هل أترك خطيبتي لأجل فتاة رفضتني في الماضي ورغبة بي في الحاضر
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
سيدتي الفاضلة لأني لم أجد من يساعدني في تجاوز محنتي، ها أنا أراسلك وكلي أمل أن أجد الحل بحوزتك.
عندما كنت أدرس بالجامعة تعلقت بزميلة إلى حد العشق والهيام، لكني عندما صارحتها بالأمر رفضت الفكرة وأكدت أنها تحبني في إطار لا يخرج عن الأخوة والزمالة، فكانت صدمتي كبيرة لأنها أول حب في حياتي.
لقد أحببتها رغم أنها مخطوبة لآخر، لكن الشيء الذي دفعني لعرض الحب عليها والعلاقة الجدية، ما سمعته من أخبار أنها لا تحب الخطيب، الذي فرض عليها من طرف الأهل، المهم أني من فرط الصدمة وحتى أعيد الاعتبار لنفسي، خطبت فتاة أخرى من اختيار والدتي، ولا أنكر أنها قمة في الرقة ومنتهى الأدب وبدأت تدريجيا أشعر بالميل إليها،
لولا أن الحبيبة الأولى ظهرت من جديد في حياتي، بعدما أخبرتني أنها حرة لأنها رفضت الزواج من ذلك الخطيب
لا أخفي عليك سيدتي نور أنها حركت مشاعري من جديد، لكني لم أفهم إن كانت تحبني، خاصة أنها تهاتفني مرة وتقاطعني مرة أخرى، وحجتها في ذلك أنه على القيام بخطوة التقرب منها، إن كنت حقا أحبها، كما أنها كما أنها تظهر الكبرياء والدلال، لذلك لم أجد السبيل للتعامل معها، علما أنها استطاعت أن تلهب نيران حبها في قلبي من جديد، فماذا أفعل هل أترك خطيبتي لأجلها؟
إلياس / بجاية
الرد:
عزيزي، إن الحياة تمضي بحلوها ومرها، وكل يوم يطلع على ابن آدم يقول له أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد، أسألك سؤالا صريحا، لو جلست مع نفسك، تحاسبها وتسألها بصراحة، وهي تذكر تماما الحديث النبوي الذي يقول، الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس، هل تحس بالرضا تجاه هذه العلاقة ؟ هل تحس أن ما تقوم به يرضي الله ؟ ألا تعتبر أن استمرار التواصل مع تلك التي كنت تستلطفها أيام الجامعة، ولم تكن تبادلك نفس المشاعر، وقد تكون هي صديقة لمجموعة من الشباب و الزملاء ، ألا تعتبر أن استمرار التواصل معها فيه خيانة لتلك التي ارتبطت بها وخطبتها ؟
ماذا لو قال لك أحدهم إن خطيبتك الحالية، تتصل أو يتصل بها أحد الشباب، هل تقبل بهذا ؟ والأمر منذ البداية بني على خطأ، ومن جهة أخرى لاحظ معي، أنت كنت تجري ورائها وهي كانت تجري وراء آخر وخطبت له وعندما صدمت أنت بالحقيقة ذهبت لتهرب وتخطب أخرى، لمجرد انك تريد أن تهرب من صدمتك، ومن ثم هي عندما خسرت من كانت تطارده عادت إلى من كان يطاردها، تتصل به مرة وتتدلل عليه أخرى، لتحافظ على كبريائها وتسقطه بشباكها ، وتقول له أنت من جرى ورائي و بذل الجهد ليحصل على رضاي ، وتكون صاحبة السيطرة ، وما ذنب تلك المسكينة التي خطبتها ، وهي لم تؤذك ولم تفعل لك ما يغضبك ، سوى أن شيطانك يلاحقك بتلك المنفتحة في علاقتها، والتي علمتنا التجارب والخبرات وقبلها أحكام الدين أن نحذرها ونحذر أمثالها فهن سبب الفتنة وسبب الضياع .
لذلك أتمنى أن تتمسك بخطيبتك واقطع سبل الاتصال بتلك الفتاة، واتق الله في نفسك والله معك .