عبد السلام أحيزون.. رجل المليون أورو

عبد السلام أحيزون.. رجل المليون أورو





ما كاينش شي باطرون فالمغرب كيشد بحال عبد السلام أحيزون. براتب سنوي وصل سنة 2009 إلى 1.45 مليون أورو, رئيس المجلس المديري ل "اتصالات المغرب" هو أغلى باترون في القطاعين العام و الخاص بالمغرب, وحتى فالمغرب العربي. الأرباح الخيالية لشركته ( 9 ملايير درهم سنة 2009) تشرح ذلك. "نيشان" حققت في مسار رجل أعمال استثنائي.

منذ أبريل الماضي و شيء ما يقلق عبد السلام أحيزون. مرتادو البناية الزجاجية الزرقاء المميزة, بشارع النخيل بحي الرياض بالرباط, حيث يوجد المقر الرئيسي ل "اتصالات المغرب" يعرفون أن لا شيء يمكن أن يقلق أحيزون أكثر من انشغاله بتطوير أرباح الشركة التي يرأس مجلس إدارتها. باطرون "اتصالات المغرب" سيجد نفسه لأول مرة مجبرا, بداية من يوليوز المقبل, على دفع ثمن أكبر لمنافسه الأول "ميدتيل" وكذلك للمنافس الفتي "اينوي", بعدما أصدرت "الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات" قرارا يقضي بخفض التعريفات البينية التي يؤديها الفاعلون في القطاع بيناتهم.
من يعرف الرجل يدرك أن ملامح بشرته السمراء تنقبض أكثر حين يحس بأن أرباح الشركة السنوية ستمس ولو بنسبة قليلة.

الأرباح الخيالية التي يحققها هي التي جعلت من "اتصالات المغرب" أول شركة للاتصالات بالمغرب العربي ومنحته صفة أغلى باترون بالقطاعين العام و الخاص بالمغرب, براتب سنوي وصل سنة 2009 إلى 1.45 مليون أورو. أحيزون الذي دخل قطاع الاتصالات كموظف ما جاش ووصل لهاد الشي غير هاكداك.

ولد القبيلة

ابن تيفلت, الذي ولد بقرية سيدي عبد الرزاق سنة 1955, ظهر عليه التفوق منذ صغره. تفوق يعترف به من درسوا مع أحيزون, وحتى من لم يدرسوا معه وصلتهم أصداء من زملائهم بأنه تلميذ "ذكي و كيقرى مزيان", يقول ابن منطقته حسن عاطف. المنطقة التي ينتمي اليها أحيزون هي التي أنجبت المناضل الراحل ادريس بنزكري, الذي ما زالت تتذكره القبيلة ويتذكره أحيزون الذي كان تلميذا له في قسم اللغة الفرنسية. يتذكره بالخصو حين سيغيب فجأة سنة 1974 عن القسم, بعد اعتقاله على خلفية نشاطه السياسي وانتمائه ل "منظمة إل الأمام". سنوات بعد ذلك, سيصبح أحيزون عضوا في مؤسسة أستاذه بنزكري بعد رحيله.

