رغم أن علاقات زوجتي بريئة إلا أنها بالنسبة إلي مصيبة
أردت أن أطلعك على هذا السر أختي نور، لحكمتك وسعة عقلك وقلبك، فلو أخبرت غيرك لجعلني ديوثا وما أنا بديوث.
فماذا عساني أفعل وأنا لي من زوجتي أطفال وأهلها كرام، فلا أريد أن أفجعهم في ابنتهم، كما أن سبعة عشر سنة لا يمكن أن تنسى بسهولة، رغم ما فيها من أصناف المشاكل والإختلافات.
زوجتي يا سيدة نور، تكلم الرجال في الهاتف، مع العلم أن جميع مكالماتها من باب الفراغ والتسلية ولم ولن تتطور، لأنها مكالمات تافهة وأنا أدرك جيدا أن زوجتي لا يمكنها أن تقدم على خطإ أكبر من هذا، إلا أنني احترق في صمت، فماذا أفعل؟
إنها تفعل ذلك مقابل أنها كانت تراني أشاهد أفلام إباحية أو صور خليعة على الأنترنيت، رغم أنني حاولت أن أشرح لها أن الأمر مختلف، والفرق بين هذا وذاك أنني الآن قد أعلنتها توبة لله، إلا أن الشك لا يفارقني في زوجتي، ترى ما هو الحل، هل أطلّقها وأرتاح أم أمنع عنها الهاتف، إنني في حيرة من أمري ولا يوجد أحد أشكو إليه همي وحزني فالأمر في غاية الصعوبة، فكيف أقول إن زوجتي تخونني حتى لو أنها لم تصل للخيانة العظمى، أرجوك ساعديني، أحيطك علما أنني عرفت المسجد عن طريق هذه الزوجة ورغم أنها هي التي حببتني في الصلاة، إلا أنها تحبذ هذه المكالمات العابرة والدردشة من أجل التسلية ليس إلا.
إنني والله يا سيدة نور لم أفضحهَ، رغم أنني ألقيت عليها القبض أكثر من مرة تهاتف غيري، إلا أملا من الله سبحانه وتعالى أن يسترني كما سترتها.
عيسى/ الوسط
الرد:
سيدي، إنه لمؤلم جدا ما سمعته منك عن سلوك زوجتك، إذ لا يمكنك أن تفتي بمشروعية أفعالها تلك، لأنها لا تليق بالمرأة المتزوجة وحتى العازبة.
بخصوص التصرف في مثل هذه المواقف، فحسنا فعلت بضبط أعصابك وتمالك انفعالك ومحاولة البحث عن حل لمشكلة زوجتك، فهذا الإتجاه هو عين العقل، إذ يجب عليك أن تستر عليها وأن تسعى إلى إصلاحها فهي في أمس الحاجة إلى وقوفك معها الآن حتى ترجع إلى رشدها وتثوب إلى ربها وتبدأ صفحة جديدة مع عهد العفاف.
سيدي، لقد فسرت سبب جنوح زوجتك على أنه رد فعل لتصرفك السابق بمتابعتك لأشياء غير أخلاقية في التلفاز، فمن المعلوم أن الزوج قدوة لأهل بيته ومنهم زوجته، فمتى ما أخطأ كان ذلك مؤثرا تأثيرا سلبيا في توجه وسلوك أسرته، وهو دافع كبير للزوج لكي يراقب نفسه ويحاسبها فهو مسؤول عن رعيته، وكلما صلح واستقام حفظ الله أهله وحماهم من الشرور والآثام.
زوجتك حاليا في حاجة ماسة وعاجلة إلى توفير مايلي:
القيام بالأعمال الصالحة لأنها تعيد بناء الإيمان في القلب، وتضخ وقود التقوى إلى النفس، وتصنع مخافة الله تعالى في الإنسان، فمتى رأتك زوجتك على هذه الحال حاولت الإقتداء بك، ثانيا إشباع عاطفة الزوجة، وذلك بالإقبال عليها والتحدث معها بشغف، وتلبية حاجاتها، والترفيه عنها والثناء عليها، وعدم الغفلة عن همومها.
يجب عليك أيضا، أن تتكلم معها حول ما تقوم به من فعل خاطئ، وأن تذكرها بالله، وكن حازما معها في التوجيه، حيث لا تشعر أنك خائف من نصيحتها أو محرج منها، بل كن واثقا مما تقوم به.
أسأل الله أن يؤلف بينكما، ويهديكما إلى سواء السبيل.