أسلحة الدمار الشامل كانت في طريقها لرأس بوش الابن وأهدافاً أخرى كيف التفّت مذكرات الدوسري على يديه وقادته إلى المحاكمة؟

أسلحة الدمار الشامل كانت في طريقها لرأس بوش الابن وأهدافاً أخرى
كيف التفّت مذكرات الدوسري على يديه وقادته إلى المحاكمة؟
أرجوان سليمان


في الوقت الذي بدأ فيه الشعب الأميركي يستعيد ثقته بالسعوديين بفضل الجهود التي تبذلها الأندية الطلابية هناك، وقبل ذلك محاولة المسؤولين السعوديين التعريف بثقافة المملكة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تعود الأسئلة الاستفسارات نفسها للظهور، ويطفو القلق على السطح من جديد. والمحرّض هذه المرة هو شاب لم يلفت الأنظار يومًا ما نظرًا إلى هدوئه، ويبلغ من العمر 20 عامًا متفوق دراسيًا، وهو الأمر الذي أثار حيرة من تابع قضيته.

الرياض: تزخر صحف أميركية هذه الأيام بموضوعات وتحليلات عن الشاب السعودي خالد علي الدوسري، المتهم بالإعداد لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة الاميركية، حيث جعل نيويورك هدفه المحتمل، إضافة إلى هدفه الأهم وهو الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.

خالد الدوسري كافح للحصول على منحة دراسية منذ أن كان في الثانوية العامة لشنّ ما وصفته الصحف الاميركية بـ "الحرب المقدسة"، مستندة إلى مذكراته التي كُشف عنها بعدما قبض عليه بتهمة محاولة إستخدام سلاح دمار شامل، وعلى إثرها يواجه الدوسري عقوبة السجن مدى الحياة وغرامة 250 ألف دولار إذا ما أدين بمحاولة استخدام أسلحة دمار شامل.

وبحسب ما تسرّب من معلومات، فإن الدوسري يدرس في الولايات المتحدة بمنحة من من الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، التي حاول عدد من الصحافيين الأميركيين إشراكها أيضًا في الجدل المثار حول قضية الدوسري، إلا أن المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف. بي. آي" مارك هوايت أجاب عن سؤال يدور حول إذا ما كان التحقيق سيتركز على الطلاب الحاصلين على منح دراسية من شركة "سابك"، قائلاً إن السلطات الأميركية لم تعثر على أي دليل يؤكد أن الدوسري تلقى أي مساعدة خارجية.

وأشار إلى أنهم لا يفتحون تحقيقًا مع الآخرين لمجرد حصولهم على منح دراسية، وأكد هوايت أنهم لم يروا أي صلة حتى الآن بين الدوسري وأي أشخاص آخرين متآمرين معه وأي ارتباط له بجماعة إرهابية أجنبية تزوّده بأي نوع من التوجيهات أو التمويل أو أي شيء آخر، في حين أن "سابك" بحسب صحيفة "لوبوك أفلانش جورنال" أصدرت بيانًا كان أبرز ما جاء فيه أنها على استعداد لمساعدة سلطات إنفاذ القانون إذا طلب منها في التحقيق مع خالد الدوسري.

ووفقًا لما جاء في الصحف الأميركية والتغطية الإعلامية التي جاءت في غالبها متحاملة وأحادية، فإن الشاب السعودي الذي يدرس الهندسة الكيمائية في كلية "ساوث بالينز" بالقرب من لوبوك الولايات المتحدة الأميركية دخل بصورة قانونية في أيلول/ سبتمبر من العام 2008 بتأشيرة طالب، واحتاج الأمر منه نحو 10 شهور لإتقان اللغة الانكليزية، ثم التحق بعد ذلك بجامعة تكساس لدراسة الهندسة الكيميائية حتى كانون الثاني/ يناير من العام الحالي قبيل اعتقاله، حيث اعتقل في لوبوك، بتهمة محاولة الحصول على مواد لصنع مواد متفجرة.