بعد حصوله على شهادة الباكالوريا بامتياز, سيرحل عبد السلام أحيزون إلى فرنسا, ليحصل سنة 1977 على دبلوم مهندس من "المدرسة الوطنية العليا للمواصلات" بباريس و عمره لم يتجاوز22 سنة. حين سيعود إلى المغرب سنة 1978, سيجد القبيلة تستقبله في أول وظيفة له بالسلك العمومي بالمغرب. "قطاع البريد كان قلعة ديال حزب "الحركة الشعبية" فالوقت اللي جا فيه أحيزون للبريد", يقول إطارفي نفس القطاع. وقت عودة أحيزون إلى المغرب كان زعيم "الحركة الشعبية" المحجوبي أحرضان وزيرا للبريد والمواصلات. داخل هذه الوزارة, عرف أحيزون كيف ينتقل من منصب لآخر بلا صداع الراس. "السيد كان كيخدم بزاف وكيتجنب الصداع", يضيف المصدر نفسه. هذه الصفات جعلت أحيزون يتقلد بين 1980 و 1987 منصب مدير الخطوط, وبين 1980 و 1983 أضحى رئيسا لمصلحة البث, قبل أن يصبح مديرا للمكتب الوطني للبريد و المواصلات إلى حدود سنة 1995 وسيعود لنفس المنصب خلال عامي 1997 و 1998. في هذه السنة, سيعرف قطاع الاتصالات تحولا مهما سيلعب فيه أحيزون دورا كبيرا. "التحولات الكبيرة التي شهدها قطاع الاتصالات لعب فيها أحيزون دورا كبيرا. كان فيها حكما وأصبح خصما بعد ذلك", يقول الباحث في قطاع الاتصالات يحيى اليحياوي الذي اشتغل في القطاع من بداية التسعينات إلى حدود 2008. "المكتب الوطني للبريد والاتصالات" سيحل ليخرج من رحمه "بريد المغرب" و "الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات", ثم "اتصالات المغرب", الفاعل التاريخي للاتصالات في المغرب, الذي سيصبح أحيزون رئيسا مديرا عاما له. من تما غادي يبدا ثورته الهادئة لتحويل مؤسسة عمومية بيروقراطية التسيير إلى مقاولة تجني الأرباح الخيالية. كيفاش؟

عالم جديد يناديكم

خلال أحد اللقاءات التي جمعته بطلبة جامعة الأخوين, قال أحيزون׃ "ليس المهم هو تغيير نمط التسيير ولكن العقليات والسلوك". باش يبدل العقليات, أطلق عملية كبرى للبحث عن الكفاءات الشابة وتشغيلها ب "اتصالات المغرب". حاليا يشتغل بالشركة حوالي 11 ألف عامل, 36 في المائة منهم يقل عمرهم عن 40 سنة. في السلوك غادي يبدا براسو هو اللول. حسب عدد من العاملين معه, فإن أحيزون كيجي ديما بكري وما كيخرج من البيرو حتى للعشرة ديال الليل. الكثير من العاملين معه كيدخلهم العجب حين يرون باطرونهم يلتحق بأبنائه الثلاثة بمطعم مقابل لمقر الشركة باش يشوفهم ويتغدى معاهم. أكثر من ذلك,يقول أحد الموظفين, فإن الرجل أبان عن تواضع كبير في تعامله مع أطر و موظفي شركته؛ "بزاف ديال المرات كيصادفوه الموظفين فالسانسور وملي كيشوفوه وكيرجعو اللور كيطلب منهم يطلعو معاه فنفس لاسانسور". ما يقال عن أحيزون أنه رجل متعجرف و سلطوي ينفيه المستشهر نور الدين عيوش, الذي اشتغل معه لسنوات في إشهارات لنفس الشركة, إذ يقول: "أحيزون كيسمع, وعندو قدرة عجيبة على التأثير فالآخرين و تحفيزهم على العمل". ولكن يلا مرض شي واحد لا تقبل منه شهادة طبية الا يلا كان فيه شي مرض معدي ولا دخل للصبيطار, كما يوضح مصدر نقابي ل "نيشان". شوية ديال الرحمة ما فيها باس آ السي عبد السلام. وزير سابق ممن يعرفون الرجل جيدا, اتصلت ب "نيسان" لمعرفة رأيه حول أحيزون فقال: "واش مشيتو شفتوه فالبيرو ديالو؟". حين أجبناه بأن الأمر كان مستعصيا نظرا لوجوده خارج أرض الوطن, رد هذا المسؤول قائلا: "كون شفتو البيرو ديالوغتعرفو بأن الرجل هو رجل ديال العمل, لأن المكتب ديالو فالطابق الخامس صغير ومتواضع وحداه قاعة ديال الاجتماعات اللي كيجتمع فيها مع أطر و ضيوف الشركة". لن ذلك لا يعني أن الرجل متساهل في عمله مع المخالفين والمتكاسلين؛ فعقب عطب تقني أثر على مستعملي أرقام حساسة في عيد الفطر لسنة 2008 قام أحيزون بإجراء تغييرات جذرية في هيكلة وتنظيم الشركة.

الصفة اللصيقة بأحيزون هي لأنه شرس حين يعلق الأمر بالمنافسة الاقتصادية. سنة 1999 ستشهد منعرجا داخل شركة "اتصالات المغرب"؛ فبعد الإعلان عن دخول فاعل جديد في قطاع الاتصالات هو "ميديتيل" ظن الكثيرون أن العصر الذهبي لشركة "اتصالات المغرب" أصبح في مهب الريح, على اعتبار أن الفاعل الجديد جاء ليقدم عروضا مغرية. لكن أحيزون كان مستعدا على نحو جيد لهذا الحدث, حيث نزلت شركته بعرض "جوال", الذي لم يكن له مثيل من قبل بالمغرب. العرض سمح للشركة بجلب زبناء جدد كان يفترض أن يكونوا زبناء للشركة الجديدة. "أحيزون يملك حسا مقاولاتيا خارقا, فعرض جوال كان جاهزا منذ مدة, لكنه فضل عدم إخراجه إلى حيز الوجود إلا في الوقت المناسب", يقول إطار في شركة "ميديتيل". بعد ذلك بسنتين, سيبيع المغرب حصة ٪ 35 من رأسمال شركة "اتصالات المغرب" بمبلغ 23.3 مليار درهم لشركة "فيفاندي" لن تجد أفضل من أحيزون ليقود سفينتها بالمغرب وتصبح المالك الرئيسي ل "اتصالات المغرب" بعدما باعت لها الدولة المغربية 16 في المائة أخرى من رأسمال الشركة بمبلغ 12.4 مليار درهم سنة 2004. سنة بعد ذلك, ستلحق "فيفاندي" عبد السلام أحيزون بمجلس إدارتها. السيد بين حنٌة يديه مزيان باش وصل لهاد المنصب. بعض المقربين من أحيزون يِؤكدون أن الرجل يخوض حروبا داخل مجلس إدارة شركة "فيفاندي" للدفاع عن مصالح المغرب. كيف ذلك؟ "يكفي أن نرى كل هذه الاستثمارات التي تقوم بهاالشركة ودعمها لعدد من المبادرات وضخها لأموال ضخمة لدعم بعض المهرجانات لنقف على هذه الحقيقة". وأكثر من ذلك, يقول المصدر, شيدت الشركة عمارة تضم 21 طابقا ستكلفها ملايير الدراهم. أحيزون دافع بقوة عن بناء هذه العمارة, التيستكون بمثابة معلمة بالمغرب. زعما بغا يكول بأن الرجل وطني. هاد الوطنية ظهرت من تعامله مع الموظفين الذين ورثهم عن الدولة. فرغم أن العديد من المؤسسات التي جرت خوصصتها سلكت الطريق السهل بتسريح موظفيها, إلا أن أحيزون كان يعتبر هذا الأمر خطا أحمر بالنسبة إليه وكان يقول أمام أطر الشركة بأنه ما غاديش يقطع الرزق ديال شي واحد. مقابل ذلك, اختارفتح باب المغادرة الطوعية, لإفراغ المؤسسة من الموظفين الذين ورثهم عن الدولة. العملية انخرط فيها 3000 موظف.

