تحذيرات علمية من التداوي ببعض الأعشاب

تحذيرات علمية من التداوي ببعض الأعشاب



المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أوضح أن 3 في المائة من التسممات سببها "الحرمل"

"قد تربك الأعشاب عملية الهضم، وتؤثر سلبا على الكلى، وتبطئ نبضات القلب وذلك نتيجة استخدامها العشوائي..."، هذا ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي أجريت في موضوع التداوي بالأعشاب.
واعتبرت الدراسات ذاتها أن الاستخدام الخاطئ للأعشاب في العلاج بات ظاهرة عالمية تجتاح العالم المتقدم والنامي، رغم التطور الكبير الذي شهدته المعدات الطبية في الكشف عن مخاطر الأعشاب، وأيضا رغم حملات التوعية عن سلبيات هذه المواد الطبيعية.
وفي هذا الصدد حذر المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية من التداوي ببعض الأعشاب كـ"الحرمل"، مضيفا أنه استقبل عددا من الحالات أصيبت بالتسمم بهذه المادة.
وأوضح المركز أن 3 في المائة من مجموع التسممات التي يتوصلون بها سنويا، تخص التسمم بـ»الحرمل» وأعشاب أخرى، مشيرا في تقرير أصدره سابق أن تلك النسبة تبين أهمية وخطورة استعمال تلك الأعشاب.
وأكد المركز ذاته على ضرورة القيام بتوعية شاملة للحد من وقوع البعض في التعاطي لهذه "العشبة" سيما أنها تهدد صحة مستعمليها.
وفي هذا الصدد، قال نور الدين سقاط أخصائي في الحمية والتغذية الصحية، إن استعمال الأعشاب كـ"الزعتر" و"الكروية" و"الحبة السوداء" يمكن أن يعالج بعض الأمراض كعسر الهضم وإزالة الانتفاخ، مضيفا أن المضر بالصحة هو تجاوز المريض في استعمالات المقادير المسموح بها أو المطلوبة للتداوي.
وأوضح الدكتور في حديثه مع "الصباح" أنه من الممكن أن تنتج عن تناول بعض الأعشاب، أضرار بالغة، مشيرا إلى أن بعض الأعشاب يمنع بتاتا استعمالها باعتبار أنها تندرج في خانة الأعشاب السامة.
وفي ما يخص استعمال المواد المكونة من الأعشاب، قال سقاط إن جل الأدوية الغير مرخص لها والتي تباع في أماكن غير الصيدليات تبقى في دائرة المشبوهات، من بينها الأدوية مجهولة التركيب، الأمر الذي يصعب معه التأكد من صلاحيتها ومكوناتها.
وأضاف أخصائي الحمية والتغذية الصحية في حديثه مع «الصباح» أن المراحل التي يمر بها الدواء المرخص له تبقى مراحل كثيرة وطويلة وخاضعة لمراقبة وشروط لا يمكن تجاوزها، هذا ما لا نجده في تلك الأدوية التي يؤكد أصحابها أن مكوناتها من الأعشاب الطبيعية، والتي يمكن أن تباع حتى على أرصفة الشوارع.
وأضاف سقاط، أن بعض الأعشاب يمكن أن تساعد في علاج بعض الأمراض بدون علاجها بصورة نهائية، إلا أن مزجها مع مواد مجهولة التركيب يمكن أن يؤدي إلى ظهور أمراض أخرى مزمنة .
وأكد سقاط، أنه بسبب أدوية مجهولة المصدر بمكونات عشبية فقد العديد من السيدات حملهن وأصبن بتغيرات هرمونية تسببت في أعراض عديدة، يمكن أن تكون خطيرة جدا.
وأرجع الدكتور ذاته السبب الرئيسي وراء تعاطي المرضى لتلك الأدوية بشكل كبير خصوصا عند الأشخاص الدين يعانون من الأمراض المزمنة، إلى فقدان الأمل في العلاج، بالإضافة إلى تكلفة الأدوية الباهظة:" يلجأ المريض إلى التداوي بالأعشاب بعد أن يفقد الأمل في الأدوية الحديثة".
ومن جانبه، قال زكرياء(25 سنة) إنه يفضل استهلاك الأدوية الكيماوية على أن يعالج بالأعشاب، ذلك لأنه يثق في الطب الحديث، مشيرا في حديثه مع "الصباح" إلى أنه لا ينكر أن لبعض الأعشاب منافع كثيرة، وأنه كان يستهلكها في الصغر تلبية لطلب والدته.
واعتقدت حليمة (42 سنة) أن الكثير من المغاربة يؤمنون أنه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات، معتبرة أنها من تلك الفئة.
وأضافت في حديثها مع "الصباح" أن الطب الحديث جاء بالجديد، ولكن يبقى مصدره هو الأعشاب، معتبرة أن ما يقال عن التداوي بالأعشاب هو فقط تخويف وكلام لا أساس له من الصحة.

إيمان رضيف