يبدو من خلال مذكرات الدوسري وبعض التحريات أن المسلسل بدأ بالعرض في آذار/ مارس من العام 2010، حيث بدأ بالتدوين عن سلبية المسلمين، وأخذ على نفسه عهدًا بأن يتخذ طريقًا من خلال "الجهاد". وفي تموز/ يوليو من العام نفسه، دوّن في مذكراته رغبته في تكوين مجموعة إسلامية تحت راية القاعدة، سيطلق عليها "جماعة جند الإسلام".

وفي سبتمبر، أرسل إلى نفسه رسالة بالبريد الإلكتروني، ذكر فيها قوائمه المستهدفة، متضمنة أسماء وعناوين ثلاثة مدنيين أميركيين عملوا في العسكرية في وقت سابق وفي سجن أبو غريب، وفي الشهر عينه كتب في مذكراته أنه اقترب من تحقيق هدفه في الجهاد والحصول على الأسلحة.

لم يفتأ الدوسري يرسل الرسائل الإلكترونية لنفسه، من وإلى بريده الإلكتروني، ففي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، أرسل رسالة إلى نفسه عن كيفية صنع المتفجرات، وفي الشهر نفسه أرسل قائمة أخرى بمستهدفاته متضمنة 12 خزانًا يقع في كولورادو وكاليفورنيا.

بدأ الطالب الوحيد الذي لم يلفت الأنظار سابقًا رحلته في جذب الانتباه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث طلب كمية من مركز حمض الكبريتيك، وأرسل إلى نفسه طريقة تحويل هاتفه المتحرك إلى جهاز تفجير عن بعد، وطلب 30 لترًا من حمض النتريك، وفي نهاية الشهر نفسه وحتى الشهر الذي يليه، كان يستلم رسائل شكر عبر البريد الإلكتروني من موقع أمازون لشرائه كمية من المواد الكيميائية.

وفي فبراير/شباط، أبلغت (كالورينا للتموين البيولوجي) مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الدوسري حاول شراء مواد كيميائية لصنع المتفجرات، في حين أن الدوسري أخبر مسؤولاً في (كالورينا للتموين البيولوجي) بأنه يدرس في جامعة (تكساس تك) وأنه يريد المواد الكيميائية، ثم سأل أحد العملاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي بصفته موظفًا في (كالورينا للتموين البيولوجي) عن سبب رغبته في شراء الفينول، فأجابه الدوسري بأنه كان يبحث عن منظفات تحتوي على الفينول لتقليل رائحتها، وبهذا يستطيع الانتقال إلى جامعة أكبر.

في الشهر عينه، ألغى الدوسري طلب الفينول، وذكر أنه راسل شركات أخرى لتبيعه المواد الكيميائية، في حين أرسل إلى نفسه وصفة صنع متفجرات كيميائية من الفينول والنيتريك والكبريتيك. في الشهر المذكور أيضًا، فتش عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي شقة الدوسري، ووجدوا مواد كيميائية مركزة ومذكرات مكتوبة باللغة العربية.

وفي آخر شهر شباط/ فبراير انتهت حكاية التحضير والتخطيط، لتبدأ قصة التحقيقات، حيث قبض عليه في 24 فبراير، ومثل الشاب السعودي خالد علي الدوسري أمام محكمة اتحادية في لوبوك (تكساس)، بعدما ألقى ضباط من مكتب التحقيقات الاتحادي القبض عليه يوم الأربعاء الماضي بتهم إرهابية، تشمل شراء مكونات قنبلة.

وتأجلت محاكمة الطالب السعودي خالد علي الدوسري المتهم بالإعداد لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية إلى 11 آذار/ مارس، بعدما لزم الصمت في الجلسة الأولى. وقال محاميه رود هوبسون إن موكله سيدفع بأنه "غير مذنب".