عقيلة الترابي تنفي اتهامات الأمن السوداني وتؤكد لـ (الزمان):
زوجي لم يخطط لاغتيالات ولا أزوره في المعتقل إلا برفقة بناتي
لندن ــ نضال الليثي
الخرطوم ــ جوبا ــ الزمان:
قالت زوجة حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي اعتقلته السلطات مطلع الاسبوع الماضي "ان اتهام السلطات للترابي بالاعداد لتنفيذ حملة اغتيالات بهدف التهييج لاسقاط النظام باطلة وغير صحيحة". واضافت وصال عقيلة الترابي وهي شقيقة الصادق المهدي زعيم حزب الامة "انها أبلغت السلطات رسميا انها لن تزور الترابي في معتقله الا برفقة بناتها".
واوضحت ان "السلطات استجابت لتظاهرة بنات الترابي وبنات الصادق المهدي مساء امس الاول وسط الخرطوم وسمحت لي برفقة ابني عصام بالزيارة. لكنها استدركت قائلة لـ (الزمان): "ان عصام هو الذي سيزور والده أما أنا فلا ارافقه إلاّ برفقة بناتي".
واشارت وصال الصادق المهدي ان "زوجها حسن الترابي مصاب بأمراض عدة وان طبيبه لم يزره منذ اعتقاله مما يعرض حياته للخطر".
واوضحت "كنت اعتقد انه معتقل في سجن كوبر بالخرطوم لكنه كما توضح لنا انه في مكان آخر لا نعرفه حتي الان".
وطالبت بإطلاق زوجها فوراً.
واوضحت ان "الترابي لم يعد لاغتيالات وان موفقه المعلن هو اسقاط النظام سلمياً".
علي صعيد آخر صوت نحو 99 في المئة من السودانيين الجنوبيين لصالح الانفصال عن الشمال طبقا لاول نتائج أولية رسمية نشرتها المفوضية التي تشرف علي الاستفتاء.
وهذه الأرقام هي المؤشر الأحدث علي نتيجة ساحقة نحو استقلال الجنوب في الاستفتاء الذي أجري الأسبوع الماضي والذي أقرته اتفاقية السلام الشامل التي وقعت عام 2005 وأنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ومن المتوقع ان تصدر النتيجة النهائية للاستفتاء في فبراير شباط.
وجاء في موقع مفوضية استفتاء جنوب السودان علي الانترنت ان 98.6 في المئة صوتوا لصالح الانفصال بعد فرز أكثر من 80 في المئة من الاصوات في الجنوب و100 في المئة من الأصوات في مناطق أخري.
وكانت المفوضية قد اكدت في وقت سابق ان الاقبال علي التصويت تجاوز 60 في المئة وهي النسبة المطلوبة كي يصبح الاستفتاء ملزما.
واستجاب المسؤولون في الجنوب المنتج للنفط بتعقل للنتائج الأولية وحذروا الناخبين من البدء في الاحتفال بالاستقلال منعا لاستفزاز الشمال. ويتناقض الجو العام الهادئ والمسيطر عليه في جوبا عاصمة الجنوب مع المشاهد الاحتفالية التي قوبل بها بدء الاستفتاء عندما وصفت ملصقات حملة الدعاية للاستقلال بأنها تحرر من الحرب وقمع الشمال.
وقال نائب رئيس المفوضية تشان ريك مادوت وهو جنوبي لرويترز "هذه هي النتيجة التي توقعناها... النتيجة لن تغير كثيرا".
وكانت المنطقة الوحيدة التي ابدت انحياز الأغلبية للوحدة هي تجمع صغير للناخبين في ولاية جنوب دارفور في شمال السودان وصوتوا بنسبة 63.2 في المئة لصالح الوحدة بينما صوت 36.8 في المئة منهم لصالح الانفصال.
وقال مادوت "هذا ليس مستغربا بسبب الطريقة التي تم بها تسجيلهم (في قوائم الناخبين). بعض الناس سجلوا كجنوبيين بينما هم شماليون من دارفور.
"لقد استغلوا نقص الأمن في المنطقة. لن يؤثر ذلك تأثيرا كبيرا علي النتيجة". وشهدت دارفور سبع سنوات من الحرب في تمرد علي الحكومة.
وقال مسؤول رفيع من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان انه سينتظر النتيجة النهائية قبل ان يعطي رد فعل رسمي.
وقال ربيع عبد العاطي ان التوقعات تشير الانفصال وان الحزب يعمل علي مرحلة ما بعد الانفصال الآن وفي مسائل مثل ترسيم الحدود وحل مشكلة أبيي. وقال ان الحزب يبذل كل ما في وسعه للاستعداد لتبعات انفصال الجنوب.
ولم يتفق المسؤولون من الشمال والجنوب بعد علي كيفية اقتسام عائدات النفط كما لم يتفقا علي حل لمشكلة أبيي.
وتشير الأرقام إلي ان 57.65 في المئة من الجنوبيين الذين أدلوا بأصواتهم في الشمال اختاروا الانفصال. واختار 98.55 من الجنوبيين الذين يعيشون خارج السودان الانفصال.
وأكد العاملون في المفوضية مصداقية الموقع والارقام التي نشرها. وجاء في بيان علي الموقع ان هذه النتائج غير كاملة ومؤقتة لحين الاعلان عن النتائج الاولية ثم النهائية وان الارقام قد تتغير.
وقال مسؤول بصحيفة أجراس الحرية المتصلة بالحركة الشعبية لتحرير السودان إن أفرادا من الأمن السوداني منع طباعة الصحيفة مما أثار المخاوف من موجة جديدة من الرقابة علي وسائل الاعلام.
وقال عاملون بالصحيفة ان الأمن لم يقدم تفسيرا لهذه الخطوة لكن الصحيفة التي تصدر في الخرطوم كانت قد نشرت عدة مقالات عن انفصال الجنوب المتوقع علي نطاق واسع بعد الاستفتاء وعن احتجاجات الشوارع علي ارتفاع الأسعار.
وقال فائز السليك نائب رئيس تحرير الصحيفة إن العاملين بها حاولوا طباعتها لكن رجال الأمن منعوهم من ذلك. واضاف إن رجال الأمن قالوا إن الصحيفة لن تطبع قبل قراءة محتواها لكنهم لم يعودوا حتي الآن.
وتابع السليك ان مسؤولي الصحيفة مازالوا ينتظرون. وقال السليك ان الأمن قد يغلق الصحيفة أو يعلق صدورها مشيرا الي انه يتوقع الأسوأ.
ولم يتسن علي الفور الاتصال بالأمن الوطني أو المجلس الوطني للصحافة المسؤول عن تنظيم وسائل الاعلام في السودان للتعليق.
وقال السليك إن معظم الصحفيين بالصحيفة من الشمال لكنهم قلقون بشأن كيفية التعامل معها بعد اعلان الجنوب الانفصال.
واضاف إن الحكومة قد تصادر كل الحريات وقد تعلن حالة الطوارئ.
وكانت السلطات السودانية قد علقت صدور الصحيفة التي تدعمها الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية.