الكل يهملني وكأني غير موجودة بينهم
تحية طيبة وسلام حار أبعث بهما إلى جريدة « النهار »
وأخص بالذكر السيدة نور أما بعد: أنا سليمة من المدية أرجو أن أجد لديك حلاً مقنعا لمشكلتي، تزوجت وأنا في العشرين من عمري، والآن مضى على زواجي أربع سنوات أنجبت خلالها طفلاً، المهم في الأمر أنني تزوجت به من غير رضا أهله، لأنهم كانوا يريدون تزويجه من ابنة خالته وهو لا يريدها، لامني أهله وصار الذنب ذنبي في كل ذلك. كنت أظن أنهم سوف يتغيرون من جهتي عندما أنجب طفلا لكن ذلك لم يحدث، وظل الكل ينظر إلي نظرة الحقد والكره واللوم، الكل يهملني وكأنني غير موجودة بينهم.
المؤلم حقا أن زوجي صار مثلهم، بالرغم من أنني زوجة مثالية حاولت أن أفعل كل شيء لأبدو زوجة رائعة لكن بلا فائدة، وتفاقمت المشاكل وتعمقت الخلافات بيني وبين زوجي لدرجة أننا وصلنا إلى طريق مسدود، تحملت وصبرت ورضيت بالعيش في بيت أهله، لعدم إمكانيته لتوفير مسكن مستقل عن أهله لضيق الحال، فكرت في الطلاق بعد أن ساءت حالتي النفسية، أنا لم أطلب غير زوج يحبني ويحترمني، ويقدم لي كل حقوقي الزوجية، ويجعل أسرته تعترف بي، فأنا لم أحصد من هذا الزواج سوى المرارة والتعاسة والهم. والآن، أنا حائرة لا أعرف كيف أتصرف.
سليمة/ المدية
الرد:
واضح يا عزيزتي أن علاقتك بزوجك تفتقر إلى الكثير من عناصر النجاح والإستمرار، التي يجب أن تسود العلاقة الزوجية، كالإحترام والمودة والرحمة وحتى تعيشي حياة زوجية هنيئة ومستقرة، يجب أن يكون هناك رضا وتفاهم وتقارب بين الطرفين اللذين يقيمان هذه العلاقة الزوجية. كما فهمت من رسالتك أنك تشعرين بأن زوجك لا يحبك وإنما يعتبرك عبئا عليه، كما أن أهله لا يتقبلونك ولا يرغبون في التواصل معك، أو دمجك في عائلتهم، بالرغم من كل هذا فأنت تبذلين كل ما في وسعك بغرض وجودك كزوجة وكأم، لكنك لا تجدين أي تجاوب لا من زوجك ولا من عائلته، ثم تجلسين عاجزة وتحلمين وتتمنين أن يحبك زوجك، ويفرض على أهله احترامك لكن ليس هكذا تُحلّ الأمور، بل حاولي أن تصلي معه إلى اتفاق يرضيكما أنتما الإثنان ولا يبخس أي أحد منكما حقوقه، راعي أن يكون الحوار بينكما يتسم بالهدوء والمنطق وتجنبي أسلوب اللوم والتجريح، من حقك أن تدافعي عن حقوقك بكل حزم وبكل منطق، فإن وجدت جهودك صدى لدى زوجك وتجاوب معك، وتفاهمتما على إيجاد حل وسط بينكما كان ذلك خيرا لكما، أما إن رفض الإستماع إليك وتجاهلك ولم يبد أية رغبة في إيجاد حل لمشكلتكما معا، فاستعيني بأحد العقلاء من عائلتك أو من عائلته ليتحدث معه من أجل الإصلاح بينكما، وإن فشلت كل المحاولات فاسألي نفسك ما جدوى بقاؤك مع رجل لا يكن لك أي حب وأي احترام؟
وإلى متى أنت مستعدة للتحمل والصبر، فكري جيدا وادرسي الأمر ثم خذي القرار الذي هو في مصلحتك، فأنت أدرى بظروفك وبأحوالك، المهم أن يكون قرارك بعد دراسة وتأنٍ، فيه ما يريحك ولا يجعلك تعانين أو تندمين.