أرباح خيالية ومنافسة قوية

بينما كان أحيزون يرتب مطبخه الداخلي, كان في نفس الوقت يفاجئ المتتبعين الاقتصاديين بالنتائج الخيالية التي تحققها شركته. في عز الأزمة المالية الحالية, سجلت "اتصالات المغرب" خلال 2009 أرباحا صافية بلغت حوالي 9.4 مليار درهم, كما حققت رقم معاملات ناهز 30.3 ملياردرهم, لتكون الفرع الأكثر مردودية في العالم لشركة "فيفاندي" الفرنسية. "اتصالات المغرب" الآن, بعد عشر سنواتمن خوصصتها, تستحوذ على 60 في المائة من سوق الهاتف النقال بالمغرب. بداية ماي الماضي, وصل عدد المشتركين في الهاتف النقال بالمغرب ما يفوق 27 مليون مشترك. 15 مليون منهم مشتركون في "اتصالات المغرب". "السيد ديما كيجي واتق من راسو وما كاين غير الارتفاع, وملي كيحس بشي واحد كيمس سمعة الشركة كيضور فيه", يقول صحافي متخصص في الشؤون الاقتصادية تابع عددا من الندوات الصحفية التي يقدم خلالها أحيزون نتائج شركته المالية. من غير الأرباح, السيد غادي ينوض الشياط فبورصة الدار البيضاء.

أواخر سنة 2004, طرحت الشركة في عملية تاريخية 130مليون سهم بمبلغ 68.5 درهم. 133 ألفا و847 فردا شراو أسهم الشركة. "راه كان ذكي فالثمن الشعبي اللي طرحو فالسوق. الناس ولات غير شري شري, يقول مستثمر في سهم بورصة الدار البيضاء. بهذه العملية, أصبحت "اتصالات المغرب" تمثل الرقم الأول في رأسملة بورصة الدار البيضاء. أحيزون غادي يدخل "اتصالات المغرب" حتى فبورصة باريس. في إحدى السهرات الصيفية بمنطقة المضيق, والتي تقوم "اتصالات المغرب" بتنظيمها, شوهد عبد السلام أحيزون جالسا ليتابع حفلا غنائيا لمغني مالي اسمه "ساليف كيتا". أحيزون حرص على حضور الحفل كاملا. أياما قليلة بعد ذلك, أعلن عن دخول "اتصالات المغرب" للاستثمار في مالي. هذا ما يفسره أحد أطر الشركة بدبلوماسية أحيزون؛ فالمغني ساليف كيتا يتمتع بشعبية كبيرة في مالي إلى درجة أنه أحد المؤثرين الأساسيين في البلاد. اليوم "اتصالات المغرب" مساهم رئيسي في شركات اتصالات إفريقة موريطانية, بوركنابية, كابونية ومالية وهو ما مكن الشركة من الحصول على أرباح جديدة."ممكن تبان لينا الأرباح خيالية, ولكن راه المسألة عادية, حيت القطاع دقيق وفي العالم كلو مربح, زائد أن الدولة المغربية لأول مرة في حياتها وضعت شروط منافسة واضحة في قطاع ما", يقول المحلل الاقتصادي ادريس بنعلي. أحيزون يفتخر في تقاريره بذكر أن شركته تمتلك 818 اسم ماركة واسما تجاريا. السيد ما خدٌامش غير فالتيلفون, حتى في ألعاب القوى عندو ما يكول.

رئيس دائما

حين دخل أحيزون عالم ألعاب القوى, ردد البعض: "آش جا يدير هاد الراجل فألعاب القوى؟". أشهر قليلة بعد ذلك, سيتأكد للجميع أن الدولة راهنت على أحيزون لتسيير قطاع يراهن عليه "العهد الجديد". في الرابع من دجنبر 2006 سينتخب على رأس "الجامعة الملكية لألعاب القوى", ابن تيفلت عبد السلام أحيزون الذي كان يرعى أنشطة الجامعة ليصبح مسيرها الأول. "ماشي فقط لأنه مستكشف غير عادي فالبلاد عطاوه يسير جامعة ألعاب القوى, ولكن لأن الرجل عندو ما يقول فميدان التسيير و التدبير", يقول عضو جامعي في جامعة ألعاب القوى.

