ومن العيون ما قتل..هل لغة العيون كافية للتعبير عن مشاعر المرأة؟
الرحمانية.المغربية
يتفق الكثيرون على أن للعيون لغتها التي تخاطب بها أو تعبر بها، كما أن هناك من يجيد قراءتها ويفهم جيدا من خلالها شخصية الآخر.
بعض الناس يقولون إن العيون تفضح الأسرار، بينما يرى آخرون أنه يمكن أن تفوح بعبق الحب والهيام، أو المحبة، أوالخوف والكراهية، أو التفاؤل والإعجاب. فهل تفضحنا أعيننا؟ هل هي المرآة التي تعكس شخصيتنا لدى الآخر؟ وهل هي، فعلا، تعبر عن المشاعر، أكثر مما يعبر عنه الكلام؟
تعد العيون العضو الرئيسي في الوجه، وهي أول ما ينظر إليها المخاطب أو أي شخص تلتقيه أول
مرة، ليغوص في معانيها، محاولا اكتشافك، وفك طلاسم تفكيرك. هناك من ينجح ويفهم المغزى، وهناك من يفشل في هذه المهمة، فتضيع عليه فرصة اكتشاف الآخر، فحاسة النظر من أهم الحواس، التي يتشكل منها الجسم. يعتبرها البعض مصدر إثارة، بيد أنها أبسط من ذلك، لأنها شفافة مثل الروح، تعبر عنا في صمت، دون وعي أو إدراك، دون تشويش، ودون أطراف ثالثة أو رابعة.
تغنى عمالقة الطرب بها، إذ كانوا يعتبرونها الملهمة لكل إبداعاتهم، وكتب عنها المؤلفون معتبرين أن السفر إليها يظل بعيدا عن متناول الجميع.
ورغم ما تتصف به من أنها فاضحة وشفافة، إلا أن عيون البعض يصعب فك رموزها، حيث يمكن أن تصبح وسيلة للخداع والمراوغة.
أبدع الشعراء في وصف العيون، فكانت (بالنسبة إليهم) بمثابة الرصاص، الذي يقتل العاشق، والسلاح الذي يفتك بالعاشق. وصورها نزار قباني "كإدمان يصعب الإقلاع عنه، كالتدخين، وكقهوة الصباح"، يكفي النظر إليها لتستشف حزنا أو فرحا.
غير أن هناك من له رأي آخر، إذ يعتبرها حاسة لا غير، لها تعبيران ظاهران على العموم، هما الضحك والبكاء.
نادية، 26 سنة، عبرت عن رأيها في العيون، وقال لـ "المغربية" إن لها لغة جميلة حين يكون الإحساس جميلا، لكن قد تكون ماكرة وخداعة "فكم من شخص يظهر الحب بعيونه، لكنه قادر على الطعن والغدر، وهنا لا يمكن الوثوق في نظرة العيون، التي قد تخفي ما يبطنه القلب"، من هنا يبدو أن العيون، برأي نادية، سلاح ذو حدين، يستخدمه صاحبها عند الاقتضاء، وحسب أهدافه.
بينما يرى أحمد، 45 سنة، أن العيون تظهر كل ما يضمره القلب، لأنها شفافة ولا تخدع، وإذا خدعت، كما يقال، فهذا لأن صاحبها قادر على الخداع. فالعيون، في نظره، تتغزل وتدمع وتحب وتبحث وتكره وتحزن، وكل ذلك يظهر عليها، والعيون بقدر ما يمكنها أن تخبئ المشاعر، بقدر ما يمكن أن تفضحها "وطبعا هذا يتوقف على نوع النظرة، وطبيعتها، أيضا، وفي أي خانة يمكن تصنيفها.
بعض الناس يعتبرون أن للعيون دور تواصلي بامتياز، "إنها بلوثوث هذا العصر"، يقول رشيد مازحا.
بعيدا عن لغة العيون، تلعب هذه الأخيرة دورا مهما في جمالية المرأة. ولعلها أول شيء تقوم المرأة بتجميله حين تهم باستعمال الماكياج. فتتفنن في جعلها أكثر جاذبية، وأكثر لمعانا، كما تحيطها بالعناية اللازمة، للمحافظة على شكلها، والحرص على حمايتها من التجاعيد، وعيا منها بأن أول ما ينظر إليه في وجهها هي عيونها.
تقول زاهية "لا أطيق الخروج من البيت دون أن أستعمل الكحل، الذي يضيف جمالا خاصا على وجهي. وأن أغلى ماكياجي هو ذلك الخاص بعيوني، من ماسكارا وكريم مرطب أو مزيل للماكياج، فإذا لمعت العيون لمع الوجه كله، وإذا صدرت نظرة عن عيون جميلة، فغالبا ما تكون مؤثرة في المخاطب".