جعلوني دايوث لأنّي رفضت إشهار دليل شرف زوجتي
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا حسين من المسيلة في الخامسة والثلاثين متزوج منذ خمس سنوات، لم أشعر خلالها بالسعادة، لأنّي في الماضي لم ألتزم بتعاليم العادات السيئة التي تمليها علينا المنطقة، والمتمثلة في إشهار دليل شرف العروس ليلة الزواج.
بما أنّي يا سيدة نور ترفعت عن هذا الأمر، واعتبرته من خصوصياتي ورفضت أن يطلع عليه غيري كفرا مني بتلك العادة السيئة، لما تحتويه من خزي وقلة حياء، فإن الكل مازالوا يتهمون زوجتي، بأنّها ليست شريفة، وأول هؤلاء والدتي سامحها الله، مما جعلني أعيش حالة نفسية متردية، انعكست آثارها علي، فلم أعد أقوى على النوم. وكل ما يشغل بالي أحاديثهم التي تمسّ شرف زوجتي، إنني أعيش الحيرة، ومازلت رغم مُضي كل هذه المدة، لم أتخلص من هذا الهاجس الذي عكّر صفو حياتي، فما عساني أفعل لأتخلص مما أنا فيه؟
حسن / المسيلة
الرد
تلعب الموروثات الشعبية دورا في حياة المجتمع، ولكن بفعل التقدم العلمي وازدهار الوعي الإجتماعي، فإن كثير من تلك الموروثات والعادات الإجتماعية التي لا يقرّها العقل ولا الواقع بدأت بالزوال، ومن هذه العادات البالية المندثرة عادة ( إشهار دليل العذرية ليلة الزواج )، إثباتا على شرفها كراما لعائلتها.
كما ذكرت في رسالتك أن هذا الأمر خاص بكما، أنت وزوجك وخاص جدا، فما دمت لا تشك إطلاقا في شرف زوجتك، فلا تلقي اهتماما لما يقال، ودع ذلك جانبا ولا تلتفت إليه، وعليك أن تبحث عمن تثق به من أقارب والدتك، ممن يتصف برجاحة العقل والقدرة على الإقناع والتأثير على والدتك، لحملها على عدم الإستمرار في التشهير بزوجتك لدى الآخرين، والكف عما هي فيه من عداء لزوجتك، ولكن عليك توخي الحذر والحرص الشديد، في ألا تقدم على ما يغضب والدتك منك.
ولكي تتخلص من الوساوس وكثرة التفكير في ليلة العمر وملابساتها، عليك أن تلجأ إلى الخالق سبحانه وتعالى بالصلاة والدعاء والتقرب إليه في السراء والضراء، وإذا كان في إمكانك فلتنتقل إلى مكان آخر خارج مدينتك، كنوع من تغيير الظروف، وللخروج من العزلة التي وضعت نفسك أنت وزوجك بين جدرانها.
وفي حالة كثرة الوساوس وزيادة شدتها، لدرجة قد تشكل إعاقة بالنسبة لك، فليس هناك ما يمنع من مراجعة الأخصائي النفسي، ستجد الجلسات النفسية ما يساعدك على استعادة الإطمئنان وإعادة توازنك النفسي الذي اختل، وقد يصف لك الطبيب النفسي بعض المهدئات البسيطة، التي تساعدك على النوم والتخلص من التفكير القهري.
تصوري الشخصي أن هذه الأزمة لها جانب إيجابي ربما أنك قد لمسته في تفاعلك مع زوجتك، التي ستزداد حبا وإخلاصا لك، كونك قد وقفت في وجه الجميع لأجلها، وفي كل الأحوال فإن معظم العقلاء ينصحون بأن لا يلتفت الزوج أو الزوجة إلى ماضيهما، بل ينظران إلى الأمام نظرة تفاؤل وأمل، تمنياتي لكما بحياة سعيدة.