منذ الأيام الأولى لتعيينه, سيلحظ العاملون بالجامعة أن الرجل لن يحيد عن قواعد التسيير التي يطبقها على شركته. أحيزون سيكون, حسب مصدر من "الجامعة" حازما في إعداد دفتر للتحملات لم تكن "الجامعة" تعمل به قبل مجيئه في ما يخص منح الأندية واللاعبين؛ "من النهار اللول كال ليهم المردودية هي المحدد للي شكون غادا تٌعطاه المنحة", يضيف مصدر "نيشان" من داخل "الجامعة". المردودية فرضها أحيزون على الأندية واللاعبين وكذلك على النتائج التي يحققها شخصيا. ففي ظرف ثلاث سنوات, أصبح المغرب يتوفر على "ملتقى محمد السادس للألعاب القوى", الذي يعتبر حاليا واحدا من أفضل الملتقيات المصنفة من طرف "الاتحاد الدولي لألعاب القوى", حيث دخلت في إطار الجائزة الكبرى. لتأمين هذا التحول, استعمل أحيزون نفس المميزات التي تحلى بها ليحول "اتصالات المغرب" من التسيير البيروقراطي إلى تسيير حديث. "السيد سمع لكلشي, والبيرو ديالو فالجامعة ديما محلول, وفي الاجتماعات كيبان ليك مركز مع كل كلمة", يقول مصدر آخر من "الجامعة". المصدر يضيف أن الرئيس كان يتصل مباشرة باللاعبين الذين يحققون نتائج جيدة بحال حسنا بنحسي. أربع سنوات من ترؤسه "الجامعة" لم تمر كلها نجاحات, فأحيزون سيجد نفسه مجبرا على إقالة المدير التقني الوطني, البطل العالمي السابق سعيد عويطة؛ "راه كان كيدافع عليه بزاف ولكن عويطة طلع ليه واحد الوقت الدم", يقول هذا المصدر. كيفاش؟ "أحيزون ما غفرش ليه يكون من الدار ويهاجمها فنفس الوقت في الصحافة", يضيف نفس المصدر. سعيد عويطة لن يستمر في منصبه سوى تسعة أشهر, ليغادره في مارس سنة 2009 مقالا. ترؤس أحيزون ل"الجامعة" حقق من خلاله نجاحات و جعله كذلك يتعرض في بعض المرات لمواقف طريفة. خلال زيارته لبيت أسرته بتيفلت اعترضه ذات مرة شابان و أخبراه بلٌي ماكاينش اللي يربحهم فسباق 800 متر. أحيزون اختط بسيارته مسافة 800 متر, شغل الكرونومتر ديال التيلفون ديالو وطلب من الشابين أن يتسابقا. النتيجة لم تكن في المستوى المطلوب. أحيزون قشب معاهم شي شوية وشد الطريق, يقول أحد المقربين منه. نجاحات أحيزون على مستوى تسيير جامعة ألعاب القوى, لم ترافقها نتائج باهرة على مستوى الميداليات في الملتقيات الدولية. في بطولة العالم لألعاب القوى لسنة 2009, رجع المنتخب المغربي بلا ولا ميدالية واحدة. مصدر من داخل الجامعة أوضح ل"نيشان" أنه قبل مجيء أحيزون أراد هذا الأخير, حسب المصدر نفسه, أن ينتقل من منطق "البطل الفرد" إلى الخدمة من تحت. باغي الفرق طلع هي الأبطال. والمهم عندو دابا يكون منتخب فيه عرام ديال الناس ويحقق مراتب متقدمة في البطولات.... الميداليات غادا تجي من بعد". هاد الساعة ما شفنا والو.

