروح لا نقمة فيها ولا تأفف، حينها مدي جسورا للحوار بينكما في كل المسائل التي تقلقك ماديا وجسديا، لتستطيعا تحسين حياتكما بدون أن تضغطي على كرامته، لأن في ذلك تدمير لعلاقتكما.
ثم إن مسألة الحق في المعاشرة، إن لم تحل بعد كل ما ذكرته لك، فحينها وازني بين الأمور، ولا تغفلي أن الحياة الطيبة هي مجموعة من التنازلات الحكيمة.
عزيزتي، أسأل الله لك أن ينير بصيرتك، ويحميك، وييسّر لك الحياة الجيدة التي ترجينها لنفسك وأولادك.