من إدارة فريقك إلى إدارة مديرك، لم لا؟
قد توفر لك علاقتك بمديرك فرص نمو عدة إذا ما تمت مراعاتها جيداً، في الوقت الذي يمكنها من أن تكون طريقاً محفوفاً بالكمائن المهنية المؤذية إذا ما تم إهمالها. لذا فإن المحافظة على علاقة مهنية جيدة مع مديرك تؤثر، إلى حد بعيد، في أنواع المهام التي ستوكل إليك، وتقدمك في وظيفتك، وتحسن علاقتك بالآخرين في شركتك، وسمعتك في مجال عملك، حتى بعد أن تغادري الشركة. اعملي على تحسين علاقتك مع مديرك باتباع النصائح التالية التي قدمها فريق الخبراء المهنيين في "بيت.كوم"، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط.
1. قومي بتأدية عملك بطريقة مثالية :تحدد علاقتك بمديرك إلى حد كبير في ضوء مهاراتك المهنية، وصفاتك، ومدى النجاح، الذي تحققينه في الوظيفة التي تؤدينها. إن المدير يعتز بالموظف، الذي يقوم بعمل جيد، ويلتزم بالمواعيد النهائية، والذي يكون التعامل معه سهلاً. قومي بتأدية وظيفتك بطريقة مثالية، عن طريق تحديد توقعات مديرك، ومن ثم تجاوزها لإثبات تفانيك في أداء وظيفتك، وأنك مستعدة لبذل كل جهدك لإنجاز عملك بالصورة المثلى. وقد يتضمن ذلك التطوع لمساعدة الآخرين، أو القيام بمهام إضافية، أو تنمية مهارات فريدة، أو ابتكار أفكار جديدة لتحسين الأداء، أو كسب العملاء أو خفض التكاليف. إن بناء سمعة جيدة لنفسك تبين أنك شخص مهني يؤدي وظيفته على أكمل وجه، ويسهل التعامل معه، وهو ما ينعكس إيجابياً على مديرك.
2. التواصل :يمثل التواصل المستمر مع مديرك الركن الأساسي لعلاقة سليمة على المدى البعيد. إن الهدف من هذا التواصل هو بناء علاقة مهنية، والتأكد من التدفق السهل للمعلومات المتعلقة بالشركة، والوحدة التي تعملين ضمنها، وبأدائك الخاص، أو أي مشكلات أو مسائل أخرى بينك وبين المدير.
• استثمري مبكراً في بناء قناة تواصل: تعودي على الدخول إلى مكتب مديرك للتحدث معه، أو على ترتيب اجتماع معه بصفة دورية. لا تنتظري أن يقوم هو بترتيب تلك الاجتماعات، بل قومي أنت بعقدها بصفة دورية وغير رسمية، حتى تصبح جزءاً روتينياً من يوم مديرك، أو أسبوعه أو شهره. وهذا يضمن ألا تتراكم الشكاوى والاستفسارات من دون جواب، فقط لأنك لم تتحلي بالشجاعة الكافية، للتحدث مع مديرك أو لأنك لم تعملي من الأساس على فتح قناة تواصل بينكما. تحضري لهذه الاجتماعات، وحاولي أن تضيفي إليها القليل من الفكاهة. وسيقدرك مديرك، لو أبقيته على علم بأحدث التطورات على صعيدك الشخصي في الشركة. تجنبي النميمة، لأن الهدف من هذه الاجتماعات ليس التحدث عن أمور ليست ذات أهمية، وإنما تأمين تدفق سهل للمعلومات، وهو ما يوفر لك المزيد من الفرص لتحقيق النمو الوظيفي.
• تعلمي أن تصغي جيداً إلى مديرك: ويتضمن ذلك فهم نبرة صوته، إضافة إلى مضمون كلامه. تأكدي من أنك تفهمين توجيهاته، إضافة إلى خلفيته. اطرحي عليه الأسئلة إذا لم تفهمي. عادة ما يقوم المدير بتحديد أهداف ورؤية الوحدة التي تعملين ضمنها في الشركة، ولن تستطيعي فهم فلسفته العامة وأسلوبه في إدارة العمل، إلا إذا أحسنتِ الإصغاء.
• تعلمي أن تتقبلي النقد البناء: يمارس بعض المديرين "التنمر النفسي" على موظفيهم، ويكون التعامل مع هذا النوع من النقد من قبل هؤلاء صعباً جداً. إلا أن أغلب المديرين ينتقدون موظفيهم، لتلبية متطلبات الوظيفة. لذا كوني مستعدة لتقبل النقد والتعلم منه. إن النقد البناء يجب أن يستعمل لتوجيه حياتك المهنية، وتجنب القيام بالأخطاء الوظيفية.
3. قومي بإدارة توقعات مديرك :يمكنك البدء في إدارة توقعات مديرك في ما يتعلق بكمية عملك ونوعيته فور أن تصبحي متمكنة من متطلبات وظيفتك، وفور أن تكوني قد بنيت علاقة قوية مع مديرك مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. وتمثل هذه استراتيجية ضرورية للسيطرة على الضرر في حال أردت تجنب الكمائن، التي تظهر أساساً نتيجة لمهارات حزم ضعيفة. تعلمي أن تقولي لمديرك أنك مكلفة بما لا طاقة لك فيه (في حال كان ذلك صحيحاً). استعملي جملاً مثل: "نحن في حاجة إلى موارد إضافية" أو "يجب أن أعمل وفق أولويات" أو "علي الالتزام بموعد نهائي أكثر إلحاحاً" أو "لا أريد أن أضحي بنوعية العمل الذي أقدمه". جهزي دائماً قائمة بالمهام التي تقومين بها، وفق أولوياتها، حتى يستطيع مديرك التخطيط للمهام التي سيوكلها إليك. كوني "منتجة" بدلاً من أن تكوني "منشغلة"، حتى يحترم مديرك مهاراتك في تحديد الأولويات، وقدرتك على القيام بوظيفتك.
4. رد الفعل العكسي :مديرك لديه مدير أيضاً، فحاولي أن تجعلي حياته أكثر سهولة عن طريق أبداء الآراء الإيجابية كلما استطعت. تجنبي النفاق، ولكن قومي بمجاملة المدير، بشأن عوامل واقعية مثل شيء كنت قد تعلمته منه، أو مهمة ما قام بتوكيلها إليك، أو فكرة مبتكرة تقدم بها. وسيسعد مديرك من المديح إذا كان واقعياً ومهنياً، كما أنه سيحاول مساعدتك مستقبلاً إذا أبديت الامتنان عن الخطوات الذي اتخذها لمساعدتك في الماضي.