بورطابل بالأمازيغية و تلفزة مغربية

سنة 2006 التي صادفت ترؤسه لجامعة ألعاب القوى تصادف كذلك دخوله لمجال لم يكن أحد يظن أن يكون له فيه قدم. الملك محمد السادس سيعين أحيزون عضوا في "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية". آش جاب مول التيلفون للأمازيغية؟ "اللغة الأمازيغية دخلها المخزن فالشرعية, وفهم أن الجانب الاقتصادي مهم باش تطور هاد اللغة", يقول أحمد عصيد الذي خلفه أحيزون في منصبه داخل المجلس. أحيزون رغم بعده من الناحية الأكاديمية عن القضية الأمازيغية لكنه أظهر للمجلس أنه يمكن أن يقدم لهذه اللغة ما تحلم أن تكون عليه في المغرب. مباشرة بعد هذا التعيين, سيخرج أحيزون للمغاربة أول تيلفون في العالم بحرف تيفيناغ وسيدة العلبة الصوتية لم تعد تتكلم فقط بالعربية والفرنسية, بل أصبحت حتى الأمازيغية من اللغات التي تستقبلك بها. "ما كانش ممكن يقدم شي خدمة بحال هادي للأمازيغية. بفضل هاد المبادرة اللغة الأمازيغية كتبان بغة عصرية", يضيف عصيد. هاد اللغة الأمازيغية العصرية غادي يعرف مزيان أحيزون يطبقها فالإشهارات التي أصبح جزء منها يتكلم الأمازيغية.

سنة 2006, بدأ فيها أحيزون ثورته الهادئة بجامعة ألعاب القوى. أعطى فيها دفعة قوية للغة الأمازيغية وفي نفس الوقت كان فيها الرجل الذي اعتمدت عليه الدولة لإطلاق أول قناة تلفزية خاصة. قناة "ميدي 1 سات" التي أراد لها المغرب أن تكون المنافس لقناة "الجزيرة" القطرية لم يكن من الممكن أن تنطلق لولا مساهمة "اتصالات المغرب" بنسبة 39 في المائة في رأسمال الشركة الذي يبلغ 15 مليون أورو. القناة التي ابتدأت كمشروع فرنسي مغربي ستعرف خلال الأربع سنوات بعد الانطلاق تغييرات ستكون لعبد السلام أحيزون يد فيها. القناة ستعرف أزمة مالية, لم تحقق نسب المشاهدة المنتظرة وعرفت استقالات متتالية للصحافيين من داخلها.

سنة 2010, أخذ عبد السلام أحيزون بزمام الأمور ب"ميدي 1 سات" وسيكون أول قرار مفاجئ صدر من مقر القناة هو رحيل بيير كازلطا, بعد أن قضى على رأس القناة أربع سنوات وعلى رأس "راديو البحر الأبيض المتوسط" المساهم في المشروع ب14 في المائة 30 سنة. "جا وسمع لكل واحد واحد باش يعرف المشاكل ديال القناة. وبسرعة فائقة, استطاع أحيزون أن يجد مساهمين جددا, ضخوا أموالا في ميزانية القناة وفي نفس الوقت سيصبح الرأسمال المغربي الأول في القناة.

أحيزون سيستقدم عباس عزوزي عضو جمعية "مغرب الثقافات" التي يرأسها الكاتب الخاص للملك منير الماجيدي ورئيس المكتب الوطني للسياحة ليخلفه كرئيس مدير عام للقناة وفي نفس الوقت سيخفض من نسبة مساهمة "اتصالات المغرب" التي لم تعد تتجاوز 4.73٪ من رأسمال القناة. أحيزون سيكتفي بمنصب متصرف اخل المجلس الإداري للقناة. "هاد التحول فالرأسمال كيبيٌن بلي السيد كيعرف يحط الفلوس فشي حاجة مضمونة النجاح", يشرح محلل اقتصادي. إذا كان أحيزون لم يضمن للقناة النجاح المالي منذ انطلاقها, فإنه استطاع حسب العديد من الملاحظين أن يحقق لها نجاحات يمكن أن تستفيد منها على المى القريب. في شتنبر 2009, أعلنت الحكومة أن قناة "ميدي أن سات" أصبحت قناة تلفزية عمومية, كما سمح لها بالبث الأرضي الذي طالما تمنت القناة الحصول عليه. الحاصول, الدولة بدأت ترى في أحيزون الرجل المناسب لتنفيذ المهمات الصعبة, رغم تعدد مجالاتها.

[ما كاين غير الولاء]article:

نجاح هنا, تفوق هناك.... على مدى 10 سنوات, استطاع عبد السلام أحيزون أن يكون الباطرون رقم واحد في المغرب. لكن هل فقط كفاءة الرجل وحدها هي التي جعلته يحقق ما حققه؟ كثير ممن يعرفون الرجل أسروا ل"نيشان" بأن تبوأه لهذا المنصب لعبت فيه الكفاءة و كذلك ولاءه للمخزن دورا رئيسيا, ليصبح رجلا ناجحا في مساره. "يجب أن لا ننسى أن الاقتصاد المغربي مبني بالأساس في القطاع العام أو الخاص على الولاء بالإضافة إلى الكفاءة. الرجل فهم بلي ما خاصوش يزيد من راسو و نهار غادي يبغي يخدم كباطرون مستقل يقدر يتغيٌر المسار ديالو", يشرح ل"نيشان" المحلل الاقتصادي ادريس بنعلي. وقائع كثيرة تبين أن عبد السلام أحيزون أصبح رجل المخزن بامتياز. فور تعيينه رئيسا لجامعة ألعاب القوى, لم يجد أحيزون ما يختم به اجتماعه, أفضل من برقية ولاء و إخلاص رفعها للملك. وخلال الفترة التي يقضيها محمد السادس منذ بداية يونيو من هذه السنة بمنطقة الريف, انتقل أحيزون شخصيا لتنشيط شواطئ الشمال الشرقي. وما ننساوش, أحيزون كان أحد أعضاء المجموعة 14 التي شكلها الملك الراحل للتفكير في مستقبل المغرب وأكثر من ذلك فقد كان هو مقرر هذه المجموعة. كما أن دخول شركة "اتصالات المغرب" كمحتضن لعدد من المهرجانات الوطنية دفع بالكثيرين إلى القول بأن أحيزون يقدم خدماته لأصدقاء الملك, في إشارة إلى مهرجان "موازين" الذي يرعاه منير الماجيدي. لكن إطارا تجاريا في شركة "اتصالات المغرب" يوضح الأمر بطريقة تجارية: "خاصنا نعرفو بأن المردود الذي تجنيه الشركة من وراء احتضان مثل هذه المهرجانات لا يعد ولا يحصى, واش كتعرف ما معنى أن تكون علامة الشركة تحت الخشبة التي يغني فيها لطون دجون وخوليو إيكليسياس ومعهم نجوم عرب كبار مثل فضل شاكر وتامر حسني. ذلك للشركة أرباحا كبيرة". المصدر ذاته يؤكد ل"نيشان" أنه رغم مساهمة الشركة أكد أن "اتصالات المغرب" بصدد التهييء للقيام بجولة جديدة من السهرات بمناسبة الصيف المقبل, ستشمل 57 مدينة و يشارك فيها نجوم كبار. هي ما كاين غير الفراجة هاد الصيف...ومن وراها الأرباح الخيالية, فإن ثمن الهضرة فالتليفون باقي غالي فالمغرب. تقارير مجموعة من مكاتب الدراسات بينت أن ثمن المكالمات في المغرب هو الأغلى عربيا, إذ أن المستهلك المغربي يِدي عشر مرات أكثر عن ثمن الدقيقة الواحدة من المكالمات بالمقارنة مع المستهلك المصري أو اللبناني. هادي مازال ما شافهاش رجل المليون أورو.

إشهار: ديما الأول

حسب دراسة لمجموعة "سيكما التونسية", بلغ رقم معاملات سوق الإشهار سنة 2009 في المغرب العربي 830.9 مليون دولار كانت للمغرب فيها حصة الأسد ب 562.1 مليون دولار.قطاع الاتصالات عندو فيها 850 مليون درهم, و "اتصالات المغرب" عندها فيها ما يفوق 287 مليون درهم. عبد السلام أحيزون منذ البداية راهن على الإشهار في منافسته مع "ميديتيل". رهان جعله يرفع دعوى قضائية عن إشهار الزربية الحمراء" ل "ميديتيل" والذي اعتبره يمس بالمغرب. مصدر من شركة منافسة يرى أنه في بداية المنافسة "زاد بزاف فالاشهار, الفلوس كانت بزاف وعطاها للاشهار". فينما مشيتي ولٌيتي تلقا قدامك جمال الدبوز... في التلفزة, الراديو, الصحافة المكتوبة, الشوارع وفي الأطروت. نور الدين عيوش, صاحب شركة "شمس" للإشهار يرى أن ما ربحناه بالإضافة إلى نمو القطاع هو "استعمال الدارجة. بهاد الإشهارات, اللغة ديال المغاربة ولٌى عندها حضور أكثر. وصراحة, عبد السلام أحيزون من الخدمة معاه عندو ما يكول فالإشهار". شكون شهد ليك آ العروس....

سفر: ما تنفع غير الطائرة الخاصة

أحيزون لم يشتر طائرة خاصة من ماله الخاص, التحق مؤخرا بنادي أرباب الشركات التي تملك الطائرات الخاصة بالمغرب. النادي الذي يضم عثمان بنجلون وعزيز أخنوش وميلود الشعبي وأنس الصفريوي وكريم العمراني, التحق به أحيزون بعدما منحته الشركة الفرنسية "فيفاندي" المالك الرئيسي ل"اتصالات المغرب", طائرة ذات 12 مقعدا يقدر ثمنها ب 20 مليار سنتيم. "السيد كيسافر بزاف وما يمكنش يبقا فكل ساعة يتسنى حجز مقعد في طائرة", يقول مصدر من داخل "اتصالات المغرب". من يتتبع مسار الرجل يعرف أنه ممكن يكون فالرباط لينتقل بعدها إلى الحسيمة لحضور الاحتفالات التي تقام بالموازاة مع زيارة الملك, ويقدر يطير بالزربة لباريس ثم موريطانيا حيث يستقبله رئيس الوزراء شخصيا, كما يمكن ان يطير إلى مالي ليتحدث مع رئيسها حول مستقبل قطاع الاتصالات بالبلد. ما ننساوش أن عبد السلام أحيزون يملك عبر "اتصالات المغرب" حصة الأسد في أربع دول إفريقية هي الكابون, بوركينافاسو, مالي وموريطانيا. راه ما جاوش وعطاوه طيارة على والو.

رقابة: أحيزون حاضي الأنترنيت

قد يفاجأ المرء حين تقول له إن أحيزون, عن طريق الشركة التي يسيرها, يمارس الرقابة. "اتصالات المغرب" التي تملك 739 ألف مشترك في الأنترنيت من أصل 1.2 مليون مشترك في المغرب قامت منذ 2005 بمنع مجموعة من المواقع. أول تلك المواقع كانت لجبهة البوليزاريو, ثم "كوكل أورث". عكس مجموعة من الدول, التي طلبت من "كوكل" التشويش على بعض المواقع الحساسة, فإن "اتصالات المغرب" حذفته. زما لقات غير العطب التقني باش تلصقها فيه, حينما طلب "كوكل" تفسيرا لهذا المنع. في ال25 من ماي 2007, بلوكات الشركة موقع "يوتوب". الناس دخلهم العجب لهذا المنع, لكن الملاحظين فسروا الأمر بأن الوصول إلى الفيديوهات التي يضعها البوليزاريو على نفس الموقع. "يوتوب" غادا تطلقو "اتصالات المغرب" ف30 ماي من نفس السنة, وفي الوقت الذي كانت تمارس عليه الرقابة كان مشتركو الأنترنيت لدى "وانا" و "ميدتيل" يستطيعون ولوجه. وكالعادة, لم تجد "اتصالات المغرب" من تفسير لهذا المنع سوى أن الأمر يتعلق بمشكلة تقنية كما صرحت بذلك الشركة وقتها.

المصدر : مجلة